يحيى وجدى
يحيى وجدى


عاطف معتمد .. الجغرافى

أخبار النجوم

الجمعة، 31 ديسمبر 2021 - 01:43 م

هناك‭ ‬لوحة‭ ‬شهيرة‭ ‬للفنان‭ ‬الهولندي‭ ‬الأشهر‭ ‬يوهانس‭ ‬فيرمير‭ ‬بعنوان‭ ‬“الجغرافي”،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المجموعة‭ ‬الخاصة‭ ‬المعروضة‭ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬“فرانكفورت”‭ ‬بألمانيا،‭ ‬وتصور‭ ‬لوحة‭ ‬الجغرافي‭ - ‬المرسومة‭ ‬عام‭ ‬1669‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭ - ‬عالما‭ ‬جغرافيا‭ ‬يرتدي‭ ‬“روب”‭ ‬ياباني‭ ‬ويمسك‭ ‬في‭ ‬يده‭ ‬اليمنى‭ ‬“برجل”‭ ‬يقيس‭ ‬به‭ ‬خريطة‭ ‬وهو‭ ‬ينظر‭ ‬للأفق‭ ‬عبر‭ ‬النافذة،‭ ‬ومن‭ ‬خلفه‭ ‬يظهر‭ ‬مجسما‭ ‬للكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬موضوعا‭ ‬على‭ ‬دولاب‭ ‬في‭ ‬الغرفة‭. ‬ 

كانت‭ ‬لوحة‭ ‬فيرمير‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬الثورة‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬حينذاك،‭ ‬وخصوصا‭ ‬التطلعات‭ ‬لإكتشاف‭ ‬الأرض‭ ‬وما‭ ‬عليها،‭ ‬ودور‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التطلعات‭ ‬أرتبطت‭ ‬بالحس‭ ‬الإستعماري‭ ‬المتصاعد،‭ ‬وسباق‭ ‬احتلال‭ ‬الأراضي‭ ‬المكتشفة،‭ ‬وإقامة‭ ‬مستعمرات‭ ‬عليها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬اللوحة‭ ‬ظلت‭ ‬أيقونة‭ ‬لعالم‭ ‬الجغرافيا،‭ ‬مثله‭ ‬مثل‭ ‬أيقونات‭ ‬القديسين‭ ‬وأباء‭ ‬الكنيسة‭ ‬والملوك‭.‬

تغَير‭ ‬علم‭ ‬الجغرافيا‭ ‬كثير،‭ ‬وتطور‭ ‬بعد‭ ‬لوحة‭ ‬فيرمير،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬الجغرافي‭ ‬ماسح‭ ‬خرائط‭ ‬فقط‭ ‬أو‭ ‬قارئا‭ ‬لها،‭ ‬ودخلت‭ ‬فروع‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬تقدم‭ ‬له،‭ ‬مثل‭ ‬الجغرافيا‭ ‬البشرية‭ ‬والجغرافيا‭ ‬الطبيعية‭ ‬والجغرافية‭ ‬الإقتصادية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الفروع،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬العلم‭ ‬–‭ ‬علم‭ ‬الجغرافيا‭ - ‬أيضا‭ ‬ظل‭ ‬متسما‭ ‬بالنخبوية‭ ‬والتخصص‭ ‬الأكاديمي‭ ‬الدقيق،‭ ‬لكننا‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬لدينا‭ ‬عالم‭ ‬جغرافي‭ ‬خرج‭ ‬بفروع‭ ‬هذا‭ ‬العلم‭ ‬من‭ ‬أضابير‭ ‬الأكاديميا‭ ‬إلى‭ ‬فضاء‭ ‬معرفة‭ ‬أوسع،‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬التخصص‭ ‬والطرح،‭ ‬وصاغ‭ ‬قراء‭ ‬خاصة‭ ‬تدمج‭ ‬فروع‭ ‬الجغرافيا‭ ‬بالتاريخ‭ ‬والسوسيولوجيا‭ ‬ودراسات‭ ‬التطور‭ ‬البشري‭ ‬والحضاري‭.‬

أكتب‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬الدكتور‭ ‬عاطف‭ ‬معتمد،‭ ‬أستاذ‭ ‬الجغرافيا‭ ‬المساعد‭ ‬بكلية‭ ‬الآداب‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة،‭ ‬وأحد‭ ‬نجوم‭ ‬المجتمع‭ ‬العلمي‭ ‬المصري،‭ ‬الذي‭ ‬حول‭ ‬صفحته‭ ‬على‭ ‬“فيس‭ ‬بوك”‭ ‬لمنصة‭ ‬علمية‭ ‬مدهشة‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬ما‭ ‬يقدمه‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬مادة،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬بساطتها‭ ‬وحيويتها‭ ‬وارتباطها‭ ‬بالواقع‭ ‬والآني،‭ ‬فمن‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬الأماكن‭ ‬النادرة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬يرجع‭ ‬لصفحة‭ ‬الدكتور‭ ‬معتمد،‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬أصول‭ ‬أسماء‭ ‬المناطق‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬القطر،‭ ‬وأصول‭ ‬القبائل‭ ‬والسكان‭ ‬وتنقلاتهم‭. ‬في‭ ‬توجهه‭ ‬هذا،‭ ‬يتحرك‭ ‬الدكتور‭ ‬عاطف‭ ‬معتمد‭ ‬في‭ ‬تعضيد‭ ‬واستكمال‭ ‬مسار‭ ‬مدرسة‭ ‬جغرافية‭ ‬مصرية،‭ ‬تعيد‭ ‬اكتشاف‭ ‬وتقديم‭ ‬محيطنا‭ ‬الجغرافي‭ ‬وأصوله‭ ‬التاريخية،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬حكرا‭ ‬في‭ ‬بواكير‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬وحتى‭ ‬ثلثه‭ ‬الأول،‭ ‬على‭ ‬الجغرافيين‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬لصالح‭ ‬المستعمر‭ ‬الإنجليزي‭ ‬ومن‭ ‬قبله‭ ‬الفرنسي،‭ ‬وقدموا‭ ‬سكان‭ ‬مصر‭ ‬الحدوديين‭ ‬مثلا‭ ‬بإعتبارهم‭ ‬أجلافا‭ ‬وحمقى،‭ ‬وهي‭ ‬رؤية‭ ‬عنصرية‭ ‬اتسمت‭ ‬بها‭ ‬كتابات‭ ‬الجغرافيين‭ ‬وغيرهم‭ ‬ممن‭ ‬كانو‭ ‬جنودا‭ ‬ضمن‭ ‬جنود‭ ‬الحملات‭ ‬العسكرية‭ ‬الاستعمارية‭.‬

والدكتور‭ ‬عاطف‭ ‬معتمد‭ ‬وأقتبس‭ ‬هنا‭ ‬من‭ ‬سيرته‭ ‬الذاتية‭ ‬العلمية‭: ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬القاهرة‭ ‬عام‭ ‬1969،‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬الجغرافيا‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬الآداب‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة‭ ‬عام‭ ‬1996،‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬الدكتوراة‭ ‬في‭ ‬الجغرافيا‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬سان‭ ‬بطرسبرغ‭ ‬الروسية‭ ‬عام‭ ‬2001،‭ ‬تدرج‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الأكاديمي‭ ‬بجامعة‭ ‬القاهرة‭ ‬من‭ ‬درجة‭ ‬معيد‭ ‬عام‭ ‬1991،‭ ‬إلى‭ ‬مدرس‭ ‬مساعد‭ ‬عام‭ ‬1997،‭ ‬فمدرس‭ ‬عام‭ ‬2001،‭ ‬ثم‭ ‬أستاذ‭ ‬الجغرافيا‭ ‬السياسية‭ ‬المشارك‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2007،‭ ‬وإلى‭ ‬الآن،‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬الدولة‭ ‬التشجيعية‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬عام‭ ‬2009،‭ ‬


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة