أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

إعمل «نوش»

أحمد عباس

الخميس، 02 يناير 2020 - 05:23 م

صحيح الكلمة صحيحة.. «نَوَّش»، وكذلك تنطق، بفتح النون، وتشديد الواو مع فتحها، ومد الشين، فتقال  «نَوَّشششش»، أما المعنى فلا تبحث عنه فى معجم، ولا تنتظر له تفسيراً من خبير، لانها ببساطة من ابتكار جيلها، مثل كلمات كثيرة تم استحداثها، فكذلك اللغة تتطور بين الأجيال، لكن عشان ماتتعبش نفسك، الـ «نَوَّشششش»، هو التغيير، أو إحداث حركة، أو «الشوشرة» من باب إثبات الوجود ولفت الإنتباه، أو «الدوشة»، وكل  «نَوَّش»، له غرض، والأغراض مختلفة، المهم أن تحدث حولك هالة من الجدل، يتردد فيها إسمك دائمًا.. وانك تعمل  «نَوَّشششش»..
أما هذه البالونة العملاقة التى استيقظنا على صوتها وهى تكاد تتفجر، وتُفجر العالم حولها، فكانت كذبة عزل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بعد أن أحاله مجلس النواب الأمريكى رسميا إلى المحاكمة أمام مجلس الشيوخ باعتباره الجهة الوحيدة المخول لها محاكمة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، على أن يترأس جلسات المحاكمة رئيس القضاة، ولا تتم إدانته إلا بموافقة ثلثى الأعضاء الحاضرين فى مجلس الشيوخ، يعنى أن مسألة عزل ترامب تتطلب موافقة 67 عضوا فى مجلس الشيوخ، وهذا مستحيل فى ظل سيطرة الحزب الجمهوري، الذى ينتمى إليه ترامب، على 53 مقعدا فى المجلس من أصل 100 مقعد.. وهذا أيضًا نوع آخر من الـ»نَوَّشششش» تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية حول نفسها، لتبقى سيرتها على كل لسان.
وعلى ذكر الـ»نَوَّشششش».. فان أخباراً تم تداولها الفترة الماضية، أحدثت  «نَوَّشا»، من نوع ما، فمثلًا.. مقاضاة مشغل المحمول الثانى «فودافون» من قبل كاتب فيلم أولاد رزق، بإدعاء أن الشركة انتهكت حقوق الملكية الفكرية له لانتاج إعلان ترويجى لها، مستخدمة شخصيات الفيلم، ليس إلا حالة من الـ «نَوَّش»، من إبتكار صاحبها لغرض مادى ربما، أو إمعانا فى جذب الإنتباه، لان حقوق الملكية الفكرية للفيلم محفوظة قانونًا بالإتفاق مع الشركة المنتجة للفيلم «رو» المملوكة لطارق العريان.. المهم أنك تعمل  «نَوَّشششش».
وأما عزم محرك البحث فى الخرائط الأشهر «جوجل ماب»، فاضطر لإصدار بيان رسمى ينفى خلاله مزاعم استخدام صوت وطريقة، ولهجة، ممثلة مصرية فرضتها علينا حالة تراجع فنية مؤسفة، وذلك بعد أن تبادل مستخدمو «فيسبوك» الفكرة، وخلقوا لها سيناريوهات بالصوت والصورة، والحقيقة أن الإبداع الوحيد كان فى أفكار من روج للكذبة، أم من إختلقها فلم يرد منها شيء إلا أن.. يعمل «نَوَّشششش».
صدفة ربما كانت لن تحدث، جمعتنى بـ«هُّوَ» ذلك الفيلم القصير، ومدته عشر دقائق كاملة، لن تشعر بمرورها، من إبداع ثمانى طالبات لمشروع تخرجهن من كلية الآداب قسم الإعلام، شعبة الإذاعة والتليفزيون فى عام 2017، عرضن خلاله فكرة تسامح الأديان، وإتفاقها لا إختلافها حول الإله، فصورن فى المعبد اليهودى، ومع الأب بطرس دانيال، ومع وكيل وزارة أوقاف سابق صاحب صوت عذب وطريقة لينة، والحقيقة أن الفيلم رغم قصره بديع، من حيث تركيب الصوت، والترانيم، والإبتهالات، والإخراج، حتى فى كتابة التعليق الصوتى المصاحب، وطريقة سريان الكاميرا والتصوير. وانا إن جاز لى هنا التذكير، فأنا أذكر بأن لشباب الجامعات فنونا مبهرة، إذا أوكلنا لهم الأمور سنرى نهضة فى ماسبيرو، وفى ميادين القاهرة، وفى العلوم، والآداب، والفنون.. وذلك أيضًا من أصول وجمال الـ «نَوَّشششش».
وأما هذا المقال فليس إلا محاولة لإحداث حالة من الـ «نَوَّشششش»!

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة