البابا تواضروس الثانى يكتب
البابا تواضروس الثانى يكتب


الإمام الأكبر و البابا يكتبان لـ «العهد» | مصر فى قلب الله

الأخبار

الثلاثاء، 29 يونيو 2021 - 10:55 م

لا شك أن 30 يونيو 2013 كان يوما فارقا فى تاريخنا المعاصر ليس فقط لمجرد كونه ذكری خروج الملايين من الشعب المصرى لتعلن عن رفضها لنظام حكم أدخل الوطن - فى غفلة من الزمن  -  فى نفق مظلم، بل بالأكثر لأنه أصبح بداية عهد جديد، لنا كمصريين، ذى ملامح تختلف كليا وجزئيا عن العهود السابقة.

فنحن بالفعل نعيش منذ هذا التاريخ. فى مرحلة تغيرت فيها ملامح أساسية فى حياة المصريين.فأصبحت هناك فرص عمل تتزايد يوما فيوما، مشروعات قومية عملاقة طالت الطرق القديمة واستحدثت طرقا ومحاور جديدة بشكل يسهم فى دفع عجلة الاقتصاد بقوة مشروعات سكنية، تحديثات فى خطوط المترو ووسائل المواصلات المختلفة، حالة من التطوير المتنامى فى الشوارع والميادين فى مدن مصر وقراها.
وعلى ذكر القرى، أصبحت القرى محل اهتمام واضح من الدولة، وذلك من خلال المشروع القومى «حياة كريمة» الذى يستهدف كل القرى المصرية مع إعطاء الأولوية للقرى الأكثر فقرا بتكلفة تقدر بمئات المليارات من الجنيهات.
الجدير بالملاحظة أن الفقراء ومحدودى ومتوسطى الدخل كان لهم حظ وافر فى مكتسبات ما بعد ثورة 3 يونيو
وبالإجمال فإن المصريين بكافة طوائفهم وشرائحهم الاجتماعية نالوا حقوقا ومزايا لم تكن متاحة قبل دولة يونيو بل إن بعضها كان حلما بعيد المنال. وبالطبع كان للمصريين المسيحيين نصيب كبير من الحقوق، ولا سيما الحقوق المتعلقة ببناء الكنائس، وهو الموضوع الذى كانوا يعانون من القيود المفروضة عليه لعدة قرون فجاءت دولة30 يونيو لتقدم له حلا جذريا وذلك حين أصدر مجلس النواب عام 2019 تشريعا حاسما ينظم بناء الكنائس، مما أسهم فى حل العديد من المشكلات التى كانت تواجه الكثير من الكنائس ومبانى الخدمات، كما أسهم فى تحديد إجراءات وآليات واضحة لبناء الكنائس، وبشكل قانونى.
وتأكدت الإرادة السياسية للدولة فى هذا الموضوع من خلال الحرص على بناء كنيسة جديدة فى كل مجتمع عمرانى جديد.
وقبل هذا لا ينسى الأقباط أيادى رجال القوات المسلحة التى امتدت لتعمر الكنائس التى أحرقت ودمرت بأيدى أثمة مخربين.. ولا ينسى الأقباط أيضا القرار الرئاسى الذى صدر بشكل فورى والذى توجهت بموجبه القوات  الخاصة إلى مواقع الإرهابيين الذين أزهقوا أرواح شهداء الوطن والكنيسة فى ليبيا، وتدمير هذه المواقع والقضاء عليهم فى اليوم التالى لارتكابهم جريمتهم الوحشية.
ويثمن الأقباط بكل تقدير لمسات المحبة الخالصة التى أظهرها ويظهرها الرئيس عبد الفتاح السيسى لهم فى أعيادهم، بزيارة الكاتدرائية وتقديم التهنئة، ضمن حرص الرئيس على التفاعل مع عموم المصريين دون تفرقة فى مناسباتهم الخاصة والعامة بمشاعر ملؤها الحب الصادق.
وإذ نتحدث عن دولة 30 يونيو ورئيسها المخلص الشجاع الذى حمل روحه على كفيه لينقذها فى لحظة حرجة كادت تطيح بمستقبل الوطن، يجب علينا أن نشير بكل عرفان لتضحيات المصريين الأمناء ولا سيما رجال القوات المسلحة البواسل ورجال الشرطة المصرية الأمناء الذين تحملوا عبء المواجهة، ووفوا كل متطلبات إنقاذ الوطن بكل إخلاص، فلم يبخلوا بأرواحهم فى سبيل إعادة مصر إلى طبيعتها الأصيلة، وأمنوا بذلك مستقبل الوطن، وساهموا - ومازالوا فى جعله مستقبلا أفضل وأكثر تطورا وحداثة.
إن مصر التى خصها الله بزيارة العائلة المقدسة فباركتها طولا وعرضا، لا شك أنه باركها أيضا فى السنوات الأخيرة برئيس وقائد ماهر مؤمن بقيمة الوطن وأبنائه، وبأنه وطن يستحق أن يكون دوما فى مكانة أفضل. وهو ما يسعى إليه، ومعه كافة مؤسسات الدولة وجميع مكونات المجتمع.
أثق أن الله سيبارك جهود الرئيس وكل العاملين معه لتظل مصر محفوظة فى قلب الله القائل: «مبارك شعبى مصر») سفر إشعياء 19 :(25


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة