سليمان قناوي
سليمان قناوي


أفكار متقاطعة

صفقة الغريقين

سليمان قناوي

الأحد، 02 فبراير 2020 - 06:53 م

رئيس مهدد بالعزل «إتلم» على رئيس وزراء فشل فى جولتين انتخابيتين والتالتة تابتة ومهدد بدخول السجن بتهمة الرشوة، أرادا الخروج من أزماتهما الداخلية، فقرر الأول (دونالد ترامب) والثانى (بنيامين نتناياهو) إعلان صفقة يعلمان مقدما أنها ولدت ميتة لكنهما كانا يخاطبان ـعبر الصفقةـ الناخبين الأمريكى والإسرائيلى فى محاولة لتحسين فرصهما الانتخابية فترامب يتمنى إعادة انتخابه فى نوفمبر القادم ونتناياهو يسعى للحصول على مقاعد فى جولة مارس القادمة تمكنه من تشكيل ولو حتى حكومة ائتلافية. الصفقة ولدت ميتة مبدئيا لحضور ممثلى ثلاث دول عربية فقط مما يعنى أن ما يقرب من 90% من الدول العربية ترفض ضمنيا الصفقة، فضلا عن رفض 54 دولة إسلامية من إجمالى 57 دولة هى عدد أعضاء منظمة التعاون الإسلامى. ترفض هى الأخرى «بصقة» القرن. الصفقة تحول 86 قرارا لمجلس الأمن و125 قرارا للجمعية العامة صدروا لصالح القضية الفلسطينية إلى ورق تواليت، ساكبين مياه غليظة على كل قرارات الشرعية الدولية، فالضفة الغربية أراض محتلة والمستوطنات الإسرائيلية غير شرعية، إلا أن الصفقة تضم غور الأردن إلى إسرائيل وتؤكد أنه لن يقتلع مستوطن واحد من مستوطنته وذرا للرماد فى العيون أشار ترامب أيضا إلى أن ذلك لن يحدث مع الفلسطينيين فى الوقت الذى تهدم فيه يوميا بيوتهم فى الضفة على رءوس أصحابها وتجرف زراعاتهم وأشجار زيتونهم. يريد المفاوض اليهودى اللئيم يدعمه تيار اليمين الإنجيلى الأمريكى الذى يمثله ترامب جر المفاوض الفلسطينى لمائدة مفاوضات قبل أن يجلس إليها عليه أن ينسى أن تكون القدس عاصمة لدولته، وأوصال هذه الدولة ممزقة يربطها جسور وأنفاق وتفصلها جدران عازلة. وإذا كان الفلسطينيون قد وافقوا من قبل فى أوسلو على التفاوض فقط على 22% من أرض فلسطين التاريخية (الضفة الغربية وقطاع غزة)، إلا أن الصفقة اليوم تجبرهم على التفاوض بعد اقتطاع 40% من أراضى الضفة!! أى تجزئة المجزء وتفتيت المفتت وتقسيم المقسم وتشظية المتشظى. أرى أن الحل اليوم هو إعلان الفلسطينيين العصيان المدنى ضد إسرائيل من خلال عدم التعامل معها (كما فعل الأمريكى من أصل فلسطينى مبارك عواض فى الثمانينات ولنجاح حملته قامت إسرائيل بترحيله) وتوحيد الصف الفلسطينى بالمصالحة بين فتح وحماس وتجميد اتفاقات أوسلو ووقف التعاون الأمنى مع العدو. أما الصفقة، فبلوها واشربوا مايتها.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة