حسام محمود فهمى
حسام محمود فهمى


شجون جامعية

مفاتيح الحكمة

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 30 يناير 2020 - 07:16 م

ا. د. حسام محمود فهمى

‫قال تعالى فى سورةِ البقرة:
«‬يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا‫».
الحكمةُ هى إتقانُ العِلمِ والعملِ، هى الصوابُ فى القولِ والفعلِ.
من الحكمةِ عدمُ التدخلِ عن غيرِ علمٍ، وتجنبُ الكلامِ عن جهلِ، ومنها التزامُ الحدودِ فى التعاملاتِ وتقديرُ ذكاءِ الآخرين. ‬
‫من أفاتِ الحياةِ عمومًا والعملِ خصوصًا، التعاملاتُ مع أدعياءِ الحكمةِ الذين يتصورون أن بيدِهم مفاتيحَها، منحوها لأنفسِهم، بوضعِ اليدِ دون أن يؤتوها.
ما أشقى مؤسسةٍ أكاديميةٍ فيها من يتخيلون أن الحكمةَ تأتيهم مع شغلِ كرسى مسؤوليةٍ، فينسون أنفسَهم ويتصادمون مع من يفوقونهم علمًا وخبرةً، يتدخلون بلا خجلٍ فيما لا يعون وكأن اِفتعالاتِهم وخزعبلاتِهم هى منتهى الحكمةِ؛ ما من خاسرٍ إلا العملَ. ‬
‫المؤسساتُ الأكاديميةُ لا تحتملُ أدعياءَ حكمةٍ ممن يُصورون أنهم فكرًا جديدًا، ممن يتشعبطون فى ٢٥ يناير فإذا هم على كراسى مسؤولية.
سهوةُ زمن أو خطيةُ بشرٍ تمهدُ لهم طريقًا ليس لهم. تمكينُ أدعياءِ حكمةٍ لحساباتٍ ليست من صالحِ العملِ، حساباتٌ تعلوها مظهريةُ شغلِ الكرسى ما من ورائه إلا اِخفاقاتٍ. ‬
‫فى الحياةِ اليوميةِ، يكونُ تجاهلُ أدعياءِ الحكمةِ أصَحَ السبلِ.
لكن ما ذنبُ العمل وكرسى المسؤوليةِ كى يُضارا بهم؟ يسيئون لأنفسِهم شأنُهم؛ فعلًا يصدُقُ فيهم.
«‬وَمِن نَكَدِ الدُنيا عَلى الحُرِّ... أَن يلقى دَعِيًا ما مِن رؤاهِ بُدُّ».
مفاتيحُ الحكمةِ ليست للكلِ، يا لتعاسةِ مؤسسةٍ فيها من أدعياءِ الحكمةِ،،
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،
< أستاذ هندسة الحاسبات
 بجامعة عين شمس


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة