داليا جمال
داليا جمال


أما قبل

فجوة بين الشباب ورجال الدين

داليا جمال

الجمعة، 29 مارس 2024 - 07:08 م

منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين الشباب ورجال الدين.. خاصة الكبار والمشاهير منهم.. صحيح انهم يكتبون مقالات مطولة فى الصحف..

أو يظهرون فى برامج تليفزيونية خاصة على الفضائيات يستأثر كل واحد منهم بالميكروفون، ويوجه دفة الحلقات وفقا لما يحب ان يتحدث فيه من موضوعات فقهية أو قصص دينية، وفى بعض الاحيان يظهر الشيخ منهم فى ضيافة مذيع يوجه له الاسئلة المعدة سابقا..

ولكن فى كل هذه الأحوال لايوجد حوار مباشر يجمع رجال الدين بالشباب  من الجنسين، لتتحول العلاقة بين الشباب والدين إلى علاقة فيها الكثير من الغموض، حيث عشرات الأسئلة فى عقول الشباب تبحث عن إجابات منطقية ولكن.. لا توجد لها اجابات شافية، لانه لايجد من يتباسط معه من الشيوخ الأجلاء فيستمع لشكواه أو لسؤاله، لأن مشاهير المشايخ لا يمكن لأى شخص عادى مقابلتهم بدون مواعيد مسبقة أو أسباب للقاء !!

فأصبح هناك حاجز نفسى أو حواجز نفسية كبيرة بين الشباب ورجال الدين بهيئتهم المعروفة وهيبتهم ووقارهم ومكانتهم، وتحولت صورة رجل الدين فى عيون الشباب الى ذلك الشيخ الذى يطل علينا فى الفضائيات يبتسم للمذيع ويجيب عن اسئلة لا تمت لاهتمامات الشباب بصلة، وعلى الشاب أو الفتاة التى تواجه أزمة حياتية أو تبحث عن حقيقة رأى الدين فى مشكلة تخصها، كالعلاقات التى تنشأ عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى، وكيف يمارس الشباب حياتهم اليومية العادية بهذه التكنولوجيا دون الوقوع فى المعاصى، ودون الانغلاق على أنفسهم للابتعاد عن الوقوع فى الحرام، وغيرها من الأسئلة الكثيرة، التى يبحث فيها الشباب عن كل ما يشدهم للتمسك بمبادئ الدين السليم والقرب من الله...

الفجوة تزداد وتتسع بين الشباب والدين طالما ظل رجال الدين بعيدين عن الحوار المباشر بينهم وبين الشباب، وطالما ظلت الهالة الكبيرة المحيطة برجال الدين، بأنهم الشيوخ اصحاب المقام العالى الممنوعون من الاقتراب منهم والحديث معهم بعيدا عن برامج الفضائيات التى يطلون منها منفردين.

لذا أتوجه الى فضيلة الامام الأكبر الشيخ أحمد الطيب بأن يتبنى الازهر الشريف إرسال شيوخه الموثوقين بأفكارهم الوسطية المعتدلة للقاء الشباب فى النوادى والجامعات والمدارس، وفى كل الاماكن المتاحة، بشكل اسبوعى ليجيبوا عن أسئلتهم، ويستمعوا لشكواهم، ويتواصلوا معهم، حتى لا نفاجأ بأجيال لا تعرف شيئا عن الدين، وتصبح فريسة سهلة لأصحاب الفتاوى المتعصبة من الفكر الوهابى والحركات الدينية التى لا تمثل الإسلام، فينشأ فى وادينا الطيب شباب بعقول متطرفة، لايفقهون فى الدين شيئا ويدمرون المجتمع باسم الدين.

وكلى يقين بأن مولانا الإمام الاكبر شيخ الأزهر سيأخذ هذا المطلب بعين الاعتبار.... حتى نعيد العلاقة الطيبة بين الشباب ورجال الدين.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة