إيهاب الحضرى
إيهاب الحضرى


بالشمع الأحمر

للحضارة شبابٌ يحميها

إيهاب الحضري

الإثنين، 24 يونيو 2024 - 07:48 م

موسميون فى انفعالاتنا.. نغضب لساعات ثم ننشغل بأمور حياتنا.. أو ندسّ أنوفنا فى شئون الآخرين، وننسى بواعث انفعالاتنا حتى إشعار آخر. قبل أكثر من عام، تعالتْ احتجاجاتنا على «كليوبترا السوداء»، بطلة الفيلم الذى صنعتْه «نتفليكس»، وتبنّى رؤية تُخالف المنطق والمعلومات الأثرية. استندت المنصة إلى حرّية التعبير، رغم أن الحقائق التاريخية ليستْ وجهة نظر، خاصة إذا كانت محور عمل وثائقي.


قبل أيام تجدّد الجدل، بعد زيارة مجموعة من دُعاة «الأفروسنتريك» للمتحف المصرى بالتحرير. حاول متحدثهم الرئيسى السطو على حضارتنا، مُستخدما «ياء نسبٍ» مُزيّفة، توحى بأن الأفارقة هُم أصحاب الفضْل فى إنجازات أجدادنا. على الفور اشتعلتْ مواقع التواصل، وبدأ الكثيرون حملة مضادة لفكرة المركزية الإفريقية.


 انطلقت هذه الفكرة مع نهاية عشرينيات القرن الماضي، ولم نتخّذ موقفا تجاهها، لأنها ارتكزتْ فى بدايتها على محاولة رد الاعتبار إلى القارة السمراء، ولم تستهدف الفكرة وقتها الحضارة المصرية بالأساس، بل سعتْ لتأكيد تميّز الأفارقة، وإثبات دورهم التاريخى فى صناعة التقدّم على سطح الكوكب، لكنّ الأمر اختلف فى الربع الأخير من القرن العشرين، عندما حاول بعض مُتطرفى هذا الاتجاه، اغتصاب ثوابتنا ونسبتها إلى أنفسهم، وتمادوا فاتهموا علماءنا بالتلاعب فى النقوش الأثرية، كى يطمسوا مزاعم مُتشددى «الأفروسنتريك»!
على مدار سنوات لم يكترث المتخصصون بهذا الخيال، ربما لأنهم تعاملوا معه كتقليعة مُرشّحة للاندثار بعد حين، فتزايدت محاولات السطو على تاريخنا، وزاد انتشار اللصوص على مواقع التواصل ومعاهد بحثية ذات أهداف مشبوهة، تحاول سرقة مُنجزٍ مصريٍ عمره آلاف السنين.


عموما قام علماء الآثار بدورهم فى الرد على الادعاءات، غير أن يقظة شبابنا تظل مصدر التفاؤل الأكبر، مع انتفاضاتهم المتواصلة ضد كل محاولة لاختراقنا، حتى أنهم نجحوا العام الماضى فى إجهاض حفلٍ للأمريكى كيفين هارت على أرضنا، لأنه يتبنى هذه الخرافات. ربما تكون انفعالاتنا موسمية، لكن المؤكد أن غيرتنا على حضارتنا.. مُزمنة!

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة