نص البيان الذى كتبه رمسيس يونان مصاحبا للمعرض الثالث للفن الحر  ــ مايو ١٩٤٠
نص البيان الذى كتبه رمسيس يونان مصاحبا للمعرض الثالث للفن الحر ــ مايو ١٩٤٠


الفن والمجتمع

أخبار الأدب

الخميس، 27 يونيو 2024 - 01:47 م

لم يكن المجتمع- فى عصر ما- فى مثل حاجته اليوم إلى الانصات إلى الإذاعات غير المنظورة التى تخفق بها الأجواء العميقة من القلب، إلى الانصات إلى الرسالات الهامسة المنبعثة من مكامن النفس- من الأغوار البعيدة القريبة- وتلاقى الف عقبة وعقبة لتصل إلى عالم الوعى، إلى الانصات إلى الصوت الموحى الدافىء المتفجر من الينابيع الحارة الأولية، ينابيع الحياة وصوت الفن.

إننا نعيش فى عصر إما أن يكون على شفا هاوية. وإما ان يكون على أبواب عالم جديد، نحتاج معه إلى ولادة جديدة إلى الرجوع إلى الجذور والبذور، إلى الدوافع والحوافز الكامنة، إلى القوى الأصيلة، إلى اللهب المقدس الذى اغتصبه «برومثيوس» من الآلهة وأودعه فى كل قلب.

عصر مضطرب، قلق، مفجع، أفنشهد نحن النهاية الدامية، الفصل الأخير، لقصة لا مغزى لها، هى قصة تاريخ الإنسان، أم أنها البداية الدامية المريرة التى لا مفر من أن تمتحن كل وليد؟ كل شىء فى أمر هذا الوليد يعتمد على ما فى البذور من ارادة النمو. على ما فى الجذور من قوة وذخر. على ما فى اللهب المقدس من حرارة. على ما فينا من شهوة الحياة.

الجو محمل بالأكاذيب الضخمة تذيعها الأبواق فى كل ميدان وفى كل بيت
دكتاتورية السندات والأسهم تحتفل بعيدها المئوى
يقررون مصير الناس فى جلسات سرية
صلة الإنسان بالانسان عملة للتجارة
العواطف لا تصرف إلا بإذن رسمى
الشعر فى منزلة المهربات

ان صوت الفن فى المجتمع الحاضر- الفن الصادق الرسالة – لا يمكن أن يكون إلا قوة إيجابية دافعة، قوة تخترق الجدران وتفتح النوافذ، تشعل المواقد فى كل مكان وترتاد أخطر المجاهل، تمزق الأقنعة وتغير على الحدود... كل الحدود.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة