القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية فى مدينة العلمين أغسطس 2023
القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية فى مدينة العلمين أغسطس 2023


تاريخ من الدعم والمساندة لأكثر من قرن| فلسطين.. فى قلب مصر

وثيقة سرية فى 1907 تكشف بحث أوروبا عن كيان يلعب دور «الشرطى المخلص» فى الوطن العربى

الأخبار

الخميس، 27 يونيو 2024 - 06:31 م

محمد ناصر فرغل

إنجلترا ضغطت على القاهرة لوقف قصف «تل أبيب» فى حرب 48

تأسيس «منظمة التحرير» وجيش فلسطينى نجاحات مصرية فى الجامعة العربية

«كامب ديفيد» وخطة «العشر نقاط» إنجازات محورية للسادات ومبارك

بريطانيا: البحر المتوسط «شريان حياة» للاستعمار

مصر وحدت الجهود لتدشين مصرف عربى يمنع بيع الأراضى لليهود

الأزهر والقوى المدنية حشدت الشعوب العربية بعد «انتفاضة البراق 1929»
 

«وثيقة سرية» أنتجتها قوى الاستعمار فى 1907 تهدف إلى حمايتها من الانهيار والزوال قدم فيها الفكر الاستعمارى تقريرًا مفصلاً إلى وزارة المستعمرات البريطانية بالاتفاق على آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستعمارية أطول فترة ممكنة.. عبر دعوة سرية أصدرها حزب المحافظين البريطانيين فى 1905 لمؤتمر استمر عامين؛ اتفقت خلالها  بريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا على أن:

«البحر المتوسط هو الشريان الحيوى للاستعمار وهو ملتقى طرق العالم. فلابد لنجاح أية خطة تستهدف حماية المصالح الأوروبية المشتركة من السيطرة على هذا البحر، لأن من يسيطر على هذه المنطقة يستطيع التحكم فى العالم. على طول ساحله الجنوبى من الرباط إلى غزة، والشرقى من غزة إلى مرسين، وعلى الجسر البرى الضيق الذى يصل آسيا بأفريقيا وتمر فيه قناة السويس شريان حياة أوروبا..

فى هذه البقعة الشاسعة يعيش شعب واحد يمتلك كل أسباب القوة ليتحرر من الاستعمار إذا ما توحدوا، وتفاديًا لهذه الضربة يلزم فصل الجزء الأفريقى من الوطن العربى عن الآسيوى؛ بإقامة حاجز بشرى قوى وغريب على مقربة من قناة السويس.. قوة صديقة تكون شرطيًا مخلصًا لحماية مصالح الاستعمار وبالطبع تكون عدوة لسكان المنطقة».. لذلك وقع الاختيار على فلسطين!

يدور كتاب «مصر والقضية الفلسطينية.. بين الماضى والحاضر» الصادر عن المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية 2024 حول توثيق الأحداث التاريخية التى ارتبطت بالدور المصرى فى القضية الفلسطينية، بدءًا من وعد بلفور عام 1917 حتى عملية «طوفان الأقصى» فى أكتوبر 2023، وما تبعها من حرب إسرائيلية تدميرية على قطاع غزة، ليتم كتابة ملحمة عظيمة تضاف لدور مصر الإقليمى المحورى وتاريخ السياسة الخارجية المصرية فى جهدها وإنجازها على الصعيد الدولى إزاء قضية العرب الأولى.

اقرأ أيضا|أسانج ينفجر بالبكاء في قاعة المحكمة بعد 14 عاما من الاتهامات والملاحقات

الهجرات اليهودية ووعد بلفور

بعد مؤتمر بازل 1897 شرعت أعداد كثيرة من المهاجرين اليهود تتدفق على فلسطين (الموجة الأولى 1882 - 1903، والموجة الثانية 1905 - 1918) تنفيذًا لخطط الحركة الصهيونية فى الاستيلاء على أراضيها؛ الأمر الذى استرعى اهتمام الصحافة المصرية التى فندت دعاوى الحركة الصهيونية بإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين سواء كانت صحفًا خاصة أو حزبية. وخصصت الصحف مقالات دورية لكشف المخطط المزعوم كما تتبعت تحركات «بلفور» لإعلام وحشد المصريين بما يدور على الساحة الدولية تجاه فلسطين، كيفما علقت الصحافة القبطية من منطلق دينى وفى مقدمتها صحيفة الوطن على إقامة وطن قومى لليهود بأنه «تحويل سنة الله فى خلقه بجمع الفئات المشردة من اليهود وزرعها فى فلسطين رغمًا عن إرادة سكانها من المسلمين والمسيحيين».

انتفاضة «حائط البراق» 1929

تعد انتفاضة البراق هى التى فتحت أعين المصريين على القضية الفلسطينية وعلى خطورة نشاط الحركة الصهيونية. فخلالها وقفت الأحزاب المصرية إلى جانب أهل فلسطين فى تمسكهم بأن حائط البراق هو أثر إسلامى ليس له علاقة بما يدعيه اليهود (حائط المبكى)؛ كموقف حزب الوفد الذى عمد إلى تنوير الجماهير العربية بأهمية النضال الاقتصادى عبر إحياء المشروعات الوطنية وإنشاء شركات صناعية وتجارية لمنافسة الصهاينة. كما أرسلت الأمانة العامة للحزب الوطنى احتجاجات لعصبة الأمم المتحدة وخطابات لشيخ الأزهر تطالبه بإرسال بعثات طبية لإسعاف الفلسطينيين المصابين. وعلى مستوى الجمعيات والنقابات والمؤسسات الأهلية، ندبت نقابة المحامين فريقًا للدفاع عن المتهمين الفلسطينيين فى أحداث البراق. كما استنكر علماء الأزهر طمع اليهود فى حائط البراق. وأرسلت الجمعيات المصرية التبرعات النقدية والبعثات الطبية لفلسطين لتجاوز آثار الانتفاضة.

«وثيقة أنشاص» التاريخية

قدمت مصر كافة أوجه الدعم السياسى لحقوق الشعب الفلسطينى إزاء القوى الدولية فى المؤتمر الإسلامى الأول بالقدس (17 ديسمبر 1931) الذى انتهى إلى الدعوة لتوحيد البلاد العربية واستنكار فكرة تقسيم فلسطين وتأسيس مصرف عربى لمنع بيع الأراضى لليهود وإنشاء جامعة عربية بالقدس. كذلك فى مؤتمر بلودان 1937 والمؤتمر البرلمانى للبلاد العربية والإسلامية بالقاهرة (11 أكتوبر 1938) الذى انتهى إلى بطلان وعد بلفور ورفض تقسيم فلسطين وقرار بتوقيع معاهدة مع بريطانيا لإنهاء الانتداب، والمؤتمر النسائى الشرقى بالقاهرة (18 أكتوبر 1938) الذى قامت خلاله الجمعيات النسائية فى فلسطين وسوريا ولبنان والعراق بتفويض هدى شعراوى للدفاع عن القضية الفلسطينية أمام لجنة الانتدابات والمؤتمر النسائى الدولى. كذلك الجهود المصرية فى عقد مؤتمر جديد بعد فشل مؤتمر لندن 1939 الذى اقترحت فيه مصر اتباع نظام لا مركزى فى فلسطين يراعى أصحاب الأغلبية فى كل إقليم ويضمن حقوق الأقليات اليهود. وفى ديسمبر 1944 خرجت الحركة النسائية فى مصر عبر المؤتمر النسائى العربى بالقاهرة بعدة توصيات أهمها: أن تكون فلسطين دولة مستقلة تحكم نفسها بنفسها والتصدى لمحاولات إنشاء وطن قومى لليهود على حساب الحق العربى. وعقب صدور توصيات لجنة التحقيق (الأنجلو - أمريكية 1946) المنحازة للمطالب الصهيونية؛ عُقد مؤتمر أنشاص عبر دعوة الملك فاروق لزعماء العالم العربى ووصفت وثيقته بأنها «تاريخية».

حرب فلسطين

بعد موافقة مجلس النواب المصرى فى 11 مايو 1948 على دخول الحرب؛ تقدمت القوات المصرية بعدها بأربعة أيام إلى مدينة «المجدل» على ساحل البحر المتوسط إلى جانب القوات الموجودة فى معسكر العريش، ودخلت غزة فى 16 مايو، وقصف القوات الجوية مطار «بتاح تكفا» وميناء تل أبيب بشكل متواصل ومكثف طوال يوم 18 مايو أُعلن بعدها السيطرة الجوية للطائرات المصرية فى أجواء المناطق التى شهدت عمليات القوات المصرية الأمر الذى استدعى بريطانيا إرسال سفيرها بالقاهرة لممارسة الضغط على الحكومة المصرية للتوقف عن القصف. وفى ظهر 19 مايو؛ سيطرت القوات المصرية على منطقة العسلوج وبئر السبع. وفى يوم 21 سيطرت على هربيا وبربارا وبيت هوجا وأريرا وبلدة الكورا الواقعة على البحر المتوسط، ودخلت فى نفس اليوم مدينة الخليل وبيت لحم فى اليوم التالى. وبعد شهور من سيطرة القوات المصرية على معظم الأراضى الفلسطينية تخللها ثلاث هدنات نفذت إسرائيل فى ٢٢ ديسمبر ١٩٤٨ عملية «حوريب» للاستيلاء على النقب وانتهت بعبور القوات الإسرائيلية الحدود المصرية. وقدمت مصر فى الحرب من الشهداء ٩٨ ضابطًا بإجمالى ٩٢٦ شهيدًا بخلاف المدنيين المتطوعين.

إنشاء جيش فلسطينى

«يريدوننا أن نُسلّم لإسرائيل كل شىء، ونهمل فلسطين، ونتنكر لها، ولإخواننا فى شمال أفريقيا، لكن مصر أبت وأرادت أن تكون لها شخصيتها المستقلة»..كلمات عظيمة للزعيم الراحل جمال عبدالناصر خلال خطاب تأميم قناة السويس فى ٢٦ يوليو ١٩٥٦. ندد فيه بانحياز أمريكا وأوروبا لإسرائيل والكيل بمكيالين؛ حيث يمنعون السلاح عن مصر ويسمحون بتدفقه إلى إسرائيل. لكن ذلك لم يمنع الجهود المصرية تجاه القضية الفلسطينية؛ حيث أصدرت وثائق سفر خاصة للفلسطينيين، وقرر عبدالناصر تدريب مجموعات من الفدائيين لحماية غزة. وفى أعقاب العدوان الثلاثى على مصر ١٩٥٦ سعت إسرائيل لزيادة معدلات الهجرة اليهودية، الأمر الذى استرعى انتباه عبدالناصر فى ٢٩ مارس ١٩٥٨ إلى العمل على إنشاء جهاز خاص للشئون الفلسطينية فى الجمهورية العربية المتحدة (عقب إعلان الوحدة بين مصر وسوريا فى فبراير ١٩٥٨) يدرس تشكيل منظمة شعبية فلسطينية وإعلان قيام جمهورية عربية فلسطينية فى قطاع غزة.

وبعد أن تصاعدت المخاطر الإسرائيلية بسبب عملية تحويل مياه نهر الأردن استجاب القادة العرب لدعوة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر لعقد مؤتمر القمة العربى الأول بالقاهرة فى ١٣ يناير ١٩٦٤ بهدف إنشاء قيادة عربية موحدة لحماية المشروعات العربية والعمل على منع إسرائيل من التوسع. وعلى مدار سنوات صاغت مصر فيها التضامن العربى فى مواجهة إسرائيل نجحت جهودها فى موافقة الجامعة العربية على إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية وكذلك جيش فلسطينى، كما قادت التحرك العربى لوقف المساعدات الغربية لإسرائيل، وأرسلت بعثات إلى الدول الآسيوية والأفريقية ودول أمريكا اللاتينية لتوضيح أبعاد القضية الفلسطينية.

«اللاءات الثلاث»    

منذ نهاية الخمسينيات وطوال الستينيات مرت مصر خلالها بفترة عصيبة من اضطرابات وتوترات على مستوى العلاقات الإقليمية والدولية، إلى أن خاضت إسرائيل - فى الوقت المناسب لها - حرب 1967 لتعويض ما فشلت فى تحقيقه عام 1956. وبدعوة من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر أسفر مؤتمر الخرطوم «اللاءات الثلاث» فى أغسطس 1967 عن قرارات هامة أبرزها؛ التأكيد على وحدة الصف العربى، وأن استرداد الأراضى المحتلة يقع على عاتق كل الدول العربية، وأنه «لا تفاوض ولا اعتراف ولا صلح» مع إسرائيل والتمسك بحقوق الشعب الفلسطينى، واستمرار ضخ «البترول العربى للدول العربية»، وتصفية القواعد الأجنبية فى العالم العربى. وعلى المستوى الإقليمى، دشنت مصر مع العرب سلاح المقاطعة مع إسرائيل لصالح القضية الفلسطينية، كما قدمت التأييد والدعم الكامل للمقاومة الفلسطينية؛ عسكريًا وتنظيميًا وإعلاميًا، كذلك على الجانب الأفريقى عبر مؤتمرات منظمة الوحدة الأفريقية فى 1967- 1969.

الاعتراف الأمريكى بـ «منظمة التحرير»

بعد انتصار أكتوبر 1973 ركز الرئيس الراحل محمد أنور السادات خلال مفاوضات السلام مع إسرائيل على فصل الصراع المصرى الإسرائيلى عن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى؛ ضمانًا لحماية المكاسب التى أنجزتها القاهرة حتى ذلك الوقت.. ورغم أن الرئيس الأمريكى الجديد (جيرالدفورد) حينها اشترط عدم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها ممثلاً للشعب الفلسطينى لتحريك جهود السلام؛ إلا أن جهود الرئيس السادات نجحت خلال القمة العربية بالرباط أكتوبر 1974 فى إصدار قرار يقضى اعتبار منظمة التحرير الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى. الأمر الذى أسفر عن تخلى الإدارة الأمريكية عن سياسة الخطوة المتفردة التى اتبعها هنرى كيسنجر (وزير الخارجية الأمريكى السابق) لصالح الحديث عن تفاوض من أجل بلوغ السلام الشامل، وهو ما تجلى ظهوره منذ تولى جيمى كارتر رئاسة الولايات المتحدة إلى أن قرر السادات زيارة القدس فى نوفمبر 1977.

مفاوضات السلام

عقب زيارة كارتر إلى أسوان (يناير 1978) وزيارة السادات إلى الولايات المتحدة (فبراير 1978) واجتماعه مع وزير الدفاع الإسرائيلى وايزمان فى القناطر الخيرية (مارس 1978) ومحادثات «ليدزكاسل» فى بريطانيا (يوليو 1978) من بين اجتماعات تسوية ومفاوضات أخرى بين الأطراف، خرجت مباحثات كامب ديفيد انتصارًا دبلوماسيًا للقضية الفلسطينية عبر التأكيد المصرى على عدة ثوابت أبرزها؛ تجميد إقامة المستوطنات فى غزة والضفة، وإعادة الأملاك والأراضى المصادرة إلى السلطة الفلسطينية، والتئام شمل العائلات الفلسطينية.

خطة «العشر نقاط».

«مفتاح السلام فى الشرق الأوسط هو حل تلك القضية.. وذلك بالاعتراف بحق الشعب الفلسطينى فى تقرير المصير وإنشاء كيانه الوطنى على أرضه».. عبارة شكلت ركيزة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك لإنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى على الساحتين الإقليمية والدولية خاصة بعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987- 1993) التى تلاها اعتراف الزعيم ياسر عرفات بقرارى مجلس الأمن 242 و338 بعد جهود مبارك فى إقناعه، الأمر الذى يعد تغييرًا استراتيجيًا مهمًا فى مسيرة القضية الفلسطينية يساهم فى اتخاذ موقف دولى يضمن استمرار جهود القاهرة إحلال السلام عبر طرح الرئيس مبارك لـ «خطة السلام ذات العشر نقاط» فى يونيو 1989 حققت بعدها السلطة الفلسطينية عدة مكاسب عبر مؤتمر مدريد للسلام (أكتوبر 1991) واتفاقات أوسلو 1 و2 (1993، 1995) وصولاً لكل الجهود المصرية عقب الانتفاضة الفلسطينية الثانية فى العام 2000، لعل أبرزها استضافة مدينة طابا لمفاوضات التهدئة (يناير 2001)، ومبادرة وقف العنف فى مارس 2001، واقتراح مبارك (يونيو 2002) بإعلان دولة فلسطينية مستقلة، ومبادرة تهيئة الأجواء (يونيو 2004). واستمرت مصر وفقًا لعقيدة إرساء السلام كخيار استراتيجى فى ممارسة دورها من قمة أنابوليس (2007) ومرورًا بقمة شرم الشيخ (يناير 2009).

كذلك الجهود المصرية فى إنهاء الانقسام الفلسطينى - الفلسطينى الذى وصل إلى القمة فى العام 2007 بين حركتى فتح وحماس والذى انتهى بسيطرة حماس على قطاع غزة، بينما تولت فتح حكم الضفة الغربية والسيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية. فبالإضافة إلى إدخال المساعدات وإعادة إعمار القطاع؛ طرحت مصر رؤية للحوار الشامل بين الفصائل الفلسطينية فى العام 2008 اتفقت بعدها الفصائل على مشروع وطنى ينهى الانقسام الداخلى. وفى مايو 2011 بالقاهرة؛ وقعت فتح وحماس اتفاق المصالحة، ثم اتفاق جديد بين الطرفين فى مايو 2012 ينص على بدء المشاورات لتشكيل حكومة جديدة.

تصفية القضية عبر التهجير

تصدى الرئيس عبدالفتاح السيسى لمخططات التهجير إلى سيناء التى تجلت إبان شغله منصب وزير الدفاع فى ٢٠١٢ عبر حظر تملك أو إيجار أو انتفاع أو أى إجراء من التصرفات فى الأراضى والعقارات الموجودة بالمناطق الاستراتيجية ذات الأهمية العسكرية، كما حظر تملك أراضى شبه جزيرة سيناء لغير المصريين خاصة بعد أن كشف الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى كلمة له أمام المجلس الوطنى الفلسطينى برام الله (٢٠١٨) عن رفضه عرضًا من الرئيس السابق محمد مرسى بالحصول على قطعة من سيناء لتوطين الفلسطينيين بها.

دوليًا؛ تمسك الرئيس السيسى بمحورية القضية فى الشرق الأوسط كون أن مفتاح الاستقرار الإقليمى يمكن فى حل القضية الفلسطينية؛ وهو ما أكده فى سبتمر ٢٠١٤ أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كذلك خلال زيارته للمعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية (نوفمبر ٢٠١٥)، وخلال لقائه مع رئيس المؤتمر اليهودى العالمى رونالد لاودر ونائبه موشى رونين (يناير ٢٠١٥) الذى دعاهم إلى إقناع المسئولين والرأى العام فى إسرائيل بضرورة التوصل لتسوية سلمية  مع الفلسطينيين، وكذلك خلال القمة الأفروآسيوية (أبريل ٢٠١٥)، والقمة الإسلامية الطارئة (مارس ٢٠١٥)، وخلال لقائه مع الرئيس الروسى فلاديمر بوتين (ديسمبر ٢٠١٧)، والقمة العربية بالسعودية (أبريل ٢٠١٨) إلى الوقت الحالى.

برزت جهود الرئيس السيسى فى اتفاق الشاطئ (٢٠١٨)، واتفاق المصالحة (٢٠١٤)، واجتماع بيروت (٢٠٢٠)، واجتماع الفصائل الفلسطينية بالعلمين (يوليو ٢٠٢٣)، حيث انطلقت القيادة المصرية فى تلك المناسبات المختلفة عبر مجموعة ثوابت تضمن تسوية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى. كما يتجلى الدور المصرى خلال الحرب على قطاع غزة العام ٢٠١٤ عبر مؤتمر لإعادة إعمار القطاع فى (أكتوبر ٢٠١٤)، والانتفاضة الفلسطينية الثالثة «انتفاضة السكاكين» منذ أكتوبر ٢٠١٥ حتى ٢٠١٦، والذى تصدت فيه مصر لاستخدام العنف المفرط من جانب إسرائيل ضد الفلسطينيين. كذلك خلال اشتباكات مايو ٢٠٢٠ - ٢٠٢١ «معركة سيف القدس» بحى الشيخ «جراح» والذى تركزت جهود القاهرة فيه على وقف إطلاق النار وتوفير المساعدات الإنسانية لتعويض الخسائر بتخصيص نصف مليار دولار لإعمار غزة حسب مبادرة أطلقها الرئيس السيسى، ووصولاً إلى مؤتمر شرم الشيخ (مارس ٢٠٢٣) واجتماع العقبة (فبراير ٢٠٢٣) الذى تم الاتفاق من خلالهما على تحقيق السلام الدائم والعادل وخفض التصعيد والالتزام بالاتفاقيات الدولية.

«طوفان الأقصي»

منذ اللحظة الأولى للعدوان الغاشم على قطاع غزة؛ تمسكت القيادة السياسية بإعلاء لغة العقل والحكمة وإخراج المدنيين والأطفال والنساء من دائرة الانتقام والعودة للمسار التفاوضى تجنبًا لاشتعال الحرائق مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية ورفض التهجير بما يعنى تصفية القضية الفلسطينية عبر تكثيف الرئيس السيسى الاتصالات مع السعودية وقطر والإمارات وعمان وتركيا وقبرص، كذلك جهود وزير الخارجية سامح شكرى مع رؤساء ومسئولى أوروبا بهدف احتواء التصعيد والتأكيد على إنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى بحل الدولتين مع رفض واستهجان سياسة التهجير على حساب دول الجوار والتشديد على عدم التهاون فى أمن مصر القومى، وما تبع ذلك خلال قمة القاهرة للسلام (أكتوبر ٢٠٢٣) والقمة العربية الإسلامية الاستثنائية (نوفمبر ٢٠٢٣)، كذلك القمة الثلاثية فى الأردن (يناير ٢٠٢٤)، وجهود الوساطة التى قامت بها مصر بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، وإعلان هدنة إنسانية والسعى فى هدن أخرى شاملة تتضمن إدخال المساعدات الإنسانية؛ ليصل قطاع غزة من إجمالى المساعدات ٧٠٪ منها مصرى.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة