السفاح
السفاح


فى قضية سفاح التجمع .. غرفته أستوديو تعليمى ومسرح جرائمه والصحراء مقبرته

أخبار الحوادث

السبت، 01 يونيو 2024 - 02:29 ص

محمد‭ ‬عطية - بورسعيد:‭ ‬أيمن‭ ‬عبد‭ ‬الهادى

  استيقظنا منذ أيام على جثتي فتاتين عثر عليهما وسط صحراء بورسعيد والإسماعيلية لنشعر وقتها أننا امام جريمة بشعة تقشعر لها الأبدان، بدايتها كانت ببلاغ للأجهزة الأمنية بالعثور على جثتين على طريقي بورسعيد وإسماعيلية الصحراوي، في ذات الوقت لم يستطع أحد أن يعرف ما الدافع وراء تلك الجرائم البشعة، ذلك الأمر الذي أثار حالة من الخوف والقلق بين أهالي المنطقة، لكن رجال المباحث وبعد تحريات دقيقة ومكثفة كان عندهم الخبر اليقين؛ في ظرف ساعات قليلة تمكن رجال الشرطة من إزاحة الستار وفك طلاسم تلك الجريمتين لنكتشف أننا أمام قاتل متسلسل، وأن الجاني قتل الضحيتين، ليعرف بعد ذلك باسم «سفاح التجمع» أو «قاتل النساء»، تفاصيل أكثر إثارة سوف نسردها لكم داخل السطور التالية كما نكشف لكم سر العمارة 279 داخل الكمبوند الشهير.

 

          أثناء‭ ‬تمثيل‭ ‬المتهم‭ ‬لجريمته                                  العقار‭ ‬الذى‭ ‬شهد‭ ‬الجرائم

لا زال «سفاح النساء» أو «سفاح التجمع»  كما أطلق عليه إعلاميًا يشغل بال الجميع وخصوصًا بعد القبض عليه في الساعات الأولى من صباح يوم السبت الماضي، بعد اكتشاف جثتين من ضحاياه، وربما تظهر جثث اخرى لسيدات أخريات.

السؤال الذي يتبادر إلى الذهن: من هو سفاح التجمع؟!

يدعى «كريم.س.ع» هو رجل في منتصف العقد الرابع من العمر، كان يعيش بمسقط رأسه بمحافظة الإسكندرية، وبالرغم من أنه خريج إحدى الجامعات الأجنبية إلا أنه عمل بمجال التدريس لفترة وجيزة بعمره حتى تم فصله، وبعد فترة من البحث عن عمل دخل مجال التجارة فعمل بها منذ سنوات قليلة وخصوصًا بعدما طلق زوجته منذ أكثر من 4 سنوات لخلافات زوجية كبيرة بينهما كما ترك لها أطفاله بعدما ظهرت له فرصة عمل بإحدى الدول الأجنبية كونه يعمل في مجال التجارة والاستيراد والتصدير والتي كانت سببًا في حصوله على جنسية الدولة التي سافر اليها، مرت سنوات وهو يتنقل بين بعض الدول الأجنبية ومصر، إلى أن عاد إلى مصر منذ شهرين وهو رجل مستور ماديًا، يمتلك سيارة فارهة، استأجر شقة داخل كمبوند شهير بالتجمع الخامس في منطقة القاهرة الجديدة التابعة لمحافظة القاهرة وعاش فيها وسط غموض أحاط به لاحظه جيرانه، فهو لا يصاحب او يتحدث مع احد.

بلاغان متشابهان 

أثناء مباشرة رجال شرطة بورسعيد عملهم تلقوا بلاغا بالعثور على جثة فتاة مجهولة الهوية ملقاة بصحراء بورسعيد بالقرب من أحد المستشفيات جنوب بورسعيد، سرعان ماتحرك رجال المباحث إلى موقع البلاغ وبالفحص تبين أن الجثة لفتاة من مواليد 1997 وبها آثار «خنق حول الرقبة» وأن السبب المرجح هو»إسفكسيا الخنق»، بجانب وجود آثار تعذيب وسحجات مختلفة مثل الكدمات والخدوش والجروح وآثار ضرب بكرباج.

في الوقت نفسه تلقى رجال شرطة الإسماعيلية بلاغا مماثلا بالعثور على جثة فتاة مجهولة الهوية ملقاة بصحراء الإسماعيلية؛ حيث انتقل رجال المباحث لمكان الجثة، وبالفحص تبين لهم آثار «خنق حول الرقبة» وأن السبب المرجح هو»إسفكسيا الخنق»، بجانب وجود آثار تعذيب وسحجات مختلفة مثل الكدمات والخدوش والجروح وآثار ضرب بكرباج.

في ذات اللحظة وبعد ورود بلاغين مماثلين لكل مديرية امن، ظن رجال المباحث أنهم من المحتمل أن يكونوا أمام قاتل واحد ارتكب الجريمتين خصوصًا أن علامات القتل والتعذيب قريبة لبعضهما البعض، سريعا وجهت الأجهزة الأمنية جهودها وتكثيف التحريات للكشف عن تفاصيل الوقائع وتحديد حجم الجرائم التي ارتكبها القاتل والكشف عن هويته وسرعة ضبطه، وبتتبع كاميرات المراقبة وجمع المعلومات والسير في تفاصيل الحادث لكشف خيوط الجريمة؛ تمكن رجال الشرطة من الوصول لمعلومة مهمة وهي أن القاتل يدعى «كريم» وهو وراء ارتكاب تلك الجرائم وانه كان يستدرج ضحاياه من النساء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والكافيهات والملاهي الليلية ويحضرن إليه بإرادتهن مقابل المال، وكانت لديه ممارسات سادية معهن، ويعيش بشقة استأجرها داخل العمارة رقم 279 داخل كمبوند شهير بالتجمع الخامس في منطقة القاهرة الجديدة التابعة لمحافظة القاهرة؛ لتنفيذ جرائمه الجنسية التي وصلت للقتل، وبالتواصل مع مديرية أمن القاهرة، شكلت أجهزة الأمن فرق بحث من مديريات أمن القاهرة والإسماعيلية وبورسعيد بالتنسيق مع قطاع الأمن العام بوزارة الداخلية لعمل فريق بحث، وعلى الفور تم الانتقال إلى الكمبوند وبتفريغ الكاميرات المتواجدة بالكمبوند في محاولة للكشف عن هويات المترددات على المتهم، وبسؤال صاحب الشقة تبين؛ أن المتهم حضر منذ شهر تقريبًا واستأجر الشقة منه مقابل ٦٥٠٠ جنيه شهريا ليس هذا فقط وإنما طلب من المالك عمل عزل داخل الشقة لعمل استوديو حتى لا يتم إزعاجه وكونه يحب الهدوء مما أثار الريبة والشكوك داخله وقتها حول ما سيدور بين جدرانها، لكن بعد اكتشاف تلك الجرائم تبين أنه لجأ للعزل بهدف الانفراد بضحاياه دون أن يصل صراخهن الى أسماع جيرانه، وبسؤال شهود العيان تبين أن المتهم لا يتحدث مع احد من الأساس بالإضافة أنه لم يتعرف على جيرانه منذ ظهوره بالكمبوند فكان يفضل العزلة عن الاختلاط بالجيران، بجانب أنه كان يصطحب الفتيات إلى منزله ولا يظهرن مرة أخرى؛ حيث أنهم شاهدوا العديد من الفتيات يأتين إلى منزل المتهم بشكل متكرر ومستمر، ولكن كانت هناك واحدة فقط تأتي بانتظام واعتقدوا وقتها أنها قد تكون قريبته أو شقيقته إلا أنها منذ فترة لم تظهر أيضًا، كما شهد صاحب سوبر ماركت مجاور للكمبوند؛ أن المتهم لم يكمل ٣ أسابيع تقريبًا في الكمبوند، واشار إلى أنه كان ينفق بسخاء.

هروب وضبط

وبإجراء باقي التحريات التي كانت على مدار الساعة وإعداد عدة كمائن ثابتة ومتحركة تمكن رجال الشرطة من ضبط المتهم وبمواجهته اعترف بارتكاب تلك الجرائم تبين؛ أن المتهم كان على علاقة عاطفية بإحدى ضحاياه وعندما انفصلت عنه سعى للانتقام منها، كما اعترف أنه كان يمارس العلاقة المحرمة مع ضحاياه قبل قتلهن، ثم يحمل جثث الضحايا داخل شنطة سفر ووضعها في سيارته، ثم يتوجه إلى مطعم لتناول وجبة سمك، بعد الانتهاء من تناول وجبته يتوجه بسيارته إلى الطريق الصحراوي ويلقي بجثث ضحاياه هناك وبعد ذلك يعود إلى شقته، وباقتياده لموقع الجريمة وأثناء المعاينة التصورية غافل قوة التأمين ونجح في الهروب باستخدام إحدى السيارات؛ حيث اختبأ بإحدى الحدائق العامة بمنطقة عين شمس بالقاهرة، لكن قوات الأمن طاردته على الفور ونجحوا وتمكنوا من ضبطه خلال فترة قصيرة، وتم اقتياده إلى ديوان القسم، وبفحص هاتفه المحمول عثر على 5 مقاطع فيديو مصورة لممارسة الرذيلة مع ضحاياه وأعمال العنف ضدهن وكذلك تصويرهن 

وهن متجردات تماما من ملابسهن، وهناك آثار كدمات وجروح وخدوش كما تبين من وجود فيديوهات أخرى لعلاقات محرمة بين السفاح ونساء أخريات وهو ما يثير الشكوك حول وجود ضحايا أخرى تم التخلص منهن بنفس الطريقة، تحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي بدأت بالتحقيق معه في تلك الجرائم.

في الوقت نفسه انتقل فريق من النيابة العامة إلى الكمبوند الذي شهد تلك الجرائم، لإجراء المعاينات، كما أمرت بانتداب خبراء المعمل الجنائي لفحص مسرح الحادث وانتداب الطبيب الشرعي لتشريح جثتي الفتاتين اللتين عثر عليهما في محافظتي بورسعيد والإسماعيلية لتحديد أسباب الوفاة وتوقيتها وكيفية حدوثها ونوعية أداة القتل المستخدمة كما أغلقت الشقة حتى انتهاء التحقيقات، وتولى فريق الأدلة الجنائية رفع الآثار البيولوجية والبصمات الموجودة في مسرح الجريمة لتحديد أسماء المترددين عليها، و كلفت المباحث الجنائية بسرعة إنهاء التحريات.

كما يجرى أيضًا فحص عدد من بلاغات التغيب الموجودة لدى قطاع الأمن العام لمعرفة هل هناك وقائع أخرى مرتبطة بالمتهم؛ حيث تبين من التحريات أن المتهم قتل 4 سيدات من خلال تعذيبهن بشكل دموي أثناء ممارسته الجنس معهن وأن اثنتين من الضحايا من منطقة الزاوية الحمراء بمحافظة القاهرة واحدة تعمل موظفة والأخرى طالبة، وأخرى من منطقة أبو النمرس التابعة لمحافظة الجيزة وهى ربة منزل، والرابعة والدها سبق اتهامه في قضية دعارة، كما رصدت التحريات أن الضحيتين الأولى والثانية توفيتا من شدة الضرب على جسدهما بكرباج بعد اعطائهما مواد مخدرة، كما خنقهما المتهم أثناء ممارسة العلاقة المحرمة، بينما ماتت الثالثة والرابعة تحت تأثير جرعة مخدرات زائدة، كما تبين من التحريات أن المتهم كان يضع الضحايا بعد موتهن في حقيبة سفر داخل سيارته، ويلقي بهن في مكان مهجور بالطرق الصحراوية، كما أظهرت  التحريات أن المتهم مدمن للمخدرات خصوصًا مخدر «الايس والشابو» كما أنه كان يجبر ضحاياه من النساء على تعاطيهن المخدرات معه حتى لا يشعرن بما يفعله بهن، فكان يتعمد تقييد ضحاياه أثناء ممارسة العلاقة معهن، ثم  يتعدى عليهن بالضرب حتى الموت.

وفي نفس اللحظات شهد محيط الكمبوند وداخله تواجدًا أمنيًا مكثفًا، ومع القبض على المتهم، بدأ يشعر سكان الكمبوند والمناطق المحيطة به بالارتياح بعدما عاشوا ساعات من القلق والخوف عندما علموا ان سفاحا يقتل النساء كان يعيش بالكمبوند الهادئ. 

اقرأ أيضا : البحث عن قتيلات جديدات بعد العثور على فيديوهات لفتيات مجهولات

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة