أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

«يجيلك ويحط عليك»

أحمد عباس

الخميس، 05 مارس 2020 - 06:37 م

طيب.. بعد صباح الخير، وفى يوم إجازة كده، والجو مش باين له برد من حر، لا ساقع ولا سخن، تراب واللا مطر، يعنى حاجة كده مش مفهومة زى كل حاجة حوالينا، والظاهر إننا كمان ما بقيناش نتعب نفسنا عشان نفهم، ولا نتعب نفسنا أصلا، يبدو أنه لا شيء يهم، وأنا هنا لا أحاول أن أفهم ما يجري، كان غيرى أشطر، يعنى اللى فهموا أخدو ايه غير وجع الراس، واخدينها من قصيرها ومريحين دماغنا، نحن أصحاب العقول المستريحة، فلا ندخل فى أحاديث ما لم يكن لها ضرورة، وبما أن معظم اللى شاغلين نفسنا بيه مش ضروري، فلا علينا إلا أن نأخذها من قصيره ونسكت، إلا أنه ورغم كل هذه المحاولات لتجنب العبث، هناك على الناحية الأخرى من يدفعك لها دفعا، فيشركك بغير إرادتك ذلك إذا كنت سيئ الحظ، أما اذا كنت محظوظا فستصادف حوارا يخرجك عن صمتك، يعنى مثلا..
بيقولك مفيش كورونا فى مصر!. طيب دى حاجة تزعل؟، لا ماتزعلش بس اشمعنى؟، أكيد فيه ومخبيين علينا، هما مين؟، الحكومة، طيب هاتخبى علينا ليه حتى ده مش من مصلحتها؟، انت شوفت فيلم النوم فى العسل؟، أيوه طبعا رحته سنيما كمان فى سنيما روكسي، أنا مالى ومال ذكرياتك المهم انك فاكر الحكومة كانت بتعمل ايه، فاكر بس الحقيقة الحكومة ماعملتش كده ده وحيد حامد ده كان فيلم، فيلم واللا حقيقة ماتفرقش المهم أنه حصل!!
وبعدين ما تيجى نتكلم بصراحة.. انت عايز تقنعنى ان الفيروس قتل كل الناس دى فى العالم واحنا مثلا صعبنا عليه أكيد لأ، طبعا لأ لكن يا سيدى اعتبرنا محظوظين أو ربنا ساترها معانا ويمكن نكون واخدين احتياطاتنا، هما مين اللى واخدين احتياطتهم يا بيه، الحكومة، تانى هايقولك حكومة بقولك ياما خبوا علينا قبل كده من أيام الأستاذ وحيد حامد بتاعك ده انت نسيت اللى حصل فى سنيما روكسى واللا اييييه!!
طب يا أخى والله العظيم ماعندناش كورورنا، هاتجيلنا؟، آه طبعا وارد جدا، يعنى جاية؟، هاتيجي، طب امتى؟.. الله أعلم وقت ماتحب، وهاتحب امتى؟، انت قلقان عليها؟، لا منها، طب ادخل نام انت دلوقتى وأول لما توصل هاصحيك، انت بتهزر واحنا فى عز الجد يا عم طمنى هاتيجى امتى، أول لما تشوف سحنتك دى أكيد هاتيجي، يا جدع بيقولك انتشرت فى العالم كله، يعنى هى مصر بره العالم؟، لأ طبعا جواه، طب طمنى هى فعلا جاية؟!
طب قولى كده آخر مرة غسلت ايدك امتى؟، من شوية، شوية اد ايه يعني؟، ايه يا عم هو تحقيق واللا بتخيل عليك تعليمات كتاب القراءة وبتسمعها قال يعنى ده اللى هايمنعها تيجي، طب بالنسبة للبوس بطلته؟، تانى هايقولك بطل البوس لو عايز منى كلمتين فيهم الخلاصة الحكومة هى اللى عايزانا نبطل البوس بيخسرونا بعض يا عم، طب وايه مصلحتها؟، لما نخسر بعض نقلل قعدة القهوة فالكلام يقل ومانعملش دوشة الحكومة مش عايزة وجع دماغ عمنا وحيد حامد كان بيحاول يوعينا من زمان ياريتنا سمعنا كلامه!!
وبينما كان يُغير صبى القهوجى حجر الشيشة السابع فى يده، والدخان يخنق حنجرته، وبدا لو أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، سألنى للمرة الأخيرة ثم اعتدل.. ها ماقولتليش هاتيجى امتى بقى، وللمرة الأخيرة بينما كنت امسح رذاذ كُحته المقرفة أجبته.. إلهى يجيلك ويحط عليك.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة