جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

أخطر ما تواجهه إسرائيل

جلال عارف

الجمعة، 28 يونيو 2024 - 06:56 م

بينما تدق إسرائيل طبول الحرب الجديدة والشاملة مع لبنان، وتعلن الحكومة أنها باقية على سيطرتها العسكرية فى غزة لسنوات.. يخرج رئيس الوزراء الأسبق «بينيت» ليكشف عن الموقف الصعب الذى تمر به إسرائيل، ولينضم إلى أصوات عديدة تحذر من أن إسرائيل غير جاهزة لحرب جديدة وغير قادرة على القيام بها، وأن الحل السياسى هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة قبل أن تتحول إلى كارثة!

يقول رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق «بينيت» «إننا نمر بأصعب فترة منذ نشأة الدولة. اختلاط أوراق الحرب، ومقاطعة دولية، وتضرر لقوة الردع، و١٢٠ إسرائيليا فى الأسر، وآلاف العائلات الثكلي، والشمال مهجور، ووزراء لا يهتمون إلا بأنفسهم، مع فقد السيطرة على الاقتصاد والعجز.. كل هذا صحيح، لكن هناك شىء واحد يقلق أكثر وهو الحديث حول مغادرة البلاد. هذا يجب ألا يحدث. نحن بحاجة للجميع للخروج من الحفرة»..!

لا شك أن الانزعاج هنا حقيقي.. بالنسبة لإسرائيل فإن الخطر الأكبر على وجودها هو «الهجرة العكسية» إلى خارج البلاد.. الأرقام تقول إن نصف مليون إسرائيلى يهودى تركوا إسرائيل نهائيا منذ قيام الحرب الأخيرة على غزة. والخطر يتزايد مع احتمال اشتعال الجبهة الشمالية مع حزب الله وتحول الأمر إلى حرب شاملة تكون فيها مدن إسرائيل الرئيسية فى متناول القصف.

ثم مع عامل آخر طفا على السطح مؤخرا وهو الخلاف حول تجنيد اليهود المتشددين «الحريديم» والقرار النافذ للمحكمة العليا بتطبيق قواعد التجنيد  الإجبارى عليهم كما لباقى الإسرائيليين، وعدم مد الإعفاءات الممنوحة لهم منذ قيام الكيان الصهيونى.

هذه الطائفة من المتشددين دينيا يبلغ تعدادها الآن حوالى مليون وربع المليون إسرائيلى لا يؤدون الخدمة بحجة التفرغ للعبادة ودراسة التوراة ويتلقون من الحكومة الإعانات المالية الكافية لمعيشتهم. والخطير بالنسبة للكيان الصهيونى - أن الحاخام الأكبر للطائفة هدد بالهجرة من إسرائيل إذا تم تنفيذ الحكم القضائى«!!» وهو ما يعنى أن تفقد إسرائيل ١٣٪ من عدد سكانها فى وقت يتحدث فيه الجيش عن نقص فى الجنود ويطلب زيادة مدة التجنيد والخدمة الاحتياطية. وبينما يتعامل نتنياهو مع المشكلة على أنها تهديد لحكومته إذا انسحب منها الحزب الذى يمثل «الحريديم»، فإن الخطر عند الكثيرين أكبر من ذلك فى دولة تعرف أنها رغم كل الإغراءات ليهود العالم لكى يقيموا فيها- فإن عددهم مازال- حتى الآن- أقل من عدد الفلسطينيين على أرض فلسطين التاريخية!
البحث عن تسويات مؤقتة وملفقة لقضية تجنيد «الحريديم»، لن يخفى الانقسامات الحادة فى المجتمع الإسرائيلى ولن يمنع انفجار الصراع الداخلي.

و«المناشدات» لمنع مغادرة إسرائيل لن تجدى كثيرا فى ظل هوس نتنياهو وجنون الحكومة التى لا تعد إلا بالحرب المستمرة والقتل والدمار. الهدف الحقيقى والأساسى لحرب الإبادة كان التهجير القسرى لملايين الفلسطينيين من وطنهم. فشلت إسرائيل وهى الآن تواجه الخطر الأكبر: هجرة أعداد متزايدة من مواطنيها اليهود للخارج. وبغير عودة.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة