الباحثة رضوى بركات أثناء إجراء إحدى التجارب
الباحثة رضوى بركات أثناء إجراء إحدى التجارب


المعمل دراسة أمريكية بمشاركة باحثة مصرية

سبب «مزدوج» لضعف إنتاج الحيوانات المنوية

الأخبار

الثلاثاء، 25 يونيو 2024 - 07:38 م

يدرك المجتمع العلمى حقيقة أن الجيل الحالى من الرجال ينتج نصف كمية الحيوانات المنوية، مقارنة بالجيل السابق، وعلى الرغم من أنه أمر صادم، لكن لم يتم إيلاء الكثير من الاهتمام لفهم الأسباب، وهى المشكلة التى سعى فريق بحثى من جامعة «إلينوى أوربانا شامبين» الأمريكية إلى حلها، خلال دراسة نشرتها دورية «بيولوجى أوف ريبرودكشن».
وانطلقت الدراسة التى شاركت بها رضوى بركات، الباحثة بقسم السموم بكلية الطب البيطرى جامعة بنها، من فرضية عالم الأوبئة البريطانى ديفيد باركر، كمبدأ توجيهى لدراستهم، حيث تقترح فرضية باركر، أن الأشهر التسعة فى الرحم، هى واحدة من أكثر الفترات أهمية فى حياة الشخص، ويمكن أن تشكل مساراته الصحية المستقبلية.


ويقول تشى ميونج جاى كو، أستاذ الطب البيطرى، والباحث الرئيسى بالدراسة فى تقرير نشره الموقع الإلكترونى لجامعة إلينوى أوربانا شامبين: «تركز فرضية باركر فى المقام الأول على التغذية، وأردنا اختبار ما إذا كان النظام الغذائى للأم يمكن أن يغير صحة الجيل القادم، بالإضافة إلى ذلك، وعلى عكس الجيل السابق، نحن نتعرض باستمرار لمواد كيميائية مثل (2-إيثيل هكسانول)، والتى يمكن أن تغير كيفية عمل أجسامنا، لذلك أردنا أن نسأل ما إذا كان التعرض لهذين العاملين يمكن أن يتسبب فى أن يكون لدى الأطفال الرضع أجهزة تناسلية أقل أداء».


وتضاف مادة (2-إيثيل هكسانول) إلى البلاستيك لجعلها أكثر مرونة، لذلك تدخل فى عدة منتجات مثل ستائر الحمام، خراطيم الحديقة، الكابلات الكهربائية، الجلود الاصطناعية، الطلاءات والدهانات، كما تستخدم فى تركيب المواد الخافضة للتوتر السطحى، وهى عوامل نشطة فى المنظفات ومنتجات العناية الشخصية مثل الشامبو والصابون، وتكون خطورتها فى قدرتها على محاكاة الهرمونات فى أجسامنا، مما يؤدى إلى آثار طويلة المدى على الصحة.
وفى الماضى، أظهر مختبر «كو» والمجموعات البحثية الأخرى أن التعرض لتلك المادة قبل الولادة يقلل من مستويات هرمون التستوستيرون ويسبب عيوب الخصوبة لدى الفئران الذكور، بالإضافة إلى ذلك، أظهر العلماء أن اتباع نظام غذائى عالى الدهون للأم يمكن أن يقلل أيضا من عدد الحيوانات المنوية لدى ذرية الذكور، ولكن لم تتم دراسة آثار العاملين معا، وهو ما تحققه تلك الدراسة.


واستخدم الباحثون أربع مجموعات من الفئران الحوامل، كان أحدهم عبارة عن مجموعة تحكم بينما تعرض الثلاثة الآخرون إما لمادة (2-إيثيل هكسانول) أو اتباع نظام غذائى غنى بالدهون، أو مزيج من الاثنين، ثم قاموا بتتبع كل المواليد، والتى تحتوى فى المتوسط على 6 ذكور و6 إناث.
ويقول كو: «من المثير للدهشة أننا وجدنا أن اتباع نظام غذائى غنى بالدهون كان له تأثير أكثر ضررا على الأجهزة التناسلية الذكرية، مقارنة بمادة (2-إيثيل هكسانول) وحدها، وأن الجراء التى ولدت من أمهات عولجن بكليهما كان لديها أسوأ النتائج».


وقام الباحثون بقياس وزن الجسم والأعضاء التناسلية المختلفة لدى الجراء خلال مراحل مختلفة من النمو والبلوغ، ووجدوا أنه على الرغم من أن وزن الجراء المولودة من أمهات اتبعن نظاما غذائيا غنيا بالدهون بمفردها أو بالاشتراك مع مادة (2-إيثيل هكسانول) كان أعلى من الآخرين، إلا أن وزن الأعضاء التناسلية كان أقل، ووجدوا أيضا أن هذه الفئران أنتجت عددا أقل من الحيوانات المنوية، وكانت مستويات هرمون الذكورة «التستوستيرون» لديها أقل. 
ويضيف كو: «فى دراساتنـا، استخدمنـا هذه الفئران كنمـوذج، وعلى الرغـم من أننـا بحاجـة إلـى تأكـيـد هذه النتـائج علـى البشر، إلا أن هـذه الدراسـة بمثـابة ـ تحذير للجيل الحالى من الأمهات بأنهن بحاجة إلى توخى الحذر بشأن بيئتهم ونظامهم الغذائى أثناء الحمل».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة