عمرو الخياط
عمرو الخياط


نقطة فوق حرف ساخن

وعى ٣٠ يونيو 

عمرو الخياط

الجمعة، 28 يونيو 2024 - 06:58 م

فى ٣٠ يونيو كان خروج المصريين بالملايين خروجًا هادرًا، تلاحمت الأجساد والقلوب وملأت الهتافات الحناجر. الخروج الشعبى المذهل لجميع أطياف المجتمع اجتمع على فطرة الدولة المصرية التى فطر الله هذا الشعب عليها.

ملتمسًا عون الله أزاح الشعب المصرى تنظيمًا عصابيًا وأصلا للإرهاب لتشرق شمس ثورة الدولة على أرجاء المحروسة وتتجاوزت أصداؤها مشارق الأرض ومغاربها.

٣٠ يونيو لم تكن حدثًا عاديًا كما لم تكن غضبة شعبية عابرة ناتجة عن الضيق من الأوضاع التى كانت قائمه حينها، بل جاءت نتيجة وعى تراكمى لأمة خافت على وطنها ودينها، ثورة الإنسانية التى أشرقت أنوارها الكاشفة على محيطها العربى بعدما رفعت عن جماعات الرجعية والاتجار بالدِّين الغطاء التاريخى للنصب والتدليس باسم الدين و لم تجعل أمام المصريين سبيلاً للجوء إلا إلى قلب مصر.

هب أبناء مصر فى ثورة لم ولن تحدث فى التاريخ لتطيح بكل الخطط التى تم وضعها لتقسيم مصر وتغيير هويتها وتغييب شعبها بتاريخه ولكن بفضل الحدث الأعظم فى التاريخ الدولى للأمم بقيت مصر وذهب من خطط ورسم وساعد بالتنفيذ وهو ملئ بالحقدة على مصر وشعبها. 

هى ثورة متفردة يجوز جدًا وصفها "بثورة الإدراك المتكامل"، فمن خرج من المصريين كان مدركا بكامل إدراكه او فطرته او غريزته او بهم جميعا انه خرج فى سبيل حفظ الدولة وإنقاذ وجودها، كما أن التنظيم الإخوانى الإرهابى الذى تم إقصاؤه يدرك إدراكًا يقينيًا لخطورة هذه الثورة على كيانه ووجوده بعد ان كشفت عداءه للإنسانية ولكونه تنظيمًا خارج إطار النسيج الوطنى المصري، بعد أن قاومه المصريون بصفته نوعًا من الاحتلال المحلي.

الثورة العظيمة المتفردة فى تاريخ الأمم تنظر الآن بعين الشموخ لجنودها الذين لم تهتز ثقتهم فى وطنهم ولو للحظة واحدة، منذ البداية وهم مدركون أن هذا الوطن لايمكن ان تركع إرادته أو شخصيته أو تاريخه لتنظيم عصابى إرهابى ظن انه قادر على إتمام جريمة تسليم الدوله المصرية لتنظيم دولى لا يعرف قيمة للأوطان او الأديان، الآن تنظر الثورة لكل من ضحى وأنكر ذاته وحول الألم الى أمل فنفخ من عزم روحه فى شرارة الثورة التى سرت فى جسد الوطن.
لم تقف الثورة العظيمة التى بُنيت على قاعدة صلبة وهى إرادة الشعب المصرى عند حدود المد الثورى لها وانما انصهرت داخل الدولة المصرية لتبدأ العمل نحو الجمهورية الجديدة التى نعيشها الان، فقد فعلها شعب عظيم وانقذ بلاده من احتلال إرهابى وسعى خلف قيادته صفا واحدامتوحدا نحو البناء والعمل وإلا ما كنا قد وصلنا الى ما وصلنا اليه الآن، مشروعات عملاقة فى شتى المجالات، حياة كريمة لشعب يستحق هذه الحياة، شباب يتمكن من القيادة فى المواقع المختلفة، عشوائيات قبيحة شوهت صورة مصر انتهت للأبد، مدن جديدة تنافس اعتى المدن المتقدمة، كل ما سبق تحقق فى سنوات تعد على أصابع اليد الواحدة فى الوقت الذى يستغرق فيه مشروع قومى واحد عشرات السنين، ولكن التلاحم وقوتنا الذاتية التى تفجرت فى ٣٠ يونيو وقيادة سياسية تسابق الزمن وتعمل برؤية ثاقبة وأنظارها نحو المستقبل كان السر الحقيقى لما وصلنا اليه الآن، الآن مصر تستكمل التحرير من الاحتلال الإرهابى بالتعمير فى كل بقاع المحروسة.

بعد مرور هذه السنوات على ٣٠ يونيو نستطيع ان نقول ان هذه الثورة العظيمة هى تجسيد عملى لثورة الدولة التى واجهت خطرًا داهما على وجودها فاستدعت كامل أدواتها واستطاعت ان تدمج صلابة المؤسسات مع زخم الإدارة الشعبيه فى لحظة توحد نادره للفطره والإدراك والغريزة الوطنية.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة