د. حسام محمود فهمى
د. حسام محمود فهمى


شجون جامعية

د. حسام محمود فهمى يكتب: قانون جديد للجامعات.. تساؤلات وهموم

الأخبار

السبت، 05 يونيو 2021 - 08:32 م

بقلم/ د. حسام محمود فهمى

تتناثرُ منذ فترةٍ طويلةٍ صورٌ عن ‏مشروعِ قانونِ تنظيم الجامعات الجديد. ‏ما إن تُنشر صورة حتى يظهر فى وزارةِ التعليم العالى من يُكذبُ! ‏‏المهم أن كُل صورةٍ تُنشرُ تثيرُ غضبَ أعضاءِ هيئة التدريس بالجامعات!

مقترحاتٌ تتراوحُ ما بين التخلصِ من مدرسين تأخروا فى الترقيةِ وكأنهم المذنبون الوحيدون وليس الوضع العام، والتخلص من الأساتذة المتفرغين، وتكريس الديكتاتورية فى الجامعاتِ باستحداث نظام أستاذ الكرسى وبتقليصِ عددِ أعضاء مجلس القسم، وغيرها، مما يُثير الأسفَ لو كانت صحيحةً على كيفيةِ وضعِ القوانين والهدفِ منها.

بأى روحٍ يوضع القانون؟ هل المرادُ تقدمُ دولةٍ أم تقليمُ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ؟ هل يوضعُ بتحريضٍ ما؟ لما عانى الاقتصادُ وشح الدواءُ أُلقيت اللائمةُ على جشعِ التجارِ والصيادلةِ، أهكذا تكون الفطنةُ وأمانةُ الطرحِ والتحليلِ؟ مشاكلُ الجامعاتِ ليست من صنعِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ. فى أى اتجاهٍ يوضعُ قانونُ الجامعات؟

القانونُ الحالى للجامعات تقادمَ فيه جدولُ الرواتبِ ولم يعدْ مُستوعبًا ما أنشئ من جامعاتٍ خاصةٍ وأهلية، لكن هل المطلوبُ أن يُضفى شرعيةً على نظامِ الساعاتِ المعتمدةِ الذى طُبِق دون ملاءمةٍ؟ أيتم التخلصُ من الأساتذة المتفرغين لأنهم على علمٍ بكلِ ماض؟ ماذا عن الجودةِ الوهميةِ التى أساءت للجامعاتِ بتغليبِ الادعاءِ والتسطيحِ، وغَرَست لدى أعضاءِ هيئات التدريس الشعورَ بالإحباطِ والجحودِ، وكرَّست لدى الطلابِ سلوكياتِ الشكوى والتبرمِ من كلِّ ما هو سلطة؟ وماذا عن المهام القوميةِ التى يغادرُ بمقتضاها بعضُ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ جامعاتِهم الحكومية لجامعاتٍ خاصةٍ لما لا نهاية، فيحصلون على رواتب أعلى مع مطاردتِهم لما يتيسرُ من منافع فى جامعاتِ الحكومةِ؟ هل جامعاتُ الحكومةِ تدليلٌ للبعضِ وقسوةٌ على الأكثريةِ؟ وماذا عن الدراساتِ العليا الجوفاءِ المُتهافتةِ على البعضِ من مشرفى التشهيلِ والعلاقاتِ العامةِ؟ ماذا عن المعاملِ الفقيرةِ؟

مع الاحترامِ للجميعِ كيف تُشكلُ لجانُ وضعِ القوانين؟ وما حدودُها؟ تُسنُّ القوانينُ لتحقيقِ مصالح عامة، بلا إضرار، بلا تغليبٍ لفئةٍ على أخرى، بلا منظرة، بلا نسخٍ انتقائي لما يطبقُ فى دولٍ ما وجامعاتٍ ما؛ وضعُ القوانينِ لا يعرفُ الكهنوت...

هل القانون الحالى يستأهلُ الهدمَ التام؟

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز..


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة