أحمد الخطيب
أحمد الخطيب


أحمد الخطيب يكتب: وسام البطولة في ثورة 30 يونيو

أخبار اليوم

الجمعة، 28 يونيو 2024 - 08:06 م

المتأمل لسير الأحداث وصناعتها في الشرق الأوسط منذ عام ٢٠٠١ الذى شهد أحداث سبتمر الأمريكية حتى الثلاثين من يونيو عام ٢٠١٣ يُدرك على الفور دور القوات المسلحة في النجاح كمؤسسة في العبور بدولة بحجم مصر الى شط الأمان من آتون «فوضى خلاقة» أُريد للمنطقة أن تعتريها كرد فعل خُطط له بعد الحادث الذي هز العالم آنذاك.

ذلك أن الحادث فتح شهية مراكز الدراسات في الولايات المتحدة، التى عبّدت الطريق لصُنّاع القرار السياسي فى أمريكا للسير قُدما وبخطي تنفيذية ثابتة نحو تقسيم دول المنطقة العربية إلى دويلات صغيره وإعادة فك وتركيب المؤسسات الصلبة التى قد تحول دون إتمام تلك المهمة.

انتهج صانع القرار الأمريكي منهجين لتحقيق ذلك، المنهج الأول هو التقسيم بالقوة الجبرية وهو ما حدث بالفعل مع العراق عندما غزت القوات الأمريكية بغداد وأسقطت نظام حكم الرئيس صدام حسين لكن بتكلفة اقتصادية وسياسية وبشرية قاسية جدًا.

المنهج الثانى -وهو بيت القصيد- إسقاط الأنظمة من الداخل عبر إثارة القلاقل وتثوير الشعوب وإشعال الاضطرابات وشد الأطراف وبث الفتن الدينية والطائفية.

عندما غزت القوات الأمريكية العراق كان أول قرار اتخذه الحاكم الأمريكي بول برايمر للعراق هو حل الجيش العراقى، الأمر الذي يكشف عن رؤية وفلسفة صانع القرار الأمريكي نحو مؤسسة الجيش فى المنطقة العربية.

دارت رحى المنهج الثانى الأكثر خطورة وإيلاما بعد عملية غزو العراق. وبالفعل دارت رياح الفتن الاضطرابات فى الدول العربية تحت شعارات: التغيير والإصلاح من الداخل حتي اندلعت الثورات العربية منذ عام ٢٠١١ وسقطت أنظمة حكم بفعل الفوضي واشتعل الاقتتال الأهلى وتمت عمليات تفكيك القوات المسلحة لبعض الدول.

كانت الدولة المصرية فى قلب هذه المعادلة الآثمة وجرى عليها ما جرى من تنشيط الجبهة الداخلية للاقتتال والتثوير والاضطراب حتى أُسقط بالفعل نظام الحكم فيها فى ٢٥ يناير عام ٢٠١١ عبر خطة المنهج الأمريكى الثانى الذى صار نحو تحقيق أهدافه بدقة متناهية.

فى وسط تلك العواصف الشديدة التى كادت تُقلع الدولة المصرية وقفت مؤسسة القوات المسلحة موقفًا تاريخيًا فى الحفاظ على دولته. تذكرت تاريخها المقدس الذى يمتد لآلاف السنين فى الحفاظ على الأرض والعرض.
وقفت حائلا وسدا منيعا أمام مخطط هدم الدولة وقض مضاجع شعبها الآمن الذى يعيش منذ خلق الله الأرض ومن عليها فى أمن وأمان سجّلته الكتب السماوية المُقدسة.
فى الثلاثين من يونيو أراد الشعب المصري الحفاظ على وحدته وأرضه وقراره واختيار مَن يحكمه. حمت القوات المسلحة ذلك الاختيار ووقفت بجانبه وخرجت تؤمن كل مصرى نحو حرية اختياره.
كان على رأس الجيش المصرى فى كل تلك المخططات رجلان من خيرة الرجال وفرز الطين المصرى المقدس هما المشير محمد سيد طنطاوى والمشير عبدالفتاح السيسى. كلاهما وقفا وقفة رجل واحد. الأول حافظ على المؤسسة وقت الاعصار في ٢٠١١ وما تلاها، والثاني حافظ على بلاده وحرية اختيار شعبه في ٢٠١٣.
فى عام ١٩٦٧ حمل الشعب المصرى قواته المسلحة حتى انتصرت فى عام ١٩٧٣.
فى عام ٢٠١١ حملت القوات المسلحة الشعب المصرى حتي استعاد حريته فى ٢٠١٣.
لقد كان للقوات المسلحة المصرية دور تاريخى فى ثورة ٣٠ يونيو يمتد أثره من لحظة الحفاظ على الدولة والشعب حتى لحظة اعادة البنية التحتية وتثبيت اركان الدولة ومؤسساتها.
لذلك كله وكثير غيره تستحق المؤسسة العسكرية وسام البطولة فى ثورة ٣٠ يونيو المجيدة، ويستحق أبناؤها المنتشرون فى باقى المؤسسات الصلبة أوسمة التقدير والعرفان لأنهم يقفون وإلى الآن على الثغور.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة