يسرى الفخرانى
يسرى الفخرانى


فنجان قهوة

أيام مع الأستاذ عبد الوهاب

أخبار اليوم

الجمعة، 19 نوفمبر 2021 - 06:19 م

 محمد عبد الوهاب، الأستاذ محمد عبد الوهاب، هو بالفعل الأستاذ الذى على يديه تطورت الموسيقى فى مائة عام، لماذا لا نُعيد اكتشافه وتكريمه وتقديمه لأجيال لا تعرفه؟


قابلت الأستاذ عبد الوهاب فى بيته فى الزمالك ثلاث مرات بدعوة من صديقه وصديقى الأستاذ مجدى العمروسي، كنا فى ١٩٩٠ وكان الرجل فى التسعين من عمره وأزيد، لكنه حاضر يقظ متحدث بارع نشيط ساحر ممتد فى كل الأزمنة، فى كل مرة كان يسأل عن ذوق المستمعين الآن (قولى ياحبيبى الناس بتقول ايه عن أم كلثوم النهاردة) هو الذى يسأل ليتخذ قرارات موسيقية مصيرية فى حياته، ومرة أخرى يسأل (هل الجمهور لسه فاكر أغنية لولاكى ؟ أظنهم نسيوها؟) و(مين تظن جمهور على الحجار وجمهور عمرو دياب)!


جلسات طويلة هى اختبارات وأسئلة كثيرة يتخللها فنجان شاى وقطعة كيك !


لم ينقطع الأستاذ عبدالوهاب عن الفهم والتفكير وصناعة الموسيقى حتى سقط متعثرا فى سجادة الصالون وهو يتمشى فى بيته، فهو الصنايعى الوحيد الذى أخلص لموسيقاه حتى النهاية، حتى قصص حبه وعلاقاته الاجتماعية ومعاركه الشخصية كانت من أجل أن يجدد موسيقاه، موسيقاه أولًا ثم أى شىء آخر !
كان الأستاذ مجدى العمروسى يقول لى إن الأستاذ يريد الخلود بموسيقاه، وهو فنان يسبح بموسيقاه حتى فى صلواته . كل من حوله هم أدوات موسيقية وهو دائما صادق لأنه دائما يدندن بالموسيقى .


نفس المعنى سمعته من الأستاذ كمال الطويل عنه (عبد الوهاب خُلق لاحتواء كل ما يتحول إلى موسيقى فى هذا الكون) . وقال لى الأستاذ بليغ حمدى (عبد الوهاب هو الذى علمنا السحر والنشوة بالموسيقى ولا أظن أن موسيقاه ستموت لأنه منحها روحه كاملة) .


فى نهاية ٢٠٢١ وقد مر على اللقاءات الثلاثة بعبد الوهاب ثلاثون عاما، وعلى شهادات العمروسى والطويل وبليغ نفس الوقت تقريبا، أكتب متمنيا اعادة إحياء فن وموسيقى وطريقة وملامح ورحلة محمد عبد الوهاب، فهى عابرة للزمن صالحة لكل وقت، وأطلب من كل من مهد له عبد الوهاب الطريق لحب الموسيقى أن يرد له الفضل، للحجار ومدحت صالح ومنير وعمرو دياب وهانى شاكر، نحتاج الاستفادة من عبد الوهاب السحر والساحر والكنز والرحلة، الموسيقار المزيكاتى الملحن تاجر الحب والسعادة والسرور . باعادة توزيع موسيقاه المهمة .


عبد الوهاب لو تعلمون مؤسسة كبيرة جامعة أوبرا، ألف لحن ولحن، السعيد الذى أسعدنا، مؤسس الجملة الموسيقية التى تسمعها وتراها، راهب شقة الزمالك الذى حول الموسيقى إلى حيل سحرية تصلح للضحك وتصلح للبكاء، عبد الوهاب الذى لم نعرفه بعد كما يجب أن يكون (بالإذن من الكاتب محمود عوض) الذى كتب بعض ما يجب أن نعرفه عن الأستاذ .


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة