علاء عبد الوهاب
علاء عبد الوهاب


انتباه

ضحايا الإعلان!

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 19 يونيو 2024 - 09:23 م

كلنا أصبحنا من ضحاياه !

آلة جهنمية لا ترحم صغيراً أو كبيراً، تدور بسرعة رهيبة، تستهدف العقول قبل الجيوب، تغير الضمائر دون وازع من قيم أو أخلاق!
امبراطورية ضخمة تتجاوز الحدود، ولا تعترف بالخصوصيات الحضارية.

أينما تول وجهك يطاردك بلا رحمة، من موجات الإف أم، إلى الشاشات والسوشيال ميديا وعلى طول الطريق يبث رسائله بلا كلل أو ملل.
ودون مبالغة نستطيع أن نقول إننا نعيش عصر الإعلان، أو الانفجار الإعلانى.

فى ظل ما وصفناه أصبح الإنسان ضحية فى أحيان كثيرة، لشركات حرفتها الإعلان عن أى سلعة مادام منتجها يستطيع أن يدفع، بغض النظر عن الفائدة التى تعود على المستهلك حقاً،  فمزيد من الإعلان يعنى الكثير من المبيعات، ولا بأس من إقناع من يتعرضون للسيل الإعلانى من جودة ما لا قيمة حقيقية له .

غير أن أشد ما يمكن أن يثير القلق يتمثل فى التأثيرات السلبية على أطفالنا، الذين يمثلون إحدى أكثر الشرائح المستهدفة إعلانياً.

ودون أدنى مبالغة، فإن الطفل فى هذا العصر صار الأكثر استهدافاً للقصف الإعلانى المتواصل، ومن ثم فإن الإعلان يساهم فى صياغة عقله وذوقه وثقافته وسلوكياته، متجاوزاً فى ذلك تأثير الأسرة والمدرسة، وربما كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية الأخرى!

وفى ظل غياب الأكواد التى تضمن التزاماً أخلاقياً فيما تبثه إعلانات عديدة، مع جاذبية طرق العرض وأساليبه، فإن ثمة تشوهات تطبع بصماتها على شخصية أطفالنا، لاسيما إذا انتمى الإعلان إلى ما يمكن وصفه بالغزو الحضارى الذى يركز من يقفون خلفه على الطفل والشاب، باعتبارهما صناع المستقبل.

الكثير من المعايير التربوية يتم دهسها بالمعنى الحرفى للكلمة، عبر ما تروجه حملات إعلانية تشجع أنماطاً من السلوك الاستهلاكى المدمر، .

انتبهوا أيها السادة أطفالنا أكثر ضحايا الإعلان، لاسيما إذا كان يروج من السلعة لقيمة دخيلة، أو خلق سلبى، أو يدفع فلذات الأكباد إلى خوض تجربة تسلبهم البراءة أو تهز ثقتهم فى أنفسهم ومجتمعهم .

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة