دينا توفيق
يقولون ما لا يفعلون
الثلاثاء، 12 أبريل 2022 - 10:45 ص
من أجل أن تكون كلمتك مسموعة ومؤثرة.. يحترمها من حولك ويقدرها، عليك أن تكون قدوة فيما تقول وتفعل؛ إن عاهدت وفّيت، وإن تحدثت صدقت، وإن توليت أمرًا عليك إتقانه.. دع أفعالك يعلو صوتها وتدوى حولك، يتعلم منها الآخرون.. لا تظهر عكس ما تبطن، ولا تتقلد منصبا وأنت لست قادرا عليه حتى لا تُقاد، لا تتحدث عن شيء وأنت تجهله، ولا تنادِ بقيم لا تملكها، حتى لا تهتز صورتك وتُمحى شخصيتك وتصدم من وثق بك وتصير شيئًا لم يكن..
هكذا هو حال الأمم المتحدة واحتفالاتها التى تنادى بالقيم الإنسانية وإنقاذ البشرية؛ الديمقراطية والحرية والسلام، الطفل والتأهب للأوبئة، ولا أحد يلتفت لها.. لم يكن صوتها مسموعا يومًا، كلماتها تحولت إلى شعارات، وتصريحاتها لا تسمن ولا تغنى من جوع.. تذكر بما لا تملك؛ فى الخامس من هذا الشهر كان اليوم الدولى للضمير.. الضمير الذى غفا وقت غزو الولايات المتحدة وبريطانيا للعراق، ولا يزال فى سُبات مع ما تشهده فلسطين من الجرائم الإسرائيلية واليمن الذى يئن ويتضور جوعًا.. الأمم المتحدة تدعو لتعزيز التسامح والتضامن واحترام حقوق الإنسان.. الإنسان الذى لم تنجح على مدار تاريخها فى تحقيق سلام واستقرار وأمن له؛ انتابه القلق والخوف من أوضاع اقتصادية متردية وغياب العدالة الاجتماعية؛ التى وعدت بها.. أصبح لاجئا إن ظل على قيد الحياة لعدم قدرتها على إخماد نيران الحروب منذ تأسيسها عام 1945.. غير فعّالة وغير حاسمة فى التعامل مع قضايا الأمن العالمى.. فشلت وكالتها المعنية بالصحة العالمية وقت تفشى كورونا، تخبط تصريحاتها وتأرجح قراراتها، دفعت البشرية الثمن.. الأمم المتحدة وعدت ولم تفِ، تقول ولا تفعل وجودها شرفى وقراراتها لا يعوّل عليها.
Email: [email protected]
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة