يسرى الفخرانى
يسرى الفخرانى


فنجان قهوة

حياة كريمة فى بيت الست فاطمة

أخبار اليوم

الجمعة، 29 أكتوبر 2021 - 07:17 م

 كانت الست فاطمة تأتى من إحدى قُرى الفيوم كل يوم جمعة إلى القاهرة لتبيع قطع الجبن القريش والزبد والبيض البلدى، مثال لسيدة تحمل على كتفيها مسئولية عائلة ترعاها بكل نبضة فى قلبها، ورغم أنها فى بداية الأربعينيات من عمرها فإن حِملها الثقيل يضيف إلى ملامحها عشر سنوات أخرى..

فى بدايات الشتاء كانت فاطمة تحمل هماً أكبر من شقاها ومن رحلة كل يوم جمعة، هَمّ بيتها الصغير المُتهالك فى قرية منيا الحيط، الشتاء الطويل يعنى مفاجآت مُنهكة، يفاجئها المطر والسيول مثل ضيف ثقيل يُغرق ويفسد كل ما فى البيت من فَرش ومصدر رزقها..

بيت فاطمة الصغير مَبنى من قَش وطين وجريد نخل على طريق يتحول إلى بركة طين تمنع الخروج منه أو العودة إليه.. فى أوقات كثيرة كانت فاطمة تخرج يوم الجمعة تحمل بضاعتها ولا تستطيع العودة بسبب عدم وجود طريق مرصوف!


 من حُسن حظها أن قريتها ومجموعة قُرى أخرى بدأت بها مبادرة حياة كريمة خلال الأشهر القليلة الماضية وتحولت حياة فاطمة وعائلتها وجيرانها إلى حياة آمنة مُستقرة، بيت القش والطين تحول إلى بيت بالطوب الأسمنتى المتين وسقف من الحديد المُسلح، وأصبح فى البيت غرف صغيرة مُستقلة لكل اثنين من أُسرتها، والأهم دورة مياه صحية ومطبخ..

وشكل البيت من الخارج أصبح مُبهجا (البهجة جزء أصيل من حقوق الإنسان )، والطريق أمام بيتها إلى أقرب وسيلة مواصلات أو مدرسة لأولادها أصبح مرصوفا بميول لا يهدده مطر الشتاء.. تغيرت حياة فاطمة (وكل فاطمة كانت تعيش فى ظروف غير محتملة)..

تغيرت حتى إن ملامحها فقدت نصف هذه الهموم التى كانت تعيشها بسبب ظروف سكن قاسية.. الحقيقة أن حياة كريمة لن تغير فقط حياة فاطمة وحياة ملايين من المصريين الذين يعيشون منذ سنوات بعيدة حياة مفجعة وصادمة ..

إنما تغير وجه الحياة فى مصر بأن ينعم الجميع بالحياة المُستحقة مهما اختلفت المستويات الاجتماعية..

بعد سنوات قليلة بانتهاء مبادرة حياة كريمة من كامل رحلتها بسكن آمن وحياة مستقرة ومصادر رزق لــ  ٥٨ مليون مصرى، يمكن أن نرصد التغيرات الاجتماعية التى سيحققها المشروع للمجتمع المصرى .

وهذا الرصد سيكون المقياس الحقيقى لما فعلته المبادرة من حالة سلام اجتماعى واستقرار ونمو لمجتمعات جديدة جيدة بعيدا عن القاهرة العاصمة وعن المدن الكبيرة..

سوف يكبر أولاد فاطمة فى بيت مستور طبيعى مبهج آمن، ويدرسون فى مدارس قريبة وربما جامعات قريبة منهم أيضا، وسيكون مستقبلهم تنمية القرى التى يعيشون بها..

حياة كريمة مشروع عظيم لكل مصرى وليس فقط لمن نحلم لهم بحياة كريمة .

من يملك أن يساعد فى نجاح هذا المشروع بفكرة أو جهد أو تبرع لا يتأخر .. شجّع أولادك على أن يكونوا جزءا منه بالتبرع بمصروف يوم واحد فى الاسبوع .

سنربح جميعا غدا.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة