منى ماهر
منى ماهر


نـــــور

منى ماهر تكتب.. أم «أون لاين»

منى ماهر

الخميس، 18 نوفمبر 2021 - 11:17 م


بحقيبة ثقيلة يملؤها عدد محدود من الكتب و"مريلة" باللون الرسمي لتلاميذ الابتدائي للمدارس الحكومية وضفيرتين يزينان شعري كانت هيئتي في الصف الأول الابتدائي وأول خطوة لي في مشوار تعليم عمره ١٦ عاما ..

تذكرت كيف كانت المدرسة مزدحمة عندما كان أبي يقوم بتوصيلي.. والفصل لا يقل عن ٦٠ طالبا ونجلس بالمقعد ٤ طلاب بجوار بعضنا البعض بينما يقف المدرس يلقنا الدروس..

"يا مس يا مس يا مس" كان المنبه الذي استيقظت عليه من رحلتي بذاكرتي التي أخذتني أعواما للوراء لا داعي لذكرها الآن..

فصل "كي جي وان" بداخل منزلي الصغير الذي أصبح يمتلأ يوميا بصرخات الأطفال..

فابنتي أصبحت في عامها الأول في مدرستها التي أخبرتنا بأن الدراسة ستكون أونلاين بسبب قرار الطب الوقائي لدواعي الاجراءات الاحترازية التي أصبحت حياتنا الرسمية بعد ظهور كورونا. 

فرحة اليوم الأول للدراسة سرقتها كورونا بقناع فرض علينا وعلى أولادنا ارتدائه بمسمياته المختلفة " كمامة" و "فيس شيلد" غطى وجوه الأطفال الذين أصبحوا أشبه بعساكر الأمن المركزي".

حرمتنا كورونا من اصطحاب أبنائنا لداخل المدرسة ورؤيتهم بفصولهم كما كان يرانا آباؤنا..

ثم صفعتنا على وجهنا بقرار غلق المدرسة لنبكي دموعا ونصرخ من صداع الفصول الذي انتقل بداخل منازلنا حيث "الحصص الأونلاين" التي لابد من حضورها مع أبناءنا لنصبح وسطاء بين المدرسين والأطفال الذين أصبح شغلهم الشاغل التباهي أمام بعضهم بلعبهم المفضلة وغرف نومهم وملابسهم وآخر ما يفكرون فيه هو الانتباه للدرس الأون لاين..

بجانب مهامي كأم وصحفية وزوجة وجدت نفسي مساعد مدرس ومترجم أحيانا في حصة اللغة الانجليزية .. ثم اكتشفت أنني توليت المهمة بأكملها لمتابعة ابنتي في الحصص الأونلاين التي استحال عليا استكمالها بسبب ظروف العمل فأصبحت أتابع ابنتي ذات ال٥ أعوام والتي تركتها بالمنزل لحضور "الحصص الأونلاين" وأتابعها بمكالمة فيديو أو رسائل صوتية بينما أنا في محل العمل لأنال بذلك لقب "أم أون لاين".

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة