سليمان قناوى
سليمان قناوى


أفكار متقاطعة

«حجاب» جلب الأصوات

سليمان قناوي

الأحد، 22 سبتمبر 2019 - 08:50 م

رأينا العجب فى الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة. حزب شاس الدينى وزع أحجبة وتمائم فى مراكز الاقتراع لجلب الأصوات، وشباب التيارات الدينية المتطرفة زاروا أضرحة أحبار اليهود ليتوسلوا اليهم خوفا من تراجع التصويت لصالح مرشحيهم. ولا نستبعد ظهور إعلانات فى التليفزيون الإسرائيلى عن العرافة الروحانية «أم جولدا» الخبيرة فى فك عكوسات تشكيل الحكومات الائتلافية (الانتخابات الأخيرة لم تمكن أى حزب سواء الليكود (31 مقعدا) أو كاحول لافان (33 مقعدا) من تحقيق أغلبية تمكن أيا منهما من تشكيل الحكومة. الكنيست (120 مقعدا) بالمناسبة «كاحول» بلغتنا العامية تعنى «موكوس» وبالعبرية تعنى أزرق ومنيل على عيون حزب عدوه بنيامين نتنياهو، فقد رفض بينى جانتس رئيس حزب «كاحول لافان» (أزرق أبيض) تشكيل إئتلاف مع حزب الليكود بزعامة نتنياهو على أن يتناوب الاثنان رئاسة الحكومة. نعود لأم جولدا العرافة القادرة على جلب الناخب المقاطع وربطه بمقر الاقتراع وعمل حجاب التفريق بين المنافسين. وفك (عمل) حزب العمل المدفون فى جحر فار يتيم فى خرابة بتل أبيب. وهكذا تعيش إسرائيل فى عالم الخرافات والسحر والشعوذة فى الوقت الذى يحاول أن يصدر لنا نتنياهو عنها صورة الدولة العصرية. إلا أن الانتخابات الأخيرة كشفت هذه الأكذوبة كما كشفت أكذوبة أخرى عن إسرائيل التى يزعمون أنها واحة الديمقراطية وسط غابة من الديكتاتوريات، فشراء الأصوات عندهم كان يمضى على قدم وساق وعرض أنصار حزب «إسرائيل بيتنا» 500 شيكل (حوالى 2300 جنيه مصرى) لكل من يصوت لحزب الموتور ليبرمان الذى أصبح بفضل تهوره حزب «إسرائيل خربت بيتها». واحة الديمقراطية المزعومة يشيع فيها خطاب الكراهية والعنصرية فقد عاقب الفيس بوك نتنياهو الأسبوع الماضى، بعدما نشرت صفحته ما يعد انتهاكا لسياسة الموقع بدعوة اليهود لمنع ظهور حكومة إسرائيلية تضم عربا «يريدون تدميرنا جميعا». وفرض «فيسبوك» حظرا على صفحة نتنياهو ليوم كامل، وحاول الأخير التنصل من الأمر، فادعى أن ما حدث يرجع لخطأ أدمن الصفحة. كما انتهك نتنياهو الصمت الانتخابى مرتين بالإدلاء بحديثين لإذاعتين يمينيتين. وبعد ده كله يقول لك تعال إلى واحة الديمقراطية. سلم لى على الدولة «الديمقراطية».

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة