كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الشرعية الحقيقية والصناديق المزيفة!

كرم جبر

الأحد، 30 يونيو 2024 - 11:21 م

انتصرت الشرعية الحقيقية لمصر وليس لجماعة إرهابية، ورسخت ثورة 30 يونيو شرعية الحفاظ على هوية الوطن وثقافته وأمن وسلامة المصريين، وليس السطو على بلد عظيم واختزاله فى أطماع الجماعة، وصناديق الانتخابات المزيفة.
كانت شرعيتهم معبأة بالعنف وتستهدف إنهاك المجتمع وإضعاف قوته، وإصابة المصريين باليأس والإحباط، ولا يهمهم أن يسقط الضحايا أو أن تتراكم المشاكل والأزمات وتزداد معاناة الناس، فقد كان الهدف الأسمى للجماعة الإرهابية هو الوصول بالبلاد إلى «نقطة الانفجار».
عن أى شرعية كانوا يتحدثون، وهم الذين يقتلون أبناء المصريين، ويضربون أعمدة الوطن ومكوناته الأساسية، واعتبروا الديمقراطية مثل عربة الشيطان، ويحرقونها بمن فيها بعد أن يصلوا إلى السلطة؟
لم ولن يفهموا سر الخروج العظيم فى 30 يونيو فى مشهد تاريخى لم يحدث فى أى دولة، ولم ينل شرفه أى شعب، إنها «مصر» بكل ما تحتويه، وليس استبدالها بأطماع الخلافة.
شرعية مصر رسخت الحفاظ على نسيجها الوطنى، المتمثل فى التسامح والمحبة والعيش الآمن، بين مختلف الثقافات والأجناس والبشر، فمصر تحتوى المسلم والمسيحى واليهودي، والسورى والعراقى والسودانى، والبيض والسود، وكانت نهاية الإخوان عندما عمدوا إلى الإقصاء والإبعاد، ووضعوا أنفسهم فوق الجميع.
شرعية مصر فى احترام مكوناتها الفكرية، التى تنهل من الإسلام الوعى والتبصر والتفكير، وليس الذهاب الى الغيبيات، ولم ينخدع المصريون بتخاريفهم الليلية، مثل الحمام الأبيض الذى يهبط من السماء فى الفجر ليقف على أكتاف شيوخهم فى اعتصام رابعة، وأن الوقوف بها أفضل من عرفات، أو أن وضع صور مرسى فى أكفان القتلى تخفف عنهم عذاب القبر.
لم يقتنع بذلك إلا صناع الوهم أو المخدوعون بإرادتهم، أما غالبية من احتشدوا فى مستعمرة رابعة، فكانوا يعلمون أنهم يمارسون طقوس الاحتيال باسم الإسلام، ويعيدون إنتاج عصور المجاعات الأخلاقية.
شرعية مصر فى تعظيم مشاعر المصريين للإسلام الصحيح وتعاليمه المتسامحة، التى تنبذ العنف وإزهاق الأرواح، بينما لم تقتل عصاباتهم إلا مصريين من زهرات شبابنا، نودعهم بالفخر والأحزان.
أرادوا اختزال شرعية الوطن فى مكتب الإرشاد، ورئيسهم الصورى يظهر فى الصورة كأنه يحكم وهو لا يحكم، وبرلمان يسخر أعضاؤه من السلام الوطنى، ولا يقفون تحية للعلم، وفتاوى مخترقة تستبيح الاستقلال الوطنى.
شرعية مصر فى شهدائها الأبرار الذين يقدمون أرواحهم دفاعا عن وطنهم، وليست فى جماعة تتنكر للتضحيات، وتطلق أكاذيب «قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار»، رغم أن قتلاهم إرهابيون يحترفون صناعة الموت وليس احترام الحياة.
وكان مستحيلًا أن يصدق أحد أن مصر كانت تحتضن منذ سنوات مثل هذا الوحش الشرس، لولا أن شاهدوا بأعينهم ما يحدث من إرهاب وعنف وترويع، فانتزعها الشعب قبل أن يستكملوا غرس أنيابهم وأظافرهم فى عنق الوطن.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة