د. سمير فرج
د. سمير فرج


فى أروقة السياسة

داعش خراسان

أخبار اليوم

الجمعة، 29 مارس 2024 - 07:33 م

عاد اسم «داعش خراسان» للظهور، بعد تبنيه للعملية الإرهابية على قاعة الحفلات الموسيقية الموجودة فى Crocus City Hall، بالعاصمة الروسية، موسكو، والتى أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى، والجرحى، فضلاً عن تدمير المبنى.

ظهر تنظيم داعش خراسان، فى أواخر عام 2017، بشرق أفغانستان، مستمداً اسمه من كلمة قديمة أطلقت على منطقة بين إيران وتركمستان وأفغانستان.

سرعان ما ذاع صيت التنظيم، لوحشية عملياته الإرهابية داخل أفغانستان وخارجها، والتى كان منها تفجير السفارة الروسية فى العاصمة الأفغانية كابول. 

إلا أن تفجير قاعة الحفلات الموسيقية كان مفاجأة من العيار الثقيل؛ فمن ناحية كانت تلك المرة الأولى، التى ينفذ فيها ذلك التنظيم عملية إرهابية داخل روسيا، ومن ناحية أخرى تزامن توقيتها مع نجاح الرئيس الروسي، بوتين فى الانتخابات الرئاسية. وقد أعلن تنظيم داعش خراسان استهدافه لروسيا بتلك العملية، لما يراه منها من تواطؤ مستمر فى أنشطة تضطهد المسلمين. جدير بالذكر أن التنظيم يضم عدداً من مسلمى آسيا الوسطى، الذين تعرضوا لاضطهادات روسية.

وفور وقوع الحادث، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها حذرت موسكو، منذ فترة، باحتمال وقوع عملية إرهابية على أراضيها، مما أثار العديد من التساؤلات، عن مدى صدق الولايات المتحدة، فى ضوء توتر علاقاتها الثنائية مع موسكو، إلا أن الحقيقة أن جميع دول العالم تتحد، حالياً، فى مقاومة العمليات الإرهابية، رغم خلافاتها، وهو ما يدفعها لتبادل الإخطارات، فور ورود أية معلومات أو أنباء عن الإرهاب، من خلال شبكة عالمية موحدة هدفها التصدى للعمليات الإرهابية. 

ويبقى السؤال المحير عن أسباب اختيار توقيت تنفيذ العملية الإرهابية، فور نجاح بوتين فى الانتخابات الرئاسية، والذى يبقى دون إجابة، رغم الاجتهادات المُرجحة، لأن ذلك العمل الإرهابى ليس موجهاً ضد روسيا، قدر ما هو موجه ضد شخص الرئيس بوتين، لإفساد فرحته بالنجاح فى الانتخابات لرئاسة بلاده لست سنوات قادمة، متفوقاً بذلك على الرئيس الأسبق ستالين، فى عدد سنوات حكم روسيا.

وهنا أتذكر كلمة الرئيس مبارك، التى وجهها لقادة العالم، داعياً إياهم لمساندة جهود التصدى للإرهاب، قائلاً: "انتظروا الإرهاب على أراضيكم فى الفترة القادمة، لأنه لن يقتصر على الشرق الأوسط". وفى ظنى أن ذلك الحادث الإرهابي، فى موسكو، سيدفع دول العالم للتكاتف وزيادة إجراءات التعاون بينها، فى الشهور القادمة، لمكافحة الإرهاب، وللتصدى لعناصر داعش، التى عادت بقوة، وتتخذ من منطقة غرب أفريقيا بؤرة جديدة لها.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة