أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

إلحق «الترند»

أحمد عباس

الخميس، 16 يوليه 2020 - 05:53 م

طيب.. لنهدأ قليلا جميعنا، بعض القضايا الكبرى، تحتاج لتماسك لا تنازع، وتقريب لا تقاتل، وعقل لا عقائد، ذلك اذا كانت تصيب فطرة علاقتنا الانسانية بين الرجل والأنثى.
نحن أولا مصابون فى ضمائرنا بأوبئة مجتمعية مريعة، تكونت فى عصور طويلة، نتيجتها تربية غير عادلة فى كل الظروف، واحباطات متعددة، ومفاجآت مدوية، وحروب غريبة، وثورات، ومرتزقة، ورجال قالوا أنهم رجال دين، وأعاصير، وأوبئة فتاكة، وزلازل، ولم يعد باقيا الا بركان مُشتعل، يارب ارزقنى أشوفه قبل أن أموت!
كلانا أصيب فى مقتل رجال ونساء، فظهر هذا القدر الهائل من الجهل، والغباء، والتجاهل، والتسطيح، والتنمر، والتمرد، والتعالى، والتزلف، والجبن، والبخل، والشذوذ، وكل فروع اللاشيء.
وأنا والله أشعر بخزى، مع كل فضيحة تحرش تطفو، صغيرة أو كبيرة، وخلال الموجة الفائتة، توقفت أيضًا أمام بوست للمذيعة المتزنة، زهرة رامى، كتبت فيه على صفحتها: « فى ستات متحرشات وملحات جدا بس هنقول للرجالة عيب تفضح ست مش رجولة»، وأنا أؤمن، وأثمن رأيها، وأدعمه بقوة، فهى تتحدث عن حقيقة واقعة، أعرفها جيدا، وأحسدها على جرأتها فى وقت ارتفعت فيه نسبة «الفيمينزيم» فى المجتمع كله، أكتر من المحتمل، والرجال أصبحوا «فيمنست» أكثر من النساء من باب التظبيط ع الهادي.
المهم أن النتيجة هى رجال متحرشين، ونساء يُتحرش بهن، بعنف وترصد. ونساء متنمرات، ورجال موصومون بالتحرش وعدم النخوة كذبًا.. الحكاية اتعقدت حبتين أكتر، مش كده!
نحن اعتمدنا على ذاتنا بكل معنى الكلمة، فى فترة كان الجميع عليه فقط أن ينجو بذاته، ولا أحد لديه ما يمنحه لأحد. فمنا من أخطأ، وآخرون أصابوا، ومنهم أيضُا من حالفهم الحظ، وكلنا ضحايا حالة سكوت طويلة!
احنا انشغلنا، وما أخدناش بالنا، وماصدقناش، وماتوقعناش، وماتكلمناش بجد ولا مرة فى المواضيع الكبيرة دى، إيه بقى بترجعوا تتفاجأوا ليه!.
فيه ايه يا جماعة، طب ماحنا عارفين، فين الجديد، ناويين تحلوها، واللا هانفضل كل ما ربنا يأذن كده، نفتكر الحكاية، أو تطلع حكاية جديدة ونصرخ شوية، هاتعملوا حاجة واللا مش ناويين يعني!!
والآن صارت خياراتنا محدودة جدا، فاما أننا قررنا علاجها باخلاص، والحديث عنها بجدية لا بتراشق، ونكون قد فعلنا شيء واحد حقيقى، أو أننا سنبقى على حالة زعيق كداب، ونعرة استعلاء، وصياحات هابلة لا تتجاوز ركوب «الترند».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة