الكاتب الصحفي عمرو جلال
الكاتب الصحفي عمرو جلال


الجيش الألماني و«عودة الندل»

عمرو جلال

السبت، 29 يونيو 2024 - 07:33 م

"بلادنا ستكون مستعدة للحرب بحلول عام 2029 وأطالب بتحسين القدرة الدفاعية للجيش وبإصلاح نظام التجنيد الإجباري"... هكذا تحدث وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أمام مجلس نوابه...

البعض فهم خاطئا أن ألمانيا تتوقع بعد 5 سنوات اندلاع حرب كبرى مع روسيا...الحقيقة أن تلك هي المدة التى يحتاجها الجيش الألماني للنهوض من كبوته الكبرى!!...فمن جيش قوامه 18 مليون مقاتل إلى قوات دفاع لا يتعدى عدد أفرادها 200 ألف تخضع لسيطرة القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي "ناتو" والذي دائمًا ما يكون قائدا عسكريا أمريكياً ...حتى هذه القوات الألمانية المحدودة تعاني نقصاً في الذخيرة والعتاد وانخفاضاً في مستوى التدريب والتمويل لدرجة أنها حازت على لقب "جيش بلا أحذية "...

الصحف الألمانية نقلت عن قادة عسكريين ألمان قولهم "الطائرات لدينا لا تطير والدبابات لا تسير والمدافع لا تطلق النار والجنود لا تجد أحذيتها"... لكن ماذا حدث لجيش الماكينات الألمانية الذى كاد أن يحتل أكثر من نصف العالم؟!.... بعد الحرب العالمية الثانية حل الحلفاء ما تبقى من الجيش الألماني وانقسمت ألمانيا الى شطرين ثم توحدت عام 1990 بعدها قلصت برلين ميزانيتها الدفاعية وأصبحت تعول لحماية أمنها وسمائها على قوات (ناتو) كتحالف دفاعي قوي بقيادة الولايات المتحدة...ألمانيا ظلت لسنوات عديدة تعمل بمنطق لماذا نحتاج لأنفاق عسكري كبير طالما يمكن الاعتماد على القدرات العسكرية الكبرى للولايات المتحدة وقيادتها للحلف الذي تساهم في ميزانيته بنحو 70%....

واشنطن تنبهت للأمر عام 2016 وقام الرئيس الأميركي الأسبق أوباما بالسخرية من الاستغلال الألماني للقوة الأميركية ووجه اللوم إلى المستشارة الألمانية وقتها أنجيلا ميركل وضاعف بعده ترامب هذه السخرية قائلاً جملته الشهيرة: "أنجيلا يجب أن تدفع"...وفي فبراير الماضي هدد ترمب في حوار مع شبكة "سي أن أن" قائلاً "سأشجع روسيا على أن تفعل "ما تريده بحق الجحيم" لأي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) لا تدفع ما يكفي"...

اقرا ايضا: مركبات القتال المدرعة التابعة للجيش الألماني تحصل على مولدات جديدة

وفي المناظرة الانتخابية بين بايدن وترمب بالأمس أثار الأخير الأمر مجدداً ...معظم التصريحات تؤكد أن بايدن خيب أمال حزبه بظهوره المتلعثم والضعيف...المؤشرات ترجح بقوة عودة ترامب للحكم مرة أخرى..."عودة الندل" ستجعل ألمانيا مضطرة لإرتداء أحذيتها والتوجه نحو تشكيل قوة عسكرية قادرة على الدفاع خاصة وأنها لا تمتلك أسلحة نووية بل عينات أمريكية تستخدمها بأذن من البيت الأبيض!!... أوروبا كذلك مضطرة لزيادة نفقاتها الدفاعية وإنتاجها العسكري وشراء الأسلحة لمواجهة أي هجوم روسي محتمل خاصة وأن ترامب سيغلق أنبوب المساعدات عن كييف... قبل ساعات من المناظرة بين بايدن وترمب خرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي لطمأنة المخاوف والقلق الأوروبي قائلاً "أتوقع أن تظل الولايات المتحدة حليفاً قوياً في الحلف بغض النظر عن نتيجة الانتخابات "...

أيضا هذا الصيف الساخن جداً يشهد احتمال تشكيل حكومة من اليمين المتطرف في فرنسا مما يثير القلق نفسه في أوساط قادة حلف "ناتو"...القوات الروسية تتقدم ميدانياً و أوروبا تعيد بناء وتسليح جيوشها لحماية نفسها...الولايات المتحدة لم تعد القطب الأوحد المهيمن على العالم...الدب الروسي استيقظ من سباته وسبقته في الصدارة الباندا الصينية وبات العالم اليوم متعدد الأقطاب ومتعدد التكتلات… "البريكس بلس" في مواجهة الاتحاد الأوروبي ومنظمة "شنغهاي" في مواجهة حلف "ناتو" … كوكب الأرض مقبل على متغيرات دولية وإقليمية...تتوقع بعض الدراسات العسكرية أنها لن تشمل حروبا تقليدية بل نزاعات واستهداف للمصالح الاقتصادية والأهداف الحيوية وستكون ساحتها المفضلة هي أفريقيا والشرق الأوسط .

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة