الدولة تبذل جهودا كبيرة لإعادة الكتاتيب فى صورة عصرية
الدولة تبذل جهودا كبيرة لإعادة الكتاتيب فى صورة عصرية


القارئ طارق عبد الباسط عبد الصمد فى حوار رمضانى:

مصرسيدة الدنيا فى قراءة القرآن

عبدالهادي عباس

الإثنين، 11 مارس 2024 - 09:49 م

 مدرسة ممتدة الجذور غزيرة الثمار، لديها فروع فى جميع الدول العربية والإسلامية، بل وتتباهى بتقليدها الجاليات الإسلامية فى الدول الغربية؛ إنها مدرسة صاحب الحنجرة الذهبية، القارئ الأشهر عربيا وعالميا الشيخ عبد الباسط عبد الصمد (1927- 1988).. وفى هذا الحوار مع القارئ طارق عبد الباسط عبد الصمد نكشف الكثير من أسرار الدوحة المباركة لصوت السماء:  
 هل ترى ضرورة الاهتمام بالكتاتيب وإعادتها مرة أخرى فى القرى؟
- بالطبع، فالكتاب ومكاتب تحفيظ القرآن لا بد أن تعود مرة أخرى إلى القرى والأحياء كما كانت من قبل.. وأعتقد أن هناك جهودا من الدولة للاهتمام بها وإعادتها فى صورة عصرية وبانضباط يتفق مع العصر الذى نعيش فيه.
بالجينات فقط!
 وما أكثر ما تعلمته من مدرسة والدك فى التلاوة؟
- يعتقد الكثيرون أن صوتى يتشابه كثيرًا مع أبي، رحمه الله، حتى إن من يستمع من بعيد يظن أن هذا تسجيل للشيخ، وقد يكون تشابها منقولا بالجينات فقط، فقد أتشابه مع أبى فى بعض طبقات الصوت مثلا، لكن الحقيقة الواضحة أن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد كان منحة إلهية لا شبيه لها حتى من أبنائه، فهو رمزٌ إسلامى نادر التكرار، كأغلب أصدقائه المقرئين الأوائل الذين يأتون بنفحة من الله ولا يتكررون.. ولذلك فأنا أقول إن القراء الحاليين مجتهدون ولكنهم ليسوا امتدادًا للمدرسة القديمة.
 حدثنا عن عبد الباسط عبد الصمد الأب والصديق؟!
- القرآن الكريم دستور حياة لأسرتى كلها منذ جدودى الأوائل وليس فقط من الشيخ عبد الباسط ولا يُقارن به أى شيء آخر؛ ومع هذا فقد أديت عملى كضابط للشرطة كما يجب بشهادة رؤسائى ولم أقصر أبدًا فى احترام مهنتى فأديت خدمة متميزة أفدت بها وطنى حتى وصلت إلى رتبة اللواء ونلت شهادات رؤسائي.. ولكن القرآن كان كل حياتى فضلا عن أن وصية والدى لى كانت بالاهتمام بالقرآن وإكمال مسيرته، ولذلك سجلت القرآن برواية حفص عن عاصم ورواية قالون عن نافع المدنى وحصلت على إجازة التجويد من الأزهر الشريف، وسافرت قارئًا لإحياء ليالى رمضان إلى معظم دول العالم موفدا من وزارة الأوقاف، وكنت قارئ وزارة الداخلية فى الاحتفالات الرسمية ولذلك تم تكريمى بالحج على نفقة الوزارة.
 كيف تشعر وأنت تجلس على دكة التلاوة وتقرأ القرآن؟
- قراءة القرآن أفضل شيء أقوم به فى حياتي، وأرجو أن يتقبله الله منى ويجعله فى ميزان حسناتي.. وعندما يجلس القارئ الحقيقى على دكة القراءة يتمثل القرآن فى ذهنه ويركز فيه وفى أحكامه ومعانيه، فإذا خرج القرآن من قلب القارئ سيذهب مباشرة إلى قلوب المستمعين.
قراءة بالأمر!
 ما الموقف الذى لا تنساه من الجمهور خلال تلاوة القرآن الكريم ويؤثر فيك حتى الآن؟
- خلال مرافقتى لوالدى الشيخ عبد الباسط، رحمه الله، الذى كان مدعوًّا لإحياء ليلةٍ قرآنيةٍ بصعيد مصر بمدينة إسنا، وعقب انتهاء الوالد من القراءة طلب إليه بعضُ الحاضرين الاستماع لابنه القابع بجواره وأن يجلس على منصة التلاوة كى يسمعه الحاضرون.. ووقتها فوجئت بهذا الطلب إذ لم أكن مُستعدا ولا خطر ببالى أن أقرأ أمام هذا الحشد الكبير وبحضور والدي، ذلك القارئ الكبير، وزاغت نظراتى وبدأتُ أتطلعُ إلى الجمهور تارةً وإلى والدى تارةً أخرى، حتى حسم الشيخ الأمر وأمرنى بالصعود إلى المنصة وقراءة ما تيسر من القرآن، فتملكنى الرعب من هذا الموقفِ لكنى استجمعتُ قواى وتوكلتُ على الله وبدأتُ فى القراءةِ لنحو خمس عشرة دقيقة، وكانت بفضل الله قراءةً موفقةً، إذ أثنى عليّ الوالد وأثنى عليّ الحاضرون؛ ومنذ هذه الليلةِ المباركةِ انتويتُ التوجه إلى معهد القراءات بالأزهر الشريف لأتوّج تلك الموهبة القرآنية التى ورثتُها عن أبى بالدراسة لأكونَ جديرًا بحمل لقب قارئ الذى يأتى فى المرتبةِ الأولى من حياتي.
هل أنت متفائل بمستقبل التلاوة بمصر.. وما الذى تحلم به؟
- حلمى أن يزيد الاهتمام بالقرآن فى مصر والعالم العربى والإسلامي، وأن تتسع مدارسه ليحفظه أبناؤنا جميعا ويفهمون ما به من نور ينير طريقهم.. فإنه لا خير إلا بالقرآن ولا تقدم إلا بالقرآن ولا حياة إلا بالقرآن.. وأنا متفائل بالمستقبل القرآنى فى مصر إن شاء الله.
سيدة الدنيا
 إذن هل ترى أن دولة التلاوة فى مصر ما زالت قائمة وتحتل عرش التلاوة عربيا وإسلاميا؟
- بالطبع، فالقرآن قرئ فى مصر، مصر هى أساس المقرئين بالعالم العربى والإسلامى كله، كانت ولا تزال سيدة الدنيا فى قراءة القرآن، صحيح هناك قراء جيدون فى كل العالم الإسلامى وهذا شيء جيد وخير كبير، ولكن الحقيقة أن مصر كانت ولا تزال هى الرائدة بفضل قرائها الكبار وتسجيلاتهم وقرائها الحاليين، وأنا متفائل بالقادم إن شاء الله.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة