المخرج إسلام خيرى
المخرج إسلام خيرى


إسلام خيرى: «جودر» بطل شعبى كما يقول الكتاب l حوار

أخبار النجوم

الأحد، 14 أبريل 2024 - 02:10 م

ريزان‭ ‬العرباوى

قرر المخرج إسلام خيرى أن يدخل عالم الأساطير من خلال مسلسل “جودر”, ويسافر بالمشاهدين إلى رحلة ممتعة مليئة بالمغامرات، يمتزج فيها سحر الخيال فى توازن مع قصة من قصص “ألف ليلة ولية” وشخصيات جديدة من أمير وأميرات وجنيات ومخلوقات خرافية، في إعادة لإحياء روح القصص الشعبية وأجواء الشهر الفضيل التى نشأنا عليها, فاستطاع أن يترك بصمة مميزة فى دراما الفانتازيا والسحر والخيال بعمل فنى يحمل رؤية فريدة مبتكرة  تجمع بين الفخامة البصرية والقصص الشيقة.. فكان الحوار معه للحديث عن تفاصيل رحلته الإبداعية لاستكشاف عالم “جودر”, ونجاحه فى استحضار التراث العربى الكلاسيكى بطريقة مبتكرة تتناسب مع العصر الحديث.

حقق العمل ردود أفعال إيجابية وصدى جماهيرى كبير, فهل توقعت هذا النجاح؟

طبعًا تمنيت النجاح والتوفيق من عند الله, وماعلينا سوى الاجتهاد لتقديم عمل يليق بالمشاهد ويحقق لى السعادة والرضا, ولكن فكرة توقع النجاح أو عدمه خاصة فى مهنتنا لا يمكن الجزم بها لاختلاف التذوق الفنى لدى الجمهور.

هل قمت بتنفيذ استراتيجية معينة لزيادة فرص النجاح, وماهى العناصر التى ساهمت فى جذب اهتمام الجمهور؟

المسلسل عبارة عن رواية مصورة, فالحدوتة وطريقة السرد والحبكة الدرامية من خلال سيناريو محكم قام بصياغته الكاتب الكبير أنور عبد المغيث, هو العنصر الأول والأساسى والذى تبنى عليه باقى العناصر الفنية الأخرى والتى تعتبرترجمة للنص الجيد, ومن العناصر المهمة أيضا والتى أظهرت حجم المجهود الكبير والتميز كانت على مستوى التصوير والإضاءة والديكور والأزياء والجرافيك والتفاصيل البصرية والموسيقية التى تعزز الأجواء والمشاهد, فكلها عناصر اتحدت وامتزجت لتقديم هذا المشروع, فهو عمل جماعى أساس النجاح فيه التعاون الذى ساهم فى تطبيق وتنفيذ الرؤية الإخراجية المطلوبة.

ماهى الجوانب التى جذبتك فى قصة “جودر” لاختيارها؟

“جودر” بطل شعبى كما يقول الكتاب, يتمتع بالقيم الأصيلة مثل الشجاعة والإخلاص والعدالة والكفاح والصراع من أجل الخير دون أن يلوث, فيعود بنا إلى شكل البطل الشعبى القديم الذى نفتقد وجوده على الشاشة, كما أنها قصة شيقة ثرية بالأحداث ومحاور للصراعات القوية الشيقة وفى نفس الوقت بسيطة وهى التى تخلق دراما تمتاز بسحر الخيال والفانتازيا.

عالم “جودر” أسطورى مطعم بسحر الخيال, فما هى مراحل تجسيد هذا العالم؟

المرحلة الأولى طبعًا هي قراءة السيناريو قراءة دقيقة، بعدها قمت بتقسيم كل عالم فى ملف خاص ومنفصل يضم تصورى لكل التفاصيل الخاصة بشكل وهيئة الشخصيات والأجواء العامة لكل عالم من ديكور وإضاءة وملابس, بعد ذلك تأتى مرحلة طاولة التحضيرات مع كل قسم على حدى, فأتناقش مع مهندس الديكور لنصل إلى الرؤية والشكل المطلوب, نفس الأمر مع مصمم الأزياء ومدير التصوير ليتم بعدها تنفيذ ماكت وصور وتبدأ بعدها مرحلة التنفيذ على أرض الواقع لتجسيد وتصوير كل مشهد طبقا لجداول وخطوات مدروسة.

وكيف تمكنت من الاحتفاظ بأساسيات القصة الخيالية وفى نفس الوقت تحديثها لتناسب ذوق وتوقعات الجمهور؟

التحدى هنا فى الوصول لتركيبة فنية معينة وكيفية خلق مزج بين طعم وروح “ألف ليلة وليلة” والحارة المصرية وأجوائها الشعبية فى ذلك الزمن وحكايات الليالى العربية التى تميزت بها, فالحفاظ على تلك الروح وتقديمها من خلال تكنيك وتقنيات عالمية تضاهى المنتج الأجنبى ويلائم العصرالحالى هو أساس التوازن, على سبيل المثال, قدرات “شواهى” الخارقة وكيف تم تجسيدها بتكنيك عالى الجودة كان قادرًاعلى نقل المشاهد لهذا العالم والتماهى معه دون الشعور باللامنطق.

الإبداع أساسه الإلهام, فهل كان لديك أى مصادرإلهام خاصة أو تأثيرات توجيهية لصناعة العمل؟

مصدر الإلهام بالنسبة لى هو حبى لهذا النوع من الأعمال القائمة على الأجواء الخيالية والتاريخية, إلى جانب ذلك طبعًا تأثرى “بألف ليلة وليلة” القديمة بكل نسخها والتى نشأنا عليها, فهذا التأثر بالتراث الفنى الكلاسيكى ساهم فى خلق منتج عصرى جديد.

عنصر الكتابة مهم جدًا, فكيف كانت تجربة التعاون مع المؤلف أنور عبد المغيث لاستكشاف القصة وتطويرها؟

أنور عبد المغيث كاتب كبير ومحترف سعدت جدًا بالتعاون معه, فكانت تجربة ممتعة ومثمرة استمتعت بالتبادل الإبداعى للأفكار حتى من خلال المناقشات البسيطة للرؤى والأهداف الفنية، مما أضاف عمقًا للعمل وساهم فى تعزيز التناغم بين النص الأصلى والأداء التمثيلى.

العمل نال إشادة كبيرة خاصة فى توظيف عنصر الجرافيك, فكيف نجحت فى استخدام هذا العنصر لتعزيز التجربة وإثراء القصة؟

عنصر الجرافيك على وجه الخصوص من العناصر التى تحتاج إلى دقة وذكاء فى كيفية التوظيف, ولا أنكر مدى قلقى من التجربة لكن التعاون مع شركة محترفة وفريق مكون من أكثر من 200 فنان فريق كبير جبار, كسر حاجز هذا القلق فتم العمل على تطوير الأفكار للوصول إلى الشكل المقنع الذى يخدم الخيال والرؤية المطلوبة, فكانت تجربة صعبة جدًا، إلا أنها فى نفس الوقت ممتعة وتحتاج إلى تعاون وتحضير مسبق.

هل كانت هناك تحديات خاصة فى دمج الجرافيك مع المشاهد الحية لتحقيق التوازن بين الواقعية والخيال؟

“ألف ليلة وليلة” قائمة على الأمور الغرائبية, وتكامل الجرافيك مع المشاهد الحية هو بالفعل تحديا كبيرا فالهدف هو جعل الجرافيك يتناغم بشكل طبيعى مع المشاهد الحية دون أن يظهر بوضوح أنه مجرد تقنية رقمية ويتطلب ذلك العمل دقة لتنفيذه بشكل يتناسب مع بيئة وحركة المشهد الحى، بالإضافة إلى استخدام تقنيات التصوير والإضاءة والمؤثرات البصرية المناسبة لتحقيق التوازن بين العناصر الحقيقية والافتراضية. مع ضرورة التعامل مع المشاهد التى تحتاج إلى جرافيك على أنها مشاهد حقيقية، مستبعدا تمام كلمة جرافيك من حساباتى أثناء التصوير للوصول إلى صورة مقبولة مقنعة ممتعة تمزج الخيال بالواقع.

نجاح مسلسل “جودر” هل من الممكن أن يفتح الباب من جديد لعودة الروح “لألف ليلة وليلة” ودراما الفنتازيا والأساطير؟

اتمنى أن نكون وفقنا فى تقديم هذا النمط ليتم البناء عليه, ففكرة البناء والاستثمار لعودة نمط فنى يفتقده الجمهور بتكرار التجربة برؤى فنية إبداعية متطورة وتوظيف التقنيات الحديثة مع تجنب الأخطاء السابقة بالتأكيد سيحدث طفرة فى هذا المجال.

وكيف يمكن للمخرجين والكتاب ابتكار عناصر جديدة ومثيرة لتقديم المزيد من التجارب فى هذا النطاق وتجنب الأخطاء السابقة؟

المطلوب هو البحث عن الكتابة الجيدة ذات الجودة الفنية العالية التى تأخذ حقها فى الكتابة, مع تنظيم جدول زمنى للتحضيرات والتنفيذ.

هل تعتقد أنه كان من الأفضل عرض المسلسل فى الجزء الأول من الشهر، خاصة أنه عمل يعيد الروح لأجواء “ألف ليلة وليلة”؟

أنا مطالب بتقديم عمل مكتمل العناصر, أما مسألة التسويق والعرض ليست من اختصاصى, وطبعا كنت أتمنى أن يعرض فى بداية الشهر وكنت أتمنى أيضا أن يكون 30 حلقة, لكن فى النهاية التوفيق من عند الله  سواء عرض المسلسل مع بداية الشهر أوفى منتصفه.

كيف كانت تجربة التعاون مع عنصر الإنتاج لتنفيذ العناصر الفنية والتقنية لتحقيق رؤيتك الإخراجية للعمل؟

طبعا دور الإنتاج هو الدور الأكبر, وينقسم لشقين الجانب المادى والتمويلى وهذا المشروع تطلب تكلفة إنتاجية ضخمة, إلى جانب تنظيم وجدولة العمل والربط بين كل الأقسام وهو الشق الثانى.

كيف تعاملت مع تعرض موقع التصوير لحادث حريق، وما هى أسبابه؟

الحادث قضاء وقدر، ومن لطف الله أنه حادث بسيط ولم يتسبب فى حدوث أى تلفيات.

وهل أثر هذا الحادث على الجدول الزمنى للتصوير؟

لم يؤثر أو يتسبب فى تعطيل أو تأخير التصوير، بل استأنف التصوير فى اليوم التالى مباشرة, وهو ما يعكس فعالية الفريق فى إدارة الأزمات وتكامل الخطط الطارئة.

اقرأ  أيضا :أجزاء ثانية من «جودر» و«العتاولة» و«أشغال شقة»

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة