مجدى حجازى
مجدى حجازى


فى الشارع المصري

ما بين «اللقاء» و«السجود»

أخبار اليوم

الجمعة، 24 مايو 2024 - 06:50 م

أعجبنى «بوست» نشره أحد الأصدقاء على صفحته بالـ «فيس بوك» تناول نصًا للدكتور مصطفى محمود، رحمه الله، جاء فيه:

(إياك أن تُصدق بأنك كبُرت فى السن، فما جسدُك إلا وعاء توضع فيه رُّوحك، والرُّوح لاتشيب ولا تشيخ، والرُّوح من عالم آخر لا تُشبه عالمنا بِشىء، ولا يعلمُها إلا الله.. قال الله جل جلاله: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ العِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ «الإسراء:٨٥».. إياك أن تحبس رُّوحك فى إطار جسدُك، حلّق فى عالم التفاؤل والأمل، وثق بِالله فى كُلِ خطوة تخطوها، ساعد الجميع وامنح الحب وازرع الخير فى كُلِ مكان.

«لاراحة لمُؤمن إلا بِلقاء ربه»، كثيراً منا يفهم هذه العبارة خطأ، لا يُشترط أن يكون اللقاء بعد الموت.. فالعلمُ لِقاء، والذكرُ لِقاء، والتفكُر لِقاء، والصلاةُ لِقاء، والصدقةُ لِقاء، والمُناجاةُ لِقاء، وقيامُ الليل لِقاء، وبِر الوالدين لِقاء، وقراءة القرآن لِقاء، وصلة الأرحام لِقاء، وزيارةُ المريض لِقاء، والأدب مع الناس لِقاء، والتودُدُ إلى الناس لِقاء، وتفريج كُرُبات الناس لِقاء.. هل أدركنا كم فرصة للقاء؟، قال الله جل جلاله: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ «الكهف:110».).. «انتهى البوست».

واستوقفنى «بوست» آخر، جاء فيه: (ذكر الشيخ عبدالمجيد الزندانى، فى كتابه «وغداً عصر الإيمان»، أنه تملكته الحيرة فى تفسير قول الله تعالى: ﴿كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ﴾ «العلق:15»، والناصية هى مقدمة الرأس، حتى وجد ضالته من خلال بحث عن الناصية، قدمه عالم كندى فى مؤتمر طبى عقد بالقاهرة، حيث أوضح فيه أن جزء المخ الذى تحت الجبهة يسمى «الناصية»، وهو مصدر اتخاذ القرارات، فلو قطع هذا الجزء من المخ الذى يقع تحت العظمة مباشرة، فإن صاحبه يفقد إرادته المستقلة ولا يستطيع أن يختار..

ولأنها مكان الاختيار قال الله تعالى: ﴿لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ﴾ «العلق:15»، ومع تقدم العلم وجدوا أن هذا الجزء من الناصية فى الحيوانات يكون ضعيفًا وصغيرًا، ولذلك ليس لديهم القدرة على القيادة أو التوجيه، ولهذا يشير المولى سبحانه وتعالى: ﴿مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا﴾ «هود:56»..

ولحكمة إلهية شرع الله أن تسجد هذه الناصية وأن تطأطئ له فتخرج الشحنات السالبة من الرأس إلى الأرض ويصل الدم إلى أجزاء الدماغ كلها فيغذيها بالشحنات الموجبة التى تحتاجها، لوجود شعيرات دموية لا يصل إليها الدم إلا عند السجود، وتلك حكمة الله سبحانه وتعالى، فلنكثر من السجود).. «انتهى البوست».

لنثق بالله ونكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والصلاة على نبينا محمد  حتى ييسر الله لنا سبل الخلاص من آلامنا وعثراتنا.. ولندعُ الله، بأن يحفظ مصرنا الغالية، ويقينا شرور الأعداء والحاقدين.. ولندعُ الله، بأن يحفظ شعب فلسطين وينصره على غطرسة الكيان المحتل وحلفائه، ويقيه شرورهم، وينصره فى مقاومته ضد الكيان المحتل إحقاقًا للعدل.

حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة