صفاء نوار
صفاء نوار


مجرد سؤال

جزى الله الشدائد ..علمتني

صفاء نوار

الأربعاء، 16 مارس 2022 - 05:14 م

الحرب هى الحرب.. خوف أو شجاعة فى كل مكان.. لكن الفارق الوحيد فى وجود الدولة ورسائل الطمأنة التى تصدرها للناس، كنت فى مدينة شتوتجارت بألمانيا فى أول أيام الحرب الروسية فى أوكرانيا وشاهدت كيف ارتفع سعر البنزين حوالى 40٪ دون استئذان، كما رأيت خوف الألمان وامتداد الطوابير أمام المحلات لتخزين السلع الغذائية..

ومع ذلك ظلت أسعارها ثابتة رغم أن ألمانيا على خط النار فى الأزمة، والسبب أن ألمانيا لديها اكتفاء ذاتى من معظم السلع الغذائية، وحين عدت إلى بلدى مصر ومع اقتراب الشهر المبارك لم أجد سلعة ناقصة فى الأسواق وجدت فقط تخوفات وشائعات أدت لارتفاع الأسعار.
ورغم حرص الحكومة ونجاحها فى تجاوز أزمة كورونا فى عاميها الأولين رغم كل ما سببته من كساد وشلل عالمى.. كنا نرى افتتاحات مشروعات غذائية تنتج بالفعل وليست مجرد مخططات بدأت الإنتاج وأنجزت فى ظل العزل والتباعد!

وكنا نكتفى بالتساؤل: لماذا تقيم القوات المسلحة هذه المشروعات ولماذا تشارك القطاع الخاص فى مشروعات غذائية وإنتاج أسماك ودواجن واستصلاح أراضى، نسينا أن الأمن الغذائى واحد من أهم عوامل الأمان وهو ما ظهر مع بداية الحرب ويظهر فى أى أزمة عالمية فمن لا يملك غذاءه وقوته لا يملك قراره أو مستقبله.

ففى مجال الزراعة وحدها وعلى مدى السنوات السبع الأخيرة منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم تم إنجاز أكثر من 320 مشروعا زراعيا تنمويا بتكلفة تجاوزت 40 مليار جنيه.. ومشروعات للتوسع لزراعة 2 مليون فدان. ومثلها فى المشروع القومى لتنمية البحيرات ومشروعات الثروة السمكية بمناطق غليون وشرق التفريعة والديبة.

ومشروع تنمية الريف المصرى لاستصلاح وزراعة ١.٥ مليون فدان، ودعم إنتاج محاصيل عالية الجودة والإنتاجية لتوفير غذاء صحى وآمن للمواطنين، وإصلاح جودة الحياة أمام أكثر من 60 مليونا بالريف ومنع الاعتداء على الأرض الزراعية، كل هذه المشروعات تمت قبل أن تندلع الحرب فى أوروبا التى أثبتت أن الضرر الأكبر وقع على الدول التى تستورد غذاءها يوما بيوم، لكن الدول التى اعتمدت على قدراتها بالسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح والمحاصيل والخضر والفاكهة قادرة على تجاوز الأزمات وتحدى الصعاب وأزمات التجارة العالمية وقطع الطريق أمام المتاجرين بالحروب والشدائد وكفاها أنها علمتنا عدو هذا الوطن من صديقه.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة