أحمد السرساوى
أحمد السرساوى


نوبة صحيان

حكاية المهندسة وردة

أخبار اليوم

الجمعة، 28 يونيو 2024 - 06:47 م

منذ أيام.. رن تليفونى المحمول ليظهر على الشاشة اسم لا أتذكره «أم وردة»؟!.

حاولت لثوان تذكُر صاحبة الاسم فلم أتذكر، فتحت الخط ليجيء صوتها العالى يزغرد بالتليفون: «مبرووك يا أستاذ أحمد.. وردة نجحت وتخرجت من هندسة الإتصالات، خُد وردة معاك آهه».

فى البداية لم أفهم أى شيئ؟! من هى وردة؟ ومن هى أمها؟! ولم يخرجنى من ذهولى سوى صوت خافت وهادئ لفتاة تسألنى: «حضرتك فاكرنى؟ لقد استقبلتنا فى مكتبك قبل 9 سنوات، وتحديدا عام 2015، كنت طفلة عمرى 12 سنة، وكانت لدى أمى مشكلة عمل ساهمت أنت فى حلها.

 كنا نسكن فى منطقة خطرة وعشوائية اسمها «تل العقارب» ويومها حضرتك قُلت لأمى إننى «رغاية» وذكية للغاية، وتنبأت لى بأننى سأصبح مدرسة أو مهندسة أو محامية.. وها أنا تخرجت وحصلت على بكالوريوس الهندسة.

لحظتها تذكرت كل شيء.. كنت أعمل حينها مستشارا إعلاميا لوزارة التضامن مع د.غادة والى، قبل اختيارها لمنصبها الدولى الحالى المرموق.. وكيلة للأمين العام للأمم المتحدة، وجاءتنى «أم وردة» مع طفلتها تطلب إدراجها ضمن المستفيدين من مشروع «تكافل وكرامة»، وهو برنامج لصرف مساعدات نقدية للأسر الأولى بالرعاية، استفاد منه فى العام الماضى أكثر من ٢٢ مليون مواطن ومواطنة، وبلغت مخصصات دعمه النقدى ما يزيد على ٣١ مليار جنيه، ومازال المشروع قائما.

وعندما حادثت الوزيرة غادة والى وقتها بشأنها وافقت على الفور، بل وخصصت لها تمويلا لمشروع صغير لكى تحولها من مجرد متلقية للدعم إلى منتجة وفقا لمبادرة «مستورة»، وقالت لى إنها توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو ما تكرر مع حالات أخرى شبيهة كثيرة، ربما نسردها لاحقا.
نعود للمهندسة وردة التى انتقلت مع أسرتها منذ سنوات من عشوائيات «تل العقارب» الخطرة، لتسكن فى مسكن جميل مفروش بشكل لائق فى مشروع «روضة السيدة 1» ضمن مشروعات كثيرة أنهت جذريا مناطق العشوائيات الخطرة فى بلادنا، ليصبح لدينا بالتأكيد ألف وردة ويزيد.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة