إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد


مصر الجديدة :

الميديا العالمية وفلسطين

الأخبار

الخميس، 20 مايو 2021 - 06:28 م

حديث كثير يمكن قوله عما يحدث فى أرض فلسطين، لكنى لا أريد أن أبتعد عن تحية كل من آزر الفلسطينيين تحية من أعماق القلب. أريد أن أشتبك مع أحد، أو ألوم أحدا ممن ليس كذلك فالإيجابى أعظم وأكثر. الحديث عن الحقائق فيما جرى فى فلسطين سيستغرق مقالات وربما كتبا، وبما أن هناك عشرات الكتب العربية والأجنبية تتحدث عن كيف نشأت المشكلة، وكيف دفع الفلسطينيون ثمن المذابح الأوروبية لليهود فى القرن التاسع عشر والقرن العشرين، وكيف أن فلسطين شأن كل الدول العربية تقريبا كانت تحت الانتداب البريطانى أو الاحتلال الفرنسى أو الإيطالي. كيف هكذا نجحت أوروبا وإنجلترا خاصة فى زرع اسرائيل لتكون شوكة فى قلب العالم العربي. لن أتحدث حتى عن مسألة أرض الميعاد لأن هناك من يعتبر أن الحديث فى ذلك هو حديث دينى والقضية أكبر، وإن كنت أشعر أنه يريح نفسه من كل حديث فلم يركب حصان الدين أحد مثل الحركة الصهيوينة. لا مشكلة لى مع أحد فى هذا العمر فشعارى الآن عريانا خرجت من بطن أمى وعريانا أعود وأنتم أيها الأجيال الجديدة أحرار فى بلادكم. ما سأتحدث عنه هنا هو الميديا وفلسطين وما يحدث فيها. لقد شغلت القضية الميديا وكان الأكثر فيها مناصرا لها وانضم إلى المناصرين كتاب وفنانون من العالم كله بل وجامعات أوروبية وأمريكية وشخصيات عامة فضلا طبعا عن المظاهرات المناصرة للفلسطينيين التى اندلعت فى كثير من بلاد العالم ونقلتها الميديا. الذى حدث وقد امتلأت الميديا بذلك أن مواقع مثل الفيسبوك وتويتر واليوتيوب وإنستجرام وغيرها تدخلت وبدأت تحذف تغريدات وبوستات كثيرة، وراحت توقف الحسابات لأشخاصها بعض الوقت وتعيد إيقاف الحسابات مرة أخرى وثالثة. لم يوقف ذلك الشباب وراحوا يتحايلون عليه بالكتابة على مسافات بين الحروف، أو بوضع حروف أجنبية ببين الكلمات العربية، أو يكتبون دون تنقيط، وكما قال الشاعر خالد سليمان الناصرى يبدو أننا سنعود باللغة العربية إلى أصولها. بل دخلوا على متجر جوجل وأعطوا موقع الفيسبوك نجمة واحدة فتأخر ترتيبه، ولابد أن ذلك يزعج جدا أصحابه فهذ الموقع وغيره فى النهاية مهما قدمت من تسهيلات، هى سلعة لأصحابها الذين صاروا مليارديرات بسبب تغريداتنا وكتابتنا وإعلاناتنا ومدوناتنا. الطاقة التى انفجرت فى الشباب فى مواجهة هذه المواقع دليل حيّ على أن أجيالا رائعة تعيش فى المستقبل، ويمكن لها أن تصنعه وستصنعه مهما طال الزمن. سيأتى يوم وكما حدث فى الحروب فلم يعد هناك جدوى كثيرة فى الصراع على الأرض بالدبابات بسبب اختراع الصواريخ ثم الطائرات المسيّرة، سيأتى يوم لا جدوى فيه من الحروب كلها، فستكون عبر المواقع الافتراضية تكلف المهزوم خسارات رهيبة، فالحرب السيبرانية ستتسع جدا. وربما يجعل الإنسان الروبوتات تفعل ذلك أمامه ويجلس يضحك. السؤال الذى ربما لم يسأله أحد لأن الكل مشغول بما يجري، هو لماذا لم نستطع نحن العرب أن نقيم مواقع افتراضية تأخذ سمة العالمية. لماذا كل شيئ يأتى من الخارج. كيف سنظل مشغولين بقضايا تافهة مثل زى المرأة والرجل وتحية الصباح والمساء ودخول الحمّام بالقدم اليمنى وصيام المريض ونكاح الحور العين، وغير ذلك مما أسمعه منذ خمسين سنة يملأ الفضاء حولى كأنه قضايا الحياة الحقيقية. لماذا صدقنا أن الله اختص الأجانب بقوة الاختراعات لنستخدمها نحن بعد ذلك فلا يجب أن نحزن لعدم قدرتنا على الإختراع فهذا قدرنا. سيكون لمقاومة الفلسطينيين الجبارة نتائج إيجابية على القضية مهما كانت الخسارة، لكن لا يجب أن ننسى أن ألميديا كانت أكبر عون لهم وعلينا أن نجد طريقة لتكون الميديا لنا.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة