ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

حكمة إلهية

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 04 فبراير 2022 - 06:32 م

من الحكم الإلهية التى يتوجب الوقوف امامها وتأملها، استمرار انتشار فيروس كورونا فى الدول المتقدمة وعلى رأسها امريكا، وذلك لأن التاريخ يقول لنا إن الرأى العام العالمى يعتبر الوباء «منتهى» عندما يتضاءل التهديد والخطر الذى يمثله داخل الدول الأكثر ثراءً أو داخل العالم الغربى.

حدث هذا مع فيروس HIV المؤدى لمرض الإيدز والذى اجتاح امريكا والعالم فى الثمانينيات وتسبب فى وفاة 36.3 مليون شخص. فمع انحسار الفيروس فى الدول الكبرى وبالأخص أمريكا قل الاهتمام به، رغم انه ما زال منتشراً فى دول جنوب الصحراء الأفريقية لم تبذل الجهود الكافية لإيجاد علاج أو حتى لقاح له حتى الآن.. الترتيب الإلهى فى أن يكون كورونا ومتحوراته سريع الانتشار ومتكرراً يعنى ان المعركة ضده ستظل ساخنة وذات أولوية طالما انه مازال يقض مضاجع الدول الكبرى..

أما عن المنتصر فى هذه المعركة، فالحقيقة انه باستثناء «الجدرى»، لم يربح البشر قط المعركة بشكل نهائى مع اى فيروس، خاصة فيروسات الجهاز التنفسى والتى لا تلبث تطل علينا من حين لآخر بأحد أشكالها القبيحة لتثير موجة من الذعر والهلع حول العالم، على غرار الأنفلونزا الإسبانية التى أصابت ثلث سكان العالم عام 1918، ومن بعدها انفلونزا الطيور والخنازير ومتلازمة البحر المتوسط، ومؤخرا كورونا ومتحوراته. 


اقصى انتصار يمكن ان يحققه البشر فى حرب البقاء التى يخوضها معنا الفيروس هو اضعافه وتدجينه ليتحول من وباء لمرض متوطن يؤخذ له تطعيم موسمى. تحقيق ذلك يتطلب بشكل أساسى عدالة توزيع اللقاحات خاصة فى الدول الأكثر فقراً وذات الرعاية الصحية المتدهورة، او الوصول لمناعة القطيع كما حدث مع الأنفلونزا الإسبانية التى ضربت 4 موجات منها العالم ما بين عامى 1918-1920 وانتهت خطورتها بعد ان استنفذت الاصابات عدداً كافياً من البشر لتحقيق مناعة جمعية.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة