علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


إنتباه

مواجهة إسرائيل في إفريقيا

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 09 فبراير 2022 - 06:00 م

كانت إفريقيا وستظل هدفا لاسرائيل، بل إن أوغندا مستهدفة «قبل فلسطين» وطنا قوميا لليهود! من هذا المنظور يجب تثمين خطط تل أبيب بالزحف الدائم نحو إفريقيا.

لذا لم يكن مستغربا ألا تكف اسرائيل عن الاقتراب المستمر من القارة السوداء، ولم تهدأ محاولات التغلغل فى أركانها يوما، وكان طلب تل أبيب منحها صفة العضو المراقب بالاتحاد الافريقى مجرد جولة فى مخطط طويل الأمد والنفس، لخدمة أهداف متعددة تتراوح بين الأمنى والاقتصادى والسياسي.
غير أن قرار القمة الافريقية الأخيرة بأديس أبابا بتعليق صفة العضو المراقب وتشكيل لجنة من سبع رؤساء دول لمزيد من الدراسة، يعنى أن ثمة جهودا عربية مكثفة لابد من بذلها ليتحول التعليق إلى قرار بات ونهائى برفض قاطع للمسعى الاسرائيلي.

إفريقيا لا تمثل فقط مجرد عمق استراتيجى للجناح الغربى للوطن العربى، ولكنها بمثابة ساحة هائلة لتعاون قائم، وقابل للتوسع والتعميق فى العديد من المجالات، خاصة على الصعيد الاقتصادى، فضلا عن ثقل إفريقيا بدولها التى تتجاوز الخمسين فى المحافل الدولية، والأهم البعد الأمنى بعد أن تحولت إلى أكثر الدوائر استهدافا من جانب كل القوى الاقليمية، وعودة القوى الدولية ليس فقط ذات الماضى الاستعمارى، وإنما القوى الدولية البازغة والتى أججت الصراع العالمى فى أرجاء المعمورة. وافريقيا بثرواتها ومواردها التى مازال أغلبها بكرا جعلت الأطماع سافرة، وهنا بالتحديد تتجسد خطورة الدور الاسرائيلى، فى ظل العلاقات والمصالح المتشابكة والمتداخلة لتل أبيب مع معظم عواصم القوى الاقليمية والدولية الزاحفة من جديد نحو افريقيا. فى ضوء هذه الرؤية، فإن على العواصم العربية، وعلى الجامعة العربية ومنظومتها التى تختص بأوجه التعاون مع القارة الافريقية، أن تتبنى استراتيجية قوية، تكون غايتها الرئيسية مجابهة مساعى اسرائيل لاختراق الاتحاد الافريقى.

ولعل إحدى أخطر المواجهات ستكون داخل مفوضية الاتحاد الافريقى ورئيسها المدعو محمد موسى الذى منح نفسه صلاحيات تتجاوز جميع الهيئات، ووافق على الطلب الاسرائيلى، لتأتى القمة الـ٣٥ وتعيد الأمور لنصابها الشرعى، ومن ثم فإن على العرب اغتنام الوقت المتاح لدراسة اللجنة السباعية للطلب الاسرائيلى لدحضه، تمهيدا لرفضه فى القمة القادمة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة