أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

يا دكتور معيط

أحمد عباس

الخميس، 08 أكتوبر 2020 - 06:27 م

تعرف يا دكتور معيط؟..
هى أداة إلكترونية، طويلة، تُشبه مِبسم السيجارة العاج أو الحجر فى قديم الزمان، لها ضوء خافت فى المنتصف، يضوى لما تتم شحنها، أو ينتهى، مع اهتزازات بسيطة تُرسلها، وهذا الجهاز يا دكتور يُشترى لمرة واحدة، ولا يباع فى مصر، ويأتى به العائدون من الخارج، بالدولار طبعًا. هى طريقة جديدة للتدخين وحرق الصدر، فكرتها قائمة على تحميص التبغ وليس احتراقه، ابتكرتها وتُنتجها «فيليب موريس» العالمية، أعتقده قرر يأكل نفسه، قبل أن تأكله السوق، وإن كنت لا أؤمن أنها ستغير خريطة التدخين فى العالم، ذلك أنها لاتزال مُكلفة جدًا، المهم أن اسمها «آيكوس».
وهذه الـ«آيكوس» يا معالى الوزير، لا تعمل حتى تُحشى بأعمدة دخان قصيرة اسمها «هيتس»، لها نكهة مائعة، لكنها محببة للمدخنين الجدد، تُنتجها أيضًا «فيليب موريس» من لفافات التبغ الفاخر، عبر شركائها فى العالم بدول شرق أوروبا، أو شرق آسيا.
وهذه الـ«هيتس» يا دكتور مُُستوردة هى الأخرى، وتدخل البلاد بكل الطرق، ماعدا الطريقة المشروعة، فأحيانًا مع العاملين بخطوط الطيران بغرض البيع والتجارة، ومرات أخرى لخدمة الأصدقاء، المهم أنا موجودة، وأوشك أن يكون لها تجار كبار، بعضهم بكفر الشيخ.
وهذه الـ«هيتس» يا معالى الوزير لها ألوان عشر ونكهات كثيرة، منها مثلا الشاى الأخضر، والنعناع، وما يشبه نكهة السجائر «المارلبورو الأبيض»، و«ميريت أصفر» أيام زمان، أما اللون الشائع لدى المصريون فهو اللون الكهرمانى، اسم المنتج كذلك «Amber heets».
أما سعرها فأنت وشطارتك يا معالى الوزير، اذا كنت محظوظًا ووجدت صديق عائدًا من لبنان فسعر الخرطوشة ١٨ دولارًا، ومن روسيا ٢٤ دولارا، ومن رومانيا ١٥ دولارا، ومن شرق آسيا نحو ذلك، ومن دبى أيضًا، ورغم التفاوت يبقى السعر «لُقطة»، بالنسبة لسعرها فى الداخل، ذلك أنه يقارب الضعف أو يزيد.
واستهلاك الفرد من هذه الـ«هيتس» يا سيادة الوزير عالِ جدًا، والسوق كبيرة جدًا، جدًا، فما رأيك يا معالى وزير المالية لو سمحنا بتداولها، بشكل رسمي، وحددنا سعرها، وحصلنا عليها ضرائب واضحة!، والله ستكسب خزانة الدولة حصيلة جيدة.
أما اذا كنا نخشى على تأثر منتجنا من السجائر المحلية والأجنبية، فأنا أسأل المهندس هشام توفيق وزير قطاع الأعمال، ماذا مثلًا إذا تواصلت الشركة الشرقية للدخان مع «فيليب موريس» العالمية، وحصلت على حق تصنيع هذه الـ«هيتس» بمصانعها العملاقة بطريق الواحات، خاصة أنها تُصنع من التبغ أيضًا حتى لو كان بطريقة مختلفة.
وقتها سنضرب السعر العالمى فى مقتل، ونحمى الدولار الذى يتسرب، ونوسع إنتاجنا، ونكسب ضرائب جديدة، ونضم سوق جديدة، داخلية، وتصديرية، ونكسب بالدولار بقى!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة