حمدى الكنيسى
حمدى الكنيسى


يوميات الأخبار

أجدادنا يواصلون الإبهار

حمدي الكنيسي

السبت، 03 أبريل 2021 - 07:31 م

انطلقت الصيحات من الجميع توديعا له، وانتشرت عبارهم الرائعة، "مع السلامة يا حبيبى"!!

أجدادنا − الفراعنة العظام − قدموا على أرض مصرنا الغالية أفضل وأعظم الآثار وخلقوا من المومياوات أكبر التحديات فى الإعجاز الطبى والهندسى، وبالتالى صار تراثهم التاريخى المبهر من أقوى عناصر جعل مصر مقصدا سياحيا عالميا فريدا لكنهم −فيما يبدو− وبفضل أحفادهم، قرروا مواصلة إبهار الدنيا من خلال الموكب الملكى الأسطورى المهيب للمومياوات الذى يجوب شوارع القاهرة من ميدان التحرير إلى مكان عرضها الجديد فى المتحف القومى للحضارة المصرية الذى يتفرد بين متاحف العالم بما يضمه من مظاهر الحياة المصرية المختلفة على مر العصور، من عصر ما قبل التاريخ، وحتى العصر الحديث مما يجعله منارة ثقافية متكاملة، تتنوع بين قاعات للعرض المتحفى، ومراكز ترميم الآثار.

هذا ويفتح المتحف المهيب أبوابه لزيارات المواطنين والسياح، بعد استقباله للموكب العظيم الذى يليق بعظمة الأجداد، ويضم ١٨ مومياء لملوك منها مومياء الملك الأسطورى رمسيس الثانى، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث والملك سيتى الأول، ثم مومياء الملكة حتشبسوت والملكة ميريت آمون زوجة الملك امنحتب الأول.

بذلك يواصل أجدادنا إبهار العالم بفضل عبقرياتهم التاريخية، وجهود أحفادهم الذين بذلوا أقصى الجهود للإعداد للموكب الأسطورى.. ليرى المشغولون بأعظم حضارة إنسانية.. فرصة حية للمشاهدة المباشرة والمتابعة ورؤية العين المجردة، لما ضمه الموكب، ثم زيارة المتحف المهيب − وقد تستغرق خمسة أيام − للوقوف أمام نماذج التاريخ الإنسانى الحى، حيث يستقبلهم منذ مدخله "ختم الملك رمسيس الثانى" وهو الخرطوش الذى يتألق فوق المسلة التى تعانق أنظار الزوار من أول لحظات الزيارة للمتحف التاريخى.

"مع السلامة.. يا حبيبى"

سجل التاريخ مشهدا مصريا لا يطويه الزمان عندما أطل المصريون رجالا ونساء وأطفالا من نوافذ بيوتهم حيث يشاهدون تمثال رمسيس الثانى ملك الملوك العظام أثناء نقله من ميدان التحرير إلى المتحف القومى الكبير، حيث انطلقت الصيحات من الجميع توديعا له، وانتشرت عبارهم الرائعة، "مع السلامة يا حبيبى"!!

"الفيروس الشيطانى"

أطل علينا − بل هجم علينا − "فيروس كوفيد ١٩" حاملا فى ثناياه مخاطر الكورونا الملعونة، وبسرعة الانتشار وتزايد الوفيات أكد أنه جاء ليتحدى إنسان هذا العصر الذى يتباهى بما يحققه بالتكنولوجيا الحديثة والاختراعات العديدة وفى مجال التحدى الرهيب احترف الكوفيد لعبة التحور ثم التنكر والتفشى من خلال سلالات مختلفة تتضاءل أمامها الآن عمليات انتاج اللقاحات، حتى أنه اكتسب صفة الفيروس الشيطانى كما وصفه أحد الخبراء. وقد مارس −ومازال− نشاطه الرهيب بالرغم من جهود الدولة، ومحاولات البعض الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية.

إنه − يا حضرات− "فيروس شيطانى" بمعنى الكلمة، وكنت أنا شخصيا من بين من استهدفهم على مدار أيام ثقيلة قضيتها فى عذاب متصل من وسائل العلاج المختلفة التى مازالت تنتظر تحديثا وتطويرا أفضل.

وهآنذا أدعو − بإلحاح − أهلى وأصدقائى والجميع فى مصر والدول العربية إلى الالتزام التام بالإجراءات الوقائية والاستعانة بالأطباء المتخصصين فور التعرض للعدوى، حتى يضيق الخناق حول هذا الفيروس الشيطانى الذى تفشى فى مصر والأردن وكردستان ودول أوربية بصورة جعلته خارج السيطرة.. و"ربنا يستر".

"للأسف: القضية تحتضر!"

من تابع ويتابع بلهفة وقلق ما يجرى الآن على الساحة الفلسطينية تمهيدا للانتخابات التشريعية ومنها إلى الانتخابات الرئيسية، لابد أنه سيصدمه ما يحدث من صراعات بين القادة والزعماء الذين يتنافسون بالقوائم من أجل تصدر المشهد وانتزاع المناصب والمواقع القيادية، مما أدى إلى تشتت وتشظى أكبر حركات المقاومة "فتح"، حتى أنه صار احتمال عقد الانتخابات موضع تساؤلات، وان عقدت فعلا ستكون نتائجها مفاجئة ومربكة مما يضع الفائزين فيها أمام المسئولية العاجلة بالمسعى الدءوب من أجل لم الشمل واستعادة "فتح" ومعها "الجبهة الداخلية الفلسطينية" لدورها الرئيسى، قبل أن تلفظ القضية الفلسطينية أنفاسها خاصة مع تربص وتأهب إسرائيل وحلفائها لإجهاض امكانية عقد المفاوضات وبحث السبل العملية لاستعادة الشعب الفلسطينى لحقوقه المشروعة والقانونية والإنسانية وفقا للقرارات والقوانين الدولية.

"ماذا بعد المراوغات؟!"

تواصل اثيوبيا مراوغاتها للتهرب من اتفاق عادل شامل ملزم للأطراف الثلاثة وكلما ضاق الخناق حولها ندعو إلى مفاوضات جديدة تحت إشراف الاتحاد الإفريقى وحده حيث تمارس ألاعيبها. وقد طلبت السودان كما طلبت مصر تولى لجنة رباعية إفريقية دولية تضم الاتحاد الأوروبى بخبراته المتراكمة فى قضايا الأنهار والمياه كما تضم الولايات المتحدة الأمريكية التى واجهت من قبل تهرب اثيوبيا من أى اتفاق فهل نرى تحركا سريعا ضاغطا من هذه اللجنة الرباعية.. أم أن الأمور تصل إلى نتائج لم تشهدها المنطقة فى تاريخها كما قال وحذر الرئيس السيسى مؤكدا أن نقطة مياه تحرم منها مصر هى "خط أحمر"، و"اللى عايز يجرب يجرب".

"أين دور الفن؟!"

الفن الذى يمثل القوة العميقة للدولة. مطالب الآن بدور أكبر وأقوى من خلال سلاحه المباشر السريع وهو "الأغنية"، فهل ظهرت الأغنيات الفردية والجماعية القوية كلمة ولحنا وأداء لتواكب ما يتحقق من إنجازات كبرى متتالية تنقذ مصر من تركة الإهمال والفوضى التى جثمت على صدرها بنتائج التخلف والانهيار، وتقوم بحشد المواطنين بكامل فئاتهم وتوجهاتهم فى مواجهة المخططات والتحديات الشرسة مثل ما يحدث فى مجال المياه والاستهانة بحق مصر فى نهرالنيل مما جعل الرئيس السيسى يوجه الإنذار الأخير مؤكدا أن حرمان مصر من نقطة مياه "خط أحمر" ولن تسمح مصر بذلك إطلاقا "واللى عاوز يجرب يجرب".

والمعروف أنه بالفن القوى يدرك الآخرون أن الشعب كله وراء الرئيس فى قراره وتحذيره الصارم.. ليس فى هذه القضية وحدها بل فى قضايا وتحديات أخرى إقليمية ودولية نستهدف إيقاف مسيرة البناء والتنمية.

وقد ذكرنى الصديق "عادل الجبالى" بتلك النوعية من الأغانى الحماسية المتوهجة التى صدرت وانتشرت اثناء حرب الاستنزاف وحرب اكتوبر لتحشد الجميع وراء الهدف القومى، ونحن الآن فى حرب أخرى لا تقل أهمية وخطورة "حرب الإنجازات والتحديات".

"لم يكن مجرد رئيس حكومة"

لا يختلف اثنان مهما باعدت بينهما الاتجاهات والانتماءات على أن الدكتور كمال الجنزورى لم يكن مجرد رئيس مجلس الوزراء حيث أن ما قدمه مثال حى للعمل والاجتهاد والإخلاص كما تجلى دوره الوطنى باقتدار عندما قاد دفة الحكومة المصرية مرتين فى فترتين بالغتى الدقة والحساسية من عمر الوطن مستثمرا علمه وفكره وموضوعيته ولعل ما يشهد بذلك ويؤكده هو ما ذكره عنه الرئيس السيسى كرجل دولة من طراز فريد وصاحب يد بيضاء فى شتى المجالات، وكان ابنا بارا لمصر وفيا لترابطها وتماسكها. وبهذا التقييم الدقيق آثر الرئيس أن يتقدم بنفسه الجنازة العسكرية للراحل العظيم "يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته بقدر ما أعطى لمصر وقد أعطى الكثير".

"العندليب لا يغيب"

تتدفق يوميا عشرات ومئات الأصوات حاملة مختلف الأغنيات بحلوها ومرها، أما المر منها متخفيا فى حفلات المهرجان وغيرها فإنه يسقط كثيرا من الذاكرة.. بينما تفاضل أصوات الطرب الأصيل مثل مطربى السبعينيات والثمانينيات لتأكيد وجودها.. فى الوقت الذى تتجه فيه الأنظار والأسماع صوب العندليب عبدالحليم حافظ الذى تؤكد الأيام والأحداث أنه لا يغيب لتميز وتفرد الصوت وذكاء اختيار الألحان والكلمات حتى أنه تربع بجدارة على عرش الفن الجميل مع أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، وقد أدى ذلك كله إلى التفاف مواقع التواصل حول أغانيه ومشاهد من افلامه، كما أصدرت مؤسسة صحفية كبرى "أخبار اليوم" عددا خاصا من "مجلة أخبار النجوم" عنه وحوله، ما ان يتصفحه القارئ حتى يستعيد جوانب مضيئة من صفات وأعمال العندليب، فهو فنان بدرجة سياسى لارتباطه بالزعيم عبدالناصر وتألقه فى إبراز انجازاته الثورية وهو "الفنان سابق عصره" بما قدمه من تجارب عاطفية ناجحة شكلت فى مجملها تجربة غنائية فريدة ومتكاملة تخطت ما سبقها من أشكال الغناء العاطفى.

وهو "صاحب المواقف والأزمات" التى عكست بوقائعها استراتيجيته الفنية، وشخصيته الدبلوماسية الذكية، كما أبرزت تمرده الفنى والصحى، وموقفه بتقدم الأغنيات الدينية الشهيرة دون أن يتقاضى عنها أجرا لأنه اعتبرها صدقة جارية.

هكذا يؤكد العندليب أنه لا يغيب بانتشار أعماله وصدور المجلات الخاصة عنها وإقامة حفلات الأوبرا التى يتنافس خلالها الموهوبون فى تقديم أغانيه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة