محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب


كل سبت

سباق نووى صينى أمريكى

محمد عبدالوهاب

الجمعة، 20 أغسطس 2021 - 07:32 م

الصراع الأمريكى الصينى على قيادة العالم لم يعد سرا بل ومن الواضح أن العام سيشهد خلال فترة قريبة عالما متعدد الاقطاب كما كان فى الفترة من نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى انهيار الاتحاد السوفيتى عام .
1990 واليوم الصراع بين بكين وواشنطن تجاوز مرحلة السباق الاقتصادى مع النمو المتزايد للاقتصاد الصينى الذى يصعد بسرعة كبيرة وتجاوزه حاجز 7 تريليونات دولار ناتجا سنويا بل حتى فى التعامل التجارى مع أمريكا يميل الميزان التجارى لصالح بكين التى تصدر إلى أمريكا ما قيمته 260مليار دولار وتقف وارداتها قرب 200مليار دولار من أمريكا حتى بعد الاتفاقيات التى أبرمها الرئيس السابق ترامب على خلفية فرض رسوم جمركية متبادلة بين الدولتين.
الصراع الأمريكى الصينى لم يتوقف عند الاستثمارات المتزايدة للصينيين فى أفريقيا وآسيا وأوروبا بل انتقلت إلى سباق للتسلح مرعب خاصة فى مجال الاسلحة النووية والدولتان اعضاء فى النادى النووى والواضح أن الصين عازمة على بناء ترسانتها النووية بشكل أسرع مما كنا نظن حيث كشفت صحيفة نيويورك تايمز ان وزارة الدفاع الأمريكية تعمل على افتراض أن الصين التى تمتلك ما بين 320 و350 سلاحاً نووياً بالفعل تسعى حاليا لمضاعفة مخزونها من الأسلحة النووية خلال العقد الحالى.
الحقيقة ان دخول الصين فى هذا الوقت تجاه تصنيع وامتلاك المزيد من الرؤوس النووية له ابعاد عديدة فبكين تسعى لتقارب قوتها كدولة نووية مع القوتين النوويتين العظميين الحاليتين الولايات المتحدة وروسيا اللتين تمتلك كل منهما حوالى 2000 قنبلة نووية منتشرة وجاهزة للاستخدام فى أى وقت.
والسؤال بكين وموسكو يشهدان تقاربا كبيرا حاليا ودخل الجيشان الروسى والصينى فى تدريبات مشتركة الأسبوع الماضى لذلك ترى واشنطن أن خطر امتلاك بكين المزيد من الأسلحة النووية هو خطر موجه إليها وليس لغيرها.
يبدو أن العالم سيدخل فى سباق تسلح نووى والخطر الحقيقى هو أن الصينين مقتنعون بشكل متزايد بأن الصراع مع امريكا أمر حتمى ولو بعد عقود وأنهم بحاجة إلى التسليح لنيل ما تستحقه على المستوى الدولى ومواجهة الغطرسة الامريكية خشية وقوع حرب عالمية ثالثة لكنها مؤكد ستكون حربا نووية بل حرب إبادة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة