طارق لطفي
طارق لطفي


بعد نجاحه في العتاولة .. طارق لطفى: «خضر» مجرم ولكن رومانسى l حوار

أخبار النجوم

الأحد، 14 أبريل 2024 - 01:57 م

أمل‭ ‬صبحي

من مميزات النجوم أنهم يحققون مفاجأت لجمهورهم كل فترة، حيث يقدمون أدوارا تكون بعيدة عن نمطية او طبيعة الأدوار المعتاد عنهم تقديمها، ويقدموها بشكل يبهر المشاهدين بحيث تكون من زوايا جديدة، وبأداء غير متوقع، وهذا ما حققه طارق لطفي في شهر رمضان الماضي بدور “خضر”، الشرير الهادئ، ضمن أحداث مسلسل “العتولة”.. في حديث خاص لـ”أخبار النجوم” يفتح لنا طارق لطفي قلبه للحديث عن تفاصيل وكواليس شخصية “خضر”، وكيف غامر بدخول أجواء المسلسلات الشعبية التي لم يتوقع أحد أن تكون مجال لفنان عرف عنه دائما الإبتعاد عن هذا الجانب، وعلاقته بأحمد السقا الذي يعد رفيق مشوار فني طويل، كما يكشف الوجه الآخر لباسم سمرة، كما يسرد لنا خطته لقضاء أجازة عيد الفطر..

 في البداية.. كيف عشت تفاصيل شخصية “خضر” المليئة بالتفاصيل في أحداث مسلسل “العتاولة”؟

حينما أرسل لي المخرج أحمد خالد موسى تفاصيل الشخصية، كانت مكتوبة في ورقتين، وكان قبلها قد سرد لي بعض جوانب الشخصية، ووجدت أنها فرصة جيدة للدخول في منطقة جديدة لم أقدمها من قبل، وأقصد هنا الأعمال الشعبية، خاصة أنني كنت أراجع مع المخرج تفاصيل كل مشهد أقدمه، تخوفا من أنها تجربي جديدة بالنسبة لي، لكن موسى كان واثق للغاية من اختياري لهذا الدور، بل وأكد أنه يراهن علي في هذه المنطقة، وقال لي ذات مرة: “ربنا يكرمنا وإن شاء الله نقدم حاجة كويسة جدا”، وذلك بعدما وجدني متحمس كثيرا للتجربة، وعندما استلمت السيناريو بالكامل بدأت في القراءة بتركيز، ووضعت أن وخالد موسى خطة كاملة لشكل ومضمون شخصية “خضر”، وتعاونت معنا أيضا الأستايلست الخاصة بالعمل، والتي كانت على درجة كبيرة من الاحترافية، وبدأنا في التفكير بشكل دقيق على “خضر”، وكان إصرار المخرج على ظهوره بشارب، ووافقته في الرؤية، لكن باقي التفاصيل المتعلقة بالشخصية لم نحسم أمرها، وقمنا بالكثير من الجلسات حتى ظهر “خضر” بنفس الشكل الذي شاهده الجمهور في حلقات المسلسل، حيث أتفقنا لاحقا أن يظهر “خضر” حليق الشعر، وبدون لحية، ومن هنا بدأت تأسيس ملامح الشخصية بالتفاصيل، ليس شكلا فقط، لكن حتى نبرة الصوت وحركة السير وعدم إستخدام يده في التعبير عن الكلام.

هل كان لديك مشاركة واضحة في تكوين الشخصية بناءً على خبراتك في الحياة أو إستعانة بشخصيات قابلتها في الواقع؟

لم يكن لدي مخزون أو تصور عن شكل الشخصية، لكن بعد جلسات العمل مع المؤلف هشام هلال والمخرج أحمد خالد موسى، بجانب مشاهدتي لفيديوهات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي لعدد من الأشخاص المشابهين لشخصية “خضر”، من طريقة تحدثهم وسيرهم وإنفعالاتهم، ووجدت أن حياتهم ليست كما تقدم دراميا، حيث يظهرون على الشاشات كشصخيات (صاخبة) ويتحركون كثيرا ويستخدمون الأيدي في الحديث وصوتهم عالي أشبه بالصريخ، لكن في الواقع وجدتهم أكثر هدوءا، فكلما كان أكثر قوة كان أكثر هدوءا، لأنه يعلم مصادر قوته، وليس بحاجة للصوت العالي من أجل أن يخيف الآخرين، لأن قيمته وقدرته معروفة، وشاهدت هذا النموذج في 3 شخصيات في الواقع، وأتذكر كل تفاصيل شخصياتهم حتى الآن، وكانوا جميعا يمتازون بالهدوء، ومن هنا وجدت أن “خضر” لابد أن يكون شخص هادئ، لكن عنيف، ولا يحرك يده لأنها تعني له التعدي، فهو شخص لا يسارع بالعدوان، فاليد أشبه بالسلاح، حينما تستخدم لابد أن تكون لهدف ما.   

 شخصية “خضر” لها تركيبة نفسية محددة.. هل اجهادتك نفسيا أثناء التحضير لها وتصويرها؟

أنا أتقمص الشخصية التي أجسدها بشكل مبالغ فيه، لذلك أتأثر نفسيا بها بشكل كبير، واكتشفت مؤخرا أنني حين أتعامل مع الناس أو حين أرد على الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي،  أو في حديثي مع زوجتي، أقوم بإستخدام مفردات ليست الخاصة بي، لكن تتعلق بالشخصية، ومن هنا بدأت “أضحك على نفسي”، وحذرت نفسي بالقول: “أنتبه يا طارق الشخصية حاجة وأنت حاجة تانية”، لكن بالفعل بدأت تؤثر علي مصطلحات الشخصية نفسها، لأنها صعبة، حيث كنت أذاكر تلك المصطلحات بصوت عالي حتى أتذكرها.

 هل هناك مواقف طريفة حدثت لك نتيجة تأثرك بـ”خضر”؟

بالفعل، أتذكر أنني حينما علقت على كلام قاله أحمد السقا عني في حديث صحفي وجدت نفسي أقول بشكل لا إرادي: “شقيق.. وقلب وبتاع.. وحاجات”، واندهشت أنها ليست لغتي التي اعدت عليها في الحديث مع الآخرين، بل لغة “خضر”، وأيضا حين أتحدث لزوجتي أقول لها: “بس عدلته على السكة”، واندهشت، ولم تفهم ما أقول.

رغم كم الشر في شخصية “خضر”.. هل تعاطفت معه في مواقف ما؟

احببت الشخصية، وتعاطفت معها بالفعل، لأننا لو نظرنا لنشأته سنجده طفل مظلوم، وأنا تعاطفت مع جوانبه النفسية، لكن في نفس الوقت لم أتعاطف مع أفعاله، لأنه نشأ في بيت الأب لص بلا قلب، ولم يصل له أي مشاعر بالحب من الأم، فهي كما شاهدتم امرأة قاسية وتدفعه نحو الشر، فشخصيته كانت نتاج المجتمع الذي تربى فيه، لذلك كان يحدث نفسه كثيرا حينما يكون مع حب  “مديحة”، بل كان يعري ما بداخله أمامها، رغم أن حب حياته كانت “فاطمة”، وهذا يعني أنه كان شخص رومانسي لكنه يخفي هذا الجانب، مثلما يخفي الطفل المظلوم وراء شخصية المجرم الشرس، من هنا تعاطفت معه في الكثير من المواقف. 

 ما تفاصيل المباراة الفنية على الشاشة وأيضا “الكيميا” التي جمعتك بأحمد السقا وباسم سمرة؟

السقا “عشرة العمر”، وصديق وأخ حقيقي، بدون مجاملة، وباسم عملنا سويا منذ فترة طويلة، ولم تجمعنا صداقة قوية، لكننا أصبحنا أصدقاء في “العتاولة”، وسبب قربنا أن التصوير الخاص بنا كان بين الإسكندرية ولبنان، ومن هنا أصبحنا نقيم في نفس الفندق، وكان لدينا سهرات طويلة أثناء التصوير ليلا، حتى أن أيام الأجازات من التصوير كنا نقضيها سويا، وبالنسبة للسقا ورغم أننا لم نعمل مع بعض منذ فترة طويلة، إلا أننا كنا نشعر أن هذا العمل يكمل آخر ظهور بيننا، أي كنا مثل الأصدقاء الذين يكملون حديث لم ينتهي، رغم أن آخر تعاون بيننا مر عليه أكثر من 20 سنة، لكن الجديد هو ظهور باسم معنا، الذي أكتشفت أنه إنسان لطيف و”خفيف الظل” و”طيب”، عكس الأدوار التي يقدمها، وهذا جانب غير واضح للجمهور،  “الأنانية الفنية” لم تكن موجودة بيننا، فكل شخص كان يريد أن يظهر المشهد جيد، وزميله يكون أفضل منه في الأداء، لذلك كنا نتبادل النصائح، لكن دون ضيق، فلكنا نجوم ونملك تاريخ، لهذا شعر المشاهد أنه أمام مباراة قوية من التمثيل.

 أصبحت في الفترة الأخيرة تركز على اختيار أدوار الشر وتتفوق فيها بشكل مختلف.. لماذا هذا التوجه؟

أنا ممثل، واحب عملي جدا، وهذه هبة من الله منحها لي، ولابد أن احافظ عليها، وأطورها، لذلك دائما ما أحصل على دورات تدريبية في التمثيل وتحسين الأداء، وأذاكر طوال الوقت، وأسعى لتطوير طارق لطفي الممثل والإنسان أيضا.. هذه مقدمة لابد منها، وأنتقل للإجابة على السؤال، فأنا أقدم الشخصية من منظور مختلف، وبأكثر من طريقة، وأدوار الشر قدمت مئات المرات بأشكال وأنماط مختلفة، وبرع فيها الكثير من النجوم، لذلك يبقى الفيصل في شكل الشخصية وملامحها، وكلمة شخصية تحمل ملامح الشر عنوان كبير، يوجد تحته الكثير من التفاصيل والجوانب، لهذا الشر في شخصية “خضر” ممزوج بجوانب إنسانية، فهو مجرم لكن مظلوم إجتماعيا، وربما مجني عليه منذ طفولته، لذلك فهو لم يختار الشر، بل صنع منه رجل شرس ومجرم. 

 لو عرض عليك دور شر في الفترة المقبلة هل ستقبل؟

لو كان مكتوب بشكل جيد بالتأكيد سأقوم به، لكن بطريقة جديدة،  ومختلفة، وهذا ما يميز الفنان الذي يذاكر الأدوار ويطور أدائه. 

 ما الشخصية التي تحلم بتجسديها؟

أرفض الحديث عن الشخصيات التي أحلم بتقديمها، لأنني أجد مع الوقت أن البعض يقوم بتنفيذها، لذلك قررت عدم الحديث عن أي شخصية أحلم بتجسيدها.

 كيف تقضي أجازة العيد؟

في نوم طويل.. لكن بالتأكيد سأسافر مع أبنائي الذين أفتقد وجودهم في حياتي بعد 5 شهور من التحضير والتصوير، لذلك سأكون حريص على قضاء أطول وقت معهم، والاهتمام بكل إلتزاماتهم، كنوع من التعويض عن فترة الغياب، وفي نفس الوقت أحاول الحصول على قسط من النوم، لأننا كنا نعمل حتى نهاية شهر رمضان.

 ماذا عن مشاريعك المقبلة؟

يقول ساخرا: أولا وأخيرا النوم.. هذا أهم مشروعاتي حاليا.

اقرأ  أيضا : ماذا قال نبيل الحلفاوي عن مشهد باسم سمرة وطارق لطفي في الحلقة 29 "العتاولة" ؟

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة