ياسر عبد العزيز
ياسر عبد العزيز


قلم حر

صلاح الذى لا يعرفه أحد «١»

ياسر عبدالعزيز

الأحد، 12 مايو 2024 - 08:39 م

لو يقاس حب الأوطان بحجم الدموع فى لحظات الانكسار أو الضحكات فى لحظات الانتصار لجاء محمد صلاح الفرعون المتوهج عالميا فى صدارة الأساطير الذين يضربون بهم المثل فى حب منتخبات أوطانهم أمثال ميسى ورونالدو ومن على شاكلتهم من النجوم الأفذاذ الذين يحترقون فى الملاعب من أجل رفع راية بلادهم.


مواقف كثيرة عشتها أنا شخصيا وشاهدتها رؤية العين مع النجم محمد صلاح، أرى أن الاحتفاظ بها فى ذاكرتى فيه ظلم لهذا اللاعب الاسطورى والاستثنائى والفذ، الملك صلاح الذى تغزلت فيه شعوب الدنيا كلها وكتب له الإنجليز أغانى خاصة به ولحنوها وعزفوها وتراقصوا على أنغامها فى مدرجات لا تعرف المجاملات، هو عاشق لمصر حتى النخاع.


هذه ليست وجهة نظر ولكنها مواقف واضحة وراسخة فى وجدان أبطال آخرين عاشوا معنا الحكاية وكانوا شهودا عليها سأذكر بعضهم بالاسم منعا للتشكيك من هؤلاء القلة ممن يجيدون الصيد فى الماء العكر ولا يفكرون إلا فى إسقاط الناصر صلاح الفارس الوطنى المغوار من فوق جواده.


البداية مع المنتخبات الوطنية بمختلف مواليدها؛ وفيها عانق محمد صلاح النجومية، وظل جنديا أساسيا ومؤثرا مع منتخبات الناشئين والشباب والاوليمبى إبان ولاية الكباتن: مصطفى يونس وضياء السيد وهانى رمزى المسئولية الفنية لها.. وشهادة الثلاثة كباتن تعزز المواقف الدالة على وطنية صلاح «ابن المنتخبات»، فهو لم يولد ويلمع فى مدرجات الاهلى أو الزمالك وإنما نشأ فى المقاولون وعانق الأضواء فى مدرجات المنتخبات.


شد انتباهى وانا عضو بجهاز المنتخب الأوليمبى كمنسق إعلامى فى تصفيات أفريقيا المؤهلة لأولمبياد لندن فى 2012 تلك المشاعر الوطنية التى ترجمتها دموع محمد صلاح عندما تم تأخير الدفع به للمشاركة فى لقاء مصر مع كوت ديفوار بالتصفيات الأولمبية التى أقيمت بالمغرب.


كان صلاح فى حالة حزن شديدة لمجرد حجبه عن التواجد فى التشكيل الاساسى الذى دفع به الكابتن هانى رمزى المدير الفنى آنذاك لمواجهة الأفيال، ومع إطلاق صافرة النهاية بخسارة مصر بهدف وتضاؤل فرصها فى التأهل دخل صلاح فى نوبة بكاء شديدة وامتنع يومها عن الطعام.


وظل صلاح لفترة طويلة فى غرفته مكتئبا، ولم يقطع حزنه الشديد إلا رحلة ترفيهية جماعية للمنتخب قررها آنذاك المهندس هانى أبوريدة عضو الفيفا الذى كان مرافقا ومسئولا عن البعثة، وكان الهدف منها إخراج اللاعبين من حالة الاكتئاب ، وتجهيزهم معنويا للمباراة الحاسمة مع جنوب أفريقيا.
وبالفعل كان صلاح نجم مباراة جنوب أفريقيا وقاد الفراعنة للفوز على الأولاد والمرور نحو مربع الكبار مع أنجولا وودع الأولاد والأفيال المنافسات معا، ونجح جيل هانى رمزى فى تحقيق حلم التأهل للأولمبياد وفى لندن 2012 ازداد الفرعون مو تألقا وبريقا ولمعانا وكانت لنا هناك حكايات وحكايات عن عشق صلاح لمصر نستكملها بإذن الله فى الحلقة القادمة.. انتظرونا.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة