آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

نوبل للسلام تكافح الجوع

بوابة أخبار اليوم

السبت، 17 أكتوبر 2020 - 06:26 م

حسنا فعل منظمو جائزة نوبل عندما منحوا جائزتهم هذا العام لبرنامج الغذاء العالمى..صحيح انها لم تكن المرة الاولى التى تخصص فيه الجائزة لهيئة او شخصية من الأمم المتحدة أو مرتبطة بالمنظمة الدولية ولكن اختيار برنامج الغذاء العالمي لجائزة نوبل هذا العام يعتبر تتويجا لجهود المنظمة والذى يوفر الطعام لعشرات ملايين الأشخاص لمكافحة الجوع وخاصة فى المناطق التى تحتدم بها الصراعات فى العالم ومنع استخدام الجوع كسلاح فى الحرب والصراعات والذى يتوقع أن تتسع رقعته بسبب وباء كوفيد-19.
فقد ادى الجمع بين الصراع والوباء هذا العام إلى ارتفاع كبير فى عدد الأشخاص الذين يعيشون على شفا المجاعة فى دول عديدة منها اليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا وجنوب السودان وبوركينا فاسو ودول اخرى كثيرة.
صحيح ان قيمة الجائزة (1.1 مليون دولار) لن تقضى على مشكلة الجوع فى العالم الا ان توجيه الجائزة لبرنامج الجوع هذا العام يحمل أهمية خاصة فى فترة سادت فيها الانقسامات والمشاكل الاقتصادية والوباء العالمى وتوجه أنظار العالم نحو ملايين الأشخاص الذين يعانون أو يواجهون خطر الجوع.
العام الماضي، قدم برنامج الأغذية العالمى مساعداته إلى 97 مليون شخص فى حوالى 88 بلدا، إلا أن هذا الرقم الهائل لا يشكل سوى جزء ضئيل من الحاجة الإجمالية.
ويرى مراقبون ان توجيه جائزة نوبل للسلام لبرنامج الغذاء يحمل نوعا من التضامن مع الجوعى ويحمل فى الوقت ذاته نوعا من التوبيخ لقادة القوى الكبرى التى قللت مساعداتها للبرنامج وتوبيخا للسياسات الشعوبية التى تجتاح العالم واصبح ينتهجها معظم دول اوروبا والولايات المحدة والتى اصبحت تكافح المهاجرين واللاجئين.
برنامج الأغذية العالمى تأسس عام 1961 ويقدم اليوم الغذاء لأكثر من 100 مليون شخص سنويًا.فبعد عقود طويلة من عمله ارتفع معدل الجوع فى العالم فى السنوات الأربع الماضية لعدة اسباب منها تزايد عدد النزاعات وتغير المناخ.
يأتى ذلك فى الوقت الذى كشف فيه مؤشر الجوع العالمي ان التقدم الذى تحقق في مكافحة سوء التغذية يهدده وباء كورونا وهو ما تخشاه منظمة العمل ضد الجوع فى تقريرها السنويالاخير والذى كشف ان هناك نحو145 ، مليون طفل فى العالم عندهم تأخر فى النموبسبب سوء التغذية المزمنة وحوالى 47 مليون طفل يُعانون من النحافة لنفس السبب، وفى عام 2018 توفى 5.3 مليون طفل قبل سن الخامسة وفى الغالب بسبب سوء التغذية.وترى المنظمة ان الجوع فى العالم يعتبر أكبر فشل أخلاقى للجيل الحالى.
برنامج الأغذية العالمى الذى تم تأسيسه فى روما عام 1961، تموله بالكامل تبرعات طوعية ورغم ان البرنامج يؤكد أنه وزع 15 مليار وجبة طعام وساعد 97 مليون شخص فى 88دولة العام الماضي، إلا أن هذا الرقم لا يشكل سوى جزء ضئيل من الحاجات الإجمالية. ورغم التقدم الذى يقول البرنامج انه احرزه فى السنوات الثلاث الأخيرة يبدو أن هدف القضاء على الفقر الذى حددته الأمم المتحدة بحلول 2030 بعيد المنال فى حال مااستمرت النزاعات الحالية والاسباب السياسية والاقتصادية التى ادت إلى هذه الظاهرة والتى لايدفع ثمنها فى الغالب النساء والأطفال بوصفهما أكثر الفئات ضعفاً.
وتوقعت الامم المتحدة فى تقرير اخير أن الركود العالمى قد يغرق فى الجوع 83الى 132 مليون شخص إضافي. وان العالم قد يواجه مجاعات عدة هائلة فى غضون أشهر قليلة. وبانتظار توافر لقاح طبى يبقى الغذاء اللقاح الأفضل لمكافحة الفوضى.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة