السبت، 15 يونيو 2024 - 11:07 م

نجلاء اسماعيل

فتحية العسال كاتبة مصرية أصيلة اشتهرت بأعمالها الدرامية الرائعة والمتميزة في التليفزيون والمسرح والإذاعة انحازت في كتاباتها إلى الناس البسطاء، تميل إلى الحقيقة في كتاباتها وإلى المرأة بوجه خاص، استطاعت بوعى نسائى أن ترصد معاناة المرأة المصرية خاصة بنت البلد التي تتجمع فوق رأسها كل متاعب الحياة .

كانت فتحية العسال أول سيدة تكتب بشكل منتظم ودائم للدراما بكل انواعها الإذاعية والتلفزيونية، كانت تخضع منذ طفولتها للقيود والتقاليد التي حرمتها من التعليم ولكنها استطاعت أن تعلم نفسها وتحفر في الصخر لتصبح كاتبة بدون شهادات حبت الكتابة وكتبت العديد من المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية كانت مهتمة بقضايا الوطن السياسيةوالاقتصادية والاجتماعية وخاصة قضية المرأة كانت مؤمنة بأن الرجل عنصر مهم للمرأة ونجاحها وتفعيل دورها في المجتمع، لكنها رحلت عن عالمنا وتركت نموذج مشرف للمرأة المصرية بكل ما لديها من ضعف وقوة وحب ورغبة في إثبات وجودها. 

وفى ذكرى وفاتها نرصد أهم وأبرز محطات حياة الكاتبة فتحية العسال:

نشأة الكاتبة الروائية فتحية العسال 

ولدت الكاتبة فتحية العسال في حي القلعة بالقاهرة لها سبعة إخوة أربعة منهم ذكور تعلموا جميعا وتخرجوا في الجامعة وثلاث بنات ربات بيوت فكان والدها من أنصار تعليم الذكور وزواج البنات رغم أنه يعمل مهندسا إلا أنه كان يؤمن بأن المرأة خلقت للبيت ورعاية الأسرة والأطفال، استسلمت لرغبة والدها وبقيت بالبيت لكنها لم تستسلم لقدرها فتعلمت القراءة والكتابة وعلمت نفسها بنفسها، تأثرت بالكثير من الأحداث في نشأتها ساهمت في تكوين شخصيتها.

بدأت الكاتبة فتحية العسال الكتابة الأدبية في عام ١٩٥٧ وإهتمت بالقضايا الإجتماعية وقضايا المرأة بشكل خاص، وتم اعتقالها ثلاث مرات بسبب كتاباتها عن قضايا المرأة، قامت فتحية العسال بكتابة عدد كبير من الأعمال الدرامية والمسرحيات، ومن أشهر أعماها الدرامية «لحظة اختيار، هى والمستحيل، حصاد الحب، حتى لا يختنق الحب» أما عن المسرحيات فكان من أشهرها «ليلة الحنة، نساء بلا أقنعة، سجن النساء»

حكاية الكاتبة فتحية العسال مع العمل السياسي 

كان عمر الكاتبة فتحية العسال ٣٠ عام عندما أعتقل زوجها بعد ثورة ٢٣ يوليو وأصبح من تفاصيل حياتها الجري وراءه في السجون لقضاء طلباته وقتها أدركت أن هناك قضية وطنية وكفاح شعوب وبدأت الالتحاق بالأحزاب السرية وقاموا بتكوين حركة العائلات وطالبوا مقابلة الرئيس محمد نجيب وطالبوا بالمساواة بالسجون وعندما لم يتحقق مطالبهم قررا الخروج في مظاهرة وطلب زوجها أن تكون مسئولة عنها وهكذا بدأت حكايتها مع العمل السياسي.

زواج الكاتبة فتحية العسال 

تزوجت الكاتبة فتحية العسال من الكاتب والروائي عبدالله الطوخي وانجبت ثلاثة أبناء وبنت هم إيهاب وصلاح وشريف وصفاء الطوخي، تزوجته مع قيام ثورة ١٩٥٢ وحين ألقى القبض عليه عام ١٩٥٤ كونت مجموعة من الأسر لرعاية المعتقلين السياسيين وتلبية احتياجاتهم، ثم أنشأت في حي السيدة زينب فصول لمحو الأمية، ثم انضمت إلى عضوية حزب التجمع وتولت في حزب التجمع مسئولية الأدباء والفنانين،كما انضمت إلى عضوية اتحاد النساء التقدمى، شاركت في أكثر من مؤتمر عربي ودولي معنى بقضايا المرأة، جمعت بتفوق بين عملها السياسي والفنى.

أعمال الكاتبة فتحية العسال 

قدمت الكاتبة فتحية العسال العديد من الأعمال الفنية التي تركت علامات مميزة في الإذاعة والتلفزيون والمسرح المصري ومنها « هى والمستحيل، رمانة الميزان،

شمس منتصف الليل، حتى لا يختنق الحب، بدر البدور، حبال من حرير، حضن العمر، المرجيحة، الباسبور، نساء بلا أقنعة.

الجوائز التي حصلت عليها الكاتبة فتحية العسال 

حصلت الكاتبة فتحية العسال على العديد من الجوائز أهمها، الجائزة الأولى في أحد مهرجانات التليفزيون عن عملها التليفزيوني ثلاثية« لحظة صدق» جائزة الدولة للتفوق في الآداب

وفاة الكاتبة فتحية العسال 

توفيت الكاتبة فتحية العسال في يوم ١٥ يونيو ٢٠١٤ عن عمر يناهز ٨١ عام

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم