صورة تعبرية
صورة تعبرية


بعد تريلا الدائرى .. لماذا حوادث سيارات النقل الثقيل عرض مستمر على الطرق السريعة؟

أخبار الحوادث

السبت، 25 مايو 2024 - 01:38 م

محمد‭ ‬عطية‭ ‬

 لم يكن الحادث الأولى ولن يكون الأخير حتمًا؛للأسف أصبحنا نصبح ونمسى كل بضعة أيام على حادث مروري مروع على أحد الطرق تسببه سيارة نقل ثقيل أو «تريلا» أو «مقطورة»، حادث يخلف قتلى فوق الأسفلت ومصابين بالجملة؛ والسبب الرئيسي هو جنون سرعة هؤلاء السائقين بالإضافة إلى عدم التزامهم بالحارة التي خصصها لهم قانون المرور، فحقيقة الأمر تزايدت في الآونة الأخيرة حوادث سيارات النقل الثقيل بكل انواعه وربما هي أخذت نصيب الأسد في حوادث المرور بشكل عام، فبرغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في تطوير البنية التحتية والنقلة النوعية في جودة الطرق، إلا أن معدل الحوادث لا يزال مرتفعًا؛ بسبب رعونة السائقين أضف إلى هذا ادمانهم للمخدرات، السؤال كيف يمكن الحد من هذه الظاهرة المتكررة والوقاية منها؟، هذا ما سوف تجيب عنه السطور التالية

فجر يوم السبت الماضي وفي تمام الساعة الخامسة صباحًا شهد الطريق الدائري كارثة جديدة، تسببت في حالة من الرعب لمرتادي الطريق الذين استقلوا سياراتهم في الساعات الأولى من هذا الصباح، لم يعلموا انهم على موعد مع الموت وانها رحلتهم الأخيرة؛ففي غضون ثوان قليلة فوجئ قائدو السيارات بانقلاب سيارة نقل تريلا محملة بالرمال أمامهم، وبعد دقائق قليلة كان رجال الأمن في موقع الحادث وتبين أن الحادث اسفر عن مصرع 4 أشخاص وإصابة 9 آخرين، وأن سيارة نقل بدون حمولة انقلبت على الطريق، تم إيقاف الطريق أمام حركة السيارات منعًا لوقوع أى حادث مروري آخر وحتى يتم يرفع حطام الحادث، إلا أن الجميع فوجئ بما لا يخطر على بال أحد؛ سيارة نقل بمقطورة تأتي من بعيد تسير بسرعة جنونية بعدما فقد قائدها السيطرة على المركبة مما أدى إلى اصطدامها بعدد من السيارات بمكان الحادث، 16 سيارة ميكروباص وملاكي ونقل، نتج عن الحادث إصابة 11 شخصا ووفاة 4 آخرين وفر قائدها هاربًا، إلا أن الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض على السائق المتسبب في حادث التصادم وتم اقتياده إلى قسم الشرطة ليتم التحقيق معه حول الواقعة.

في حقيقة الأمر لم تكن هذه هي الواقعة الأولى من نوعها، فلن ننسى حادث الدهس الذي وقع في العامرية بالإسكندرية والذي راح ضحيته 15 شخصًا وإصابة 10 آخرين؛ فكانت البداية عندما كانت سيارة نقل بـ «مقطورة تريلة» تسير بسرعة جنونية لكنها اصطدمت بعدد من سيارات الميكروباص، مما نتج عن ذلك تصادم 4 وفيات نقلت الجثث والمصابين إلى المستشفى، وباشرت النيابة التحقيق في الواقعة.

أيضا كان هناك حادث الدائري أو ما يعرف بحادث المريوطية الذي تسبب في سقوط بعض السيارات من أعلى الكوبري، وذلك عندما كان الطريق مزدحمًا إلا أنه ظهرت سيارة نقل بـ «مقطورة تريلا» أطاحت بحوالي 8 سيارات على محور المريوطية بينما سقطت سيارتان من أعلى الكوبري إحداهما كانت محملة بالأغنام، وانتقلت قوات الحماية المدنية إلى مكان الحادث، برفقة أجهزة الأمن لانتشال السيارات، وتم القبض على السائق المتسبب في الحادث.

دراسة

كشفت دراسة أعدتها وزارة النقل وذلك بالتعاون مع وزارة الداخلية؛ أن النقل الثقيل يتسبب في 60 % من حوادث الطرق في مصر وأن المقطورة وحدها تتسبب في 13% من هذه الحوادث، وأن 30% من سائقي النقل الثقيل يتعاطون المواد المخدرة.

في الوقت ذاته حذرت الإدارة العامة للمرور جميع سائقي النقل الثقيل من السير بسرعات زائدة لمنع وقوع الحوادث المرورية على الطرق الرابطة بين المحافظات، بالتزامن مع وقوع حادث أعلى الطريق الدائري، كما شددت الإدارة العامة للمرور على الانتباه إلى فحص إطارات المركبات منعًا لوقوع حوادث الطرق ووضعت المرور مجموعة من التحذيرات، منها تدوير الإطارات بين المحاورأي نقل الإطار من اليمين إلى اليسار أو من الأمام إلى الخلف أو في عدة اتجاهات، وذلك لأن توزيع دفع العجلات في السيارة غير متساوٍ، وكذلك توزيع الوزن، لذلك استهلاك الإطارات أيضا سيكون غير متساوٍ، وهذا يؤدي إلى استهلاك إطارات أكثر من الأخرى في السيارة، الأمر الذي يجبرك على تغيير الإطارات الأربعة، مما يكلفك الكثير من الأموال، بينما إذا قمت بعملية التدوير لإطارات سيارتك سوف تطيل من عمرها الافتراضي، ويقلل من ظاهرة التآكل غير المنتظم، ايضا الإطارات بنفس الدويل يجب أن تكون بنفس المقاس والتقسيمة وضبط الهواء، مراجعة حالة الجنط قبل التركيب والتأكد من أنه خالي من الصدأ والمواد البترولية، عدم استخدام إطار متهالك أو حتى اختفاء عمق النقشة بالمكان، مراجعة ضغط الهواء على البارد للإطار، وجود غطاء البلف لمنع دخول الأتربة، منع السرعات الجنونية والالتزام بالسرعات المحددة على الطرق، عدم التخطى الخاطئ والتسابق أثناء السير بالمحاور.

العقوبة

وكان النائب العام المستشار محمد شوقي اصدر توجيهاته إلى كافة نيابات الجمهورية، بإيلاء العناية الكافية لجرائم تجاوز الحد الاقصى للسرعة المقررة، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية قبل مرتكبيها، على نحو يكفل تفريد الغرامات المقررة بين حدودها الدنيا والقصوى، وفق جسامة الفعل وبالنظر الى مقدار التجاوز في السرعة الذي وقع، كما وجه بتقديم من يثبت تجاوزه الصارخ للسرعة المقررة الى المحاكمة الجنائية، لما في ذلك من تهديد لسلامة الأرواح والممتلكات، وكذلك بث الخوف وعدم الطمأنينة لمستخدمي الطرق.

 

وبالتواصل مع اللواء مدحت قريطم مساعد وزير الداخلية الأسبق للشرطة المتخصصة بدأ حديثه قائلًا: في حقيقة الأمر أن الحوادث المتسبب فيها سيارات النقل الثقيل على الطريق الدائري والطرق الأخرى مازالت العقوبة الجنائية عقوبة بسيطة فلابد من تشديد العقوبة على مرتكبيها، بالإضافة أن الحادث الجسيم الذي ينتج عنه وفيات وإصابات يكون في أغلب الأوقات ناتج عن إهمال من سائق السيارة النقل، وفي معظم الحوادث الجسيمة يكون سائق النقل يقود السيارة تحت تأثير المواد المخدرة أو لم ينتبه أن السيارة ليست الفرامل بها جيدة، بجانب أنه من الممكن أن يكون السائق يقود السيارة لأكثر من 8 ساعات متواصلة على الطريق وتغفل عيناه نتيجة لإجهاده الشديد لذلك لا بد من تشديد العقوبة عليه حتى ينتبه ويردع.

ليختم حديثه قائلاً: أناشد مجلس النواب أن يعيد النظر في تشديد العقوبة المتسببة في القتل أو الإصابة الخطأ، خاصة من مركبات النقل الثقيل، فلابد من التصدي لها تشريعيًا لكي ينتبه سائقو النقل الثقيل.

ليستكمل أحمد يعقوب المحامي قائلًا: وضع قانون المرور عقوبات مختلفة على قائدي السيارات خصوصًا حال ثبوت تعاطيهم مواد مخدرة أو قيادتهم تحت تأثير «الخمور»، فتختلف العقوبة وفقًا للتهمة الموجهة لقائد السيارة ووفقًا لنص المادة 76 من قانون المرور الحالي؛ فإنه يعاقب كل من قاد مركبة وهو تحت تأثير مخدر أو مسكر أو السير عكس الاتجاه في الطريق العام داخل المدن أو خارجها بالحبس مدة لا تقل عن سنة، كما أنه إذا ترتب على القيادة تحت تأثير مخدر أو المسكر أو السير عكس الاتجاه إصابة شخص أو أكثر يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، وحال ترتب على ذلك وفاة شخص أو أكثر أو إصابته بعجز كلى يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 3 سنوات ولا تزيد على 7 سنوات وغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه.

ويضيف؛ أقر القانون هنا سحب رخصة القيادة عند ضبط قائد المركبة لأول مرة يقودها تحت تأثير خمر أو مخدر وعند امتناع قائد المركبة عن الفحص الطبي أو لجوئه إلى الهرب عند تقرير فحصه طبيًا أو إحالته للفحص الطبي للاشتباه في وقوعه تحت تأثير خمر أو مخدر وفقا للمادة 66 من القانون تسحب لمدة 90 يومًا.

اقرأ أيضا : بالأسماء.. جثة و 4 مصابين إثر حادث مروري في زفة عروسين بقنا

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة