زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد


رٌكن الحواديت

المجاهرون بقلة الأدب!

زكريا عبدالجواد

الجمعة، 25 فبراير 2022 - 07:01 م

صادفته بعد سنوات بعيدة على أحد المقاهى بالقاهرة، وبعد حديث طويل عن الثقافة وهمومها أخرج كتابًا من حقيبة قديمة وقال: هو لك، ثم كتب إهداءً بخط جميل.
شكرته، وتصفحت الرواية، فوجدت بين أوراقها مجونًا غير مقبول، ووصفًا لمشهدٍ جنسى بين بطل الرواية، وامرأة بكل تفاصيله، دون أية مواراة! فلاحظ اندهاشى وقال ساخراً: يبدو أنك رجعى!

ضحكت وقلت له: أنا ضد الكتابة بفجاجة عن الجنس، أو التلفظ بما يغضب السماء فى أى كتابة من صنوف الأدب.
 فقال إن الإبداع لا يؤطر، والمبدع يكتب واقعًا معاشًا، وله أن يكتب ما يشاء، وللقارئ حرية القراءة من عدمها.
 تركته وألقيت بكتابه فى أقرب صندوق قمامة؛ لإيمانى بأن الأدب الأوسع انتشارًا لا يتطلب أن يكون صاحبه «قليل» أدب، أو سيىء الخلق مع الله.
 الأدب هو فكر أو تجربة - حقيقية أو تخيلية- بها مخزون من الدهشة، يُظهر براعة السرد وجمال الوصف، وربما يوثق التاريخ دون زيف، وبما يجذب القارئ للاطلاع بشغف.

وكلى يقين أن الإبداع أيا كان نوعه يخضع للتأطير «الأخلاقي»، وأن المكتوب من غير أدب أو غرس قيمة، هو قِلة أدب ومنتج يعكس ما بداخل صاحبه من سوء خُلق وانحطاط.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة