د. حسام محمود  فهمى
د. حسام محمود فهمى


شجون جامعية

عن قائمة ستانفورد

الأخبار

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020 - 06:39 م

 ‏أثارَ تقريرٌ منسوبٌ لجامعةِ ستانفورد الأمريكية تهليلًا لاِحتوائه قائمةٍ تضمُ مصريين ضمن مائة ألف من العلماءِ اِعتُبِروا مُؤثرين؛ لذا، فالرجوعُ إليه لازمٌ. هذا التقريرُ منشور فى دورية PLOS Biology فى عدد أغسطس ٢٠١٩، وهى مجلة إليكترونية تَنشرُ فى مجالِ العلومِ البيولوجية وتُحَصِلُ حوالى ثلاثة آلاف دولار مقابل النشرِ. التقريرُ عنوانُه؛
A standardized citation metrics author
database annotated for scientific field
وأعدَه كلٌ من د.جون أيووانيدس بكلية الطب جامعة ستانفورد وكيفين بوياك من شركة ساى تك فى نيومكسيكو بالولايات المتحدة وجيرويين باس من دار نشر السفيير بهولندا. يقترحُ التقريرُ أسلوبًا، يراه مُعِدوه جديدًا لمعرفةِ تأثيرِ النشرِ العلمى للباحثين، دون زعمٍ أنه الأصلحُ.
التأثيرُ المقصودُ فى التقريرِ يدخلُ فى حسابِه عددُ الإشاراتِ citations لأعمالِ المؤلفين. الإشاراتُ لأعمالِ الباحثِ تكون إما خارجيةً external citations أى من مؤلفين آخرين، أو قد تكونُ «إشاراتٍ ذاتيةٍ» self-citations من الباحثِ لأبحاثِه أى لنفسِه. وقد نبَه التقريرُ لظاهرةِ الإشاراتِ الذاتيةِ و»مزرعةِ الإشاراتِ» citations farm التى يتفقُ فيها باحثُ مع آخرين على تبادلِ الإشاراتِ، بمعنى أشِرْ لأبحاثى وسأُشيرُ لأبحاثِك، للإيحاءِ الزائفِ بقوةِ تأثيرِهم، وهو ما يدخلُ فى بندِ التكافلِ الاجتماعى لا البحثِ العلمى.
التقريرُ لا يمثلُ جامعةَ ستانفورد الرسمية، إنما هو جَهدٌ مشتركٌ ضمَ أحدَ العاملين بها ويتحملُ مُعِدوه المسئوليةَ الشخصيةَ عنه. ‏وقد أثارَ بنسبتِه إليها تباهٍ فى مراكزٍ هنديةٍ، قد يكونون مصدرَ علمِنا به، ‏لكنه لم يُذكرْ فى جامعاتٍ مرموقةٍ. وفى موقع جوجل حصلَ فى صَمتٍ على ٥٩ إشارة؛ لِما إذن الضجةُ الآن إداريًا وإعلاميًا وقد صدَرَ منذ عامٍ؟
كثيرون من عباقرةِ نوبل لم يرِدوا فيه، وهو ما يؤكدُ على أن الرجوعَ للإشاراتِ ليس أفضليةً. أما ‏إحصائيًا، فمقارنةُ ‏أعمالِ باحثين فى مجالاتٍ علميةٍ مختلفةٍ تُثيرُ التشكُكَ لاِختلافِ بيئةِ العملِ وطبيعتِه؛ ‏هل تُصَدَقُ مثلاً أرقامُ مقارنةِ أى نادٍ كروى مصرى بنادٍ فى أسبانيا؟
التقريرُ جَهدٌ لم تَعتَمدْه أيةُ جهةٍ أكاديميةٍ، وهو يبدأُ حساباتِه عن قرابةِ الخمسة عشر عامًا الماضيةِ. التقاريرُ والاحصاءاتُ الثقةُ لا بدَ أن تكونَ المصدرَ، على أن تؤخذَ كاملةً وللغرضِ منها. مبروك لمن ورَدَت أسماؤهم عن إشاراتٍ خارجيةٍ، لا ذاتيةٍ ولا من مزرعةِ الإشاراتِ.
 ‏< أستاذ هندسة الحاسبات - جامعة عين شمس


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة