د. أيمن شاهين
د. أيمن شاهين


أيمن شاهين: إذا لم نقم بحوسبة اللغة العربية فستكون النتائج وخيمة| حوار

فادية البمبي

الأحد، 09 يونيو 2024 - 09:37 م

أصبح الذكاء الاصطناعي، متشابكاً بشكل متزايد مع حياتنا اليومية، لم يحدث ثورة فى كيفية تفاعلنا مع أجهزة الكمبيوتر فحسب، بل يمكن استخدامه أيضاً لمعالجة الكلمات المنطوقة أو المكتوبة التى نستخدمها كل يوم، في هذا الحوار يطلعنا د.أيمن شاهين الأستاذ بكلية الهندسة جامعة الفيوم وعميدها الأسبق، والباحث فى مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي والخبير بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، على السبيل لمعالجة اللغة العربية بتقنيات الذكاء الاصطناعي. 

كيف ترى تطورات الذكاء الاصطناعي السريعة وأثرها على مجتمعنا ؟
اقتحمت العقول الآلية حياتنا بقوة، وفرضت نفسها على كافة تشعبات حياتنا من تعليمية، وصناعية واقتصادية واجتماعية وعسكرية، وتفرعت علوم الحاسب بسرعة كبيرة وكان من ثمراتها: علم الذكاء الاصطناعي الذي اقتحم سلوكياتنا اليومية، وأبسط مثال هو هاتفك المحمول الذي يزخر بتطبيقات الذكاء الاصطناعى، وأصبح التفاعل مع تقنيات هذا العلم ليس رفاهية أو اختيارًا بديلًا، بل صار حتميًا، لقد قاد العالم الغربى قاطرة تقنيات هذا العلم فى العصر الحديث - رغم جذوره العربية- ورأينا تفاعلاً بناءً بين العقل البشري والعقل الآلي، وحدث نوع من الصداقة بينهما، تلك الصداقة التي أنتجت تطبيقاتٍ مذهلة.

أين أهل لغة الضاد من مواجهة الطوفان المسمى بالذكاء الاصطناعي؟
لقد استطاعت كثير من لغات العالم توفيق أوضاعها واللحاق بركب هذه التقنيات، وما زالت اللغة العربية تراوح مكانها، ولم تحتل بعد المكانة التى تليق بها، فهى اللغة الثانية فى العالم بعد الإنجليزية من حيث عدد الدول الناطقة بها كلغة أساسية، كما تعد الرابعة على العالم من حيث عدد السكان الناطقين بها - حوالى خمس مائة مليون نسمة، لذا لا بد من معالجة اللغة العربية وحوسبتها وإمداد العقل الآلي وتغذيته بخصائص هذه اللغة وقواعدها وبياناتها وتفاصيلها المتشبعة، بحيث يمكن استغلال قاعدة البيانات الضخمة تلك في تطوير أدائها وتعليمها ودعمها وانتشارها ومشاركتها فى سباق التقنيات الحديثة للذكاء الاصطناعي.

وبرؤيتكم ماذا سيحدث إذا لم تواكب اللغة العربية الذكاء الاصطناعي؟
لا يخفى علينا أنه إذا لم نقم بمشروع معالجة اللغة العربية وحوسبتها، فستكون النتائج وخيمة، فلن تتفاعل محركات البحث، - مثل جوجل - مع النصوص العربية، ولن تتفاعل برامج الترجمة الآلية، من وإلى اللغة العربية، ولن نستطيع تحويل الصوت المسموع إلى نص مكتوب أو العكس، ولن نستطيع مراجعة النصوص العربية ذات الأحجام الكبيرة من حيث الإعراب والقواعد الإملائية.

ذكرت العديد من السلبيات التي ستحدث إذا لم تحوسب اللغة.. فما السبيل لعلاجها؟
إن قضايا معالجة اللغة العربية الملحة والمطلوب إنجازها بأسرع ما يمكن هي تقسيم الجمل، وتصنيف أقسام الكلام، ومعالجة التحليل الصرفى، ومعالجة التحليل اللغوى وتجزئة النص.. وهو أحد التقنيات الشهيرة والتى تعمل عن طريق محركات البحث باستخدام الكلمات المفتاحية، وكذلك معالجة تمييز الأصوات وفهمها ومن ثم البحث عن إجابات لهذه الأصوات، إذا كانت تساؤلًا عن طريق تطبيقات، مثل: أمازون- أليكسا- سيرى، ومعالجة النص المكتوب، أى إرجاعه إلى صوت ومن ثم تمييز الصوت باستخدام تقنية التعرف الضوئى على الحروف، وهي تقنية مفيدة للغاية.

بالإضافة إلى معالجة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، ومعالجة تصحيح أخطاء النطق، وهى تقنية مفيدة للغاية فى نطق النصوص بطريقة صحيحة، وعلى رأسها: القرآن الكريم، ومعالجة تحويل النص المكتوب أو المقال المنطوق إلى لغة إشارية، تفيد فى تعليم الصم والبكم، وفى مجالات أخرى مثل: حركة الطيران، وتبادل المعلومات فى أثناء المناورات العسكرية، ومعالجة كيفية تعامل العقول الآلية مع أنواع الخطوط العربية المختلفة، والتفاعل مع هذه الخطوط، علمًا بان لكل خط أصوله وقواعده والأمثلة كثيرة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة