نهاد عرفة
نهاد عرفة


أحلام مصرية جداً

غزة تحترق.. والعالم يتفرج

نهاد عرفة

الأربعاء، 14 فبراير 2024 - 09:51 م

مائة وثلاثون يوماً، وغزة تحترق والعالم يتفرج، مايقرب من الخمسة شهور أطفال ونساء وشباب ورجال غزة يقتلون بدم بارد..والعالم يتفرج، امتلأت شاشات وقنوات التفاز بالدم حتى تم إدمان مشاهد الفتل والاستشهاد..والعالم يتفرج، تحجرت القلوب.. توقفت العقول..امتلأت الأفواه بكل كلمات الشجب والتنديد.. تحدثت الألسنة بكل معانى الشجب.. قول ولا أفعال ! تحجرت الدموع فى عيون المشاهدين..ولا استجابة أمام عنف وقسوة آلات حربية بيد محتل لا يعرف الرحمة ويمتلئ قلبه بكل أنواع الكراهية والحقد واشتياق لمزيد من الدماء..  ولا يتحرك فى هذا الفضاء المتسع سوى مصر وقطر فى محاولة لوقف نزيف الدم ولملمة قضية تكاد أن تندثر.. آملين أن تنجح هذه المساعى لكبح هذا السعار الإسرائيلى الصهيونى !     

غزة تحترق..آلاف القنابل تسقط عليها كل يوم..والعالم يتفرج ! حصار ودمار وإبادة جماعية، تجويع وقصف وتدمير.. والعالم يتفرج ! الجوع يعتصر بطون أطفالها ونسائها.. والعالم يتفرج.. دماء جرحاها تنزف حتى الموت.. والعالم يشاهد..يستمتع.. يتفرج..! أطفال تمتلئ قلوبهم بالرعب وعيونهم بالبكاء وهم يشاهدون جثث ذويهم وأشلاائهم.. والعالم يتفرج ! ينامون فى الخيام المبللة بمياه الأمطار ويلتحفون السماء بأحرام خفيفة..يرتعشون من البرد وتتجمد أجسامهم..والعالم يتفرج.. ! الآباء يبكون وهم يشاهدون أطفالهم يتضورون جوعاً.. والعالم يتفرج..! ضاقت بهم سبل الحياة فيشعلون النار فى أخشاب الأشجار لطهى وجبة من أعلاف البهائم وأوراق الأشجار المحترقة لعلها تسد رمق أبنائهم.. والعالم يتفرج ! أما الرضع فحدث ولا حرج يموتون قبل أن تبدأ أنفاسهم فى الإحتراق من رائحة القنابل..  يالقسوة النفوس وتحجر القلوب.. عزة تحترق.. ولا أحد يستمع..ولا أحد يجيب..! ويحضرنى هنا قول مالك بن دينار البصرى وهوَ من التابعين للصحابة «ماضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب».

ـــ أنت ياغزة جرحنا الذى لان يندمل.. ودموعك نيران تتحجر معها العيون.. وصمودك إعصار يقوى القلوب.. فاصمدي، وكما قال أبى القاسم الشابى «إذَا الشّعْبُ يَومًا أرَادَ الحَيَاةْ.. فَلَابُدّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَدَرْ.. وَلَا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينْجَلِي.. وَلَا بُدّ للْقَيْدِ أنْ يَنْكَسِرْ».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة