شريف رياض
شريف رياض


فوق الشوك

ماذا لو فزنا على الكونغو؟

شريف رياض

الثلاثاء، 30 يناير 2024 - 08:39 م

ماذا لو فزنا على الكونغو فى الوقت الأصلى للمباراة أو بضربات الجزاء وصعدنا إلى دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم؟ هل كنا سنرى كل هذه الضجة المثارة حول منتخبنا الوطنى ومدربه أم كانت التهانى بالفوز والتمنيات الطيبة والآمال باستمرار المسيرة حتى الفوز بالبطولة هى التى ستسود الأجواء وتسيطر علينا ليل نهار؟

ما حدث من هجوم على منتخبنا الكروى ومدربه هو نتيجة طبيعية لأن كل مواقفنا هى دائما ردود أفعال وهذا أيضا يمتد إلى أغلب القضايا وليست القضايا الرياضية فقط.

حال منتخبنا الوطنى لكرة القدم ومستواه لا يخفى على أحد ولكننا كالنعام نخفى رؤوسنا فى الرمال ولا نريد أن نرى الحقيقة أو نعترف أبداً أن كرة القدم تحديداً.. وليس كل الرياضيات الأخرى.. تمر بأزمة شديدة غيبتها عن جميع البطولات الدولية منذ سنوات والسبب معروف  منظومة كرة القدم فى حالة انهيار شديد ولا يتم ادارتها على أساس علمى أو منطقى يصنع برامج جادة لإعداد الناشئين .

فى ظروف كهذه نستعين فيها بمدربين أجانب يتقاضون مرتبات خيالية بالدولار ليس عيبا وربما هو الطريق الأمثل أن نتعاقد مع عدد محدود من الخبراء الأجانب لفترة محددة لا تتجاوز عدة أشهر تكون خبرتهم الأساسية هى إدارة كرة القدم وإعداد المنتخبات والمدربين الوطنيين ليصنعوا لنا الخطط والبرامج المثلى التى يجب أن نسير عليها. وما يوصون به ننفذه بالحرف بلا مناقشة أو محاولة للالتفاف حوله ووضع لمسة مصرية عليه!

لماذا لا يعانى منتخبنا لكرة اليد من مشاكل كالتى يعانى منها منتخبنا لكرة القدم؟ لأن منتخب اليد منذ سنوات طويلة له ادارة قوية تضع برامج اكتشاف الناشئين فى جميع المحافظات وإعدادهم وتأهيلهم على أعلى مستوى بحيث تكون رياضة كرة اليد متواجدة وقوية فى كل المحافظات.

فى نفس الوقت تلقى برامج إعداد المدربين كل عناية واهتمام من اتحاد كرة اليد بحيث يتوافر هناك دائما دفعات جديدة من مدربى كرة اليد بروح ودماء جديدة يحاولون دائما إثبات وجودهم فى أسرع وقت.

كرة السلة والكرة الطائرة ايضا مستوانا فيهما جيد جداً بصفة عامة وأبطالنا معروفون عالميا ونجومنا فى التنس والاسكواش يحققون بطولات دولية عديدة وسمعتهم عالمية.

أغلب اللعبات الفردية أيضا نحقق فيها بطولات دولية مهمة رغم أننا لا ننفق عليها شيئا بالمقارنة بما ينفق على كرة القدم!

المنظومة المتكاملة هى ما نحتاجه لإنقاذ كرة القدم من المستنقع الذى غرقت فيه.

قبل بدء بطولة كأس الأمم الافريقية لكرة القدم تم انتاج عدة اعلانات لتشجيع منتخبنا الوطنى بتمويل من بعض شركات المنتجات الغنائية وغيرها.. وكان طبيعيا أن تحاصرنا هذه الاعلانات ليل نهار وتذاع على جميع القنوات وفى جميع الأوقات فى الأيام الأولى للبطولة وحتى صعدت مصر إلى دور الـ ١٦.
أما الآن وقد خرجت مصر من البطولة وعاد المنتخب الى القاهرة فما جدوى وما معنى الاستمرار فى عرض هذه الاعلانات التى تتحدث عن تشجيعنا للمنتخب؟
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة