ممتاز القط
ممتاز القط


« كلام يبقى »

ممتاز القط

الأربعاء، 23 مارس 2022 - 06:16 م

كل عام وأنتم بكل الخير ورمضان كريم. والكرم هنا لا يمكن أن ينحصر فى الكميات المهولة من المواد الغذائية التى يتم استهلاكها ولكنه يشمل أساساً العبادة والتقرب إلى الله تعالى وروح التكافل التى يجب أن تسود بين كل الناس ووجود نقطة التقاء بين الأغنياء والفقراء. يأتى رمضان هذا العام فى ظل أزمة عالمية طاحنة لا يعرف أحد بالضبط مدى تداعياتها وتأثيرها.

أزمة نخطئ كثيراً لو تم حسابها بالمدى الذى تصله الحرب الروسية الأوكرانية. فحقيقة الأحداث تؤكد أن عالماً جديداً بدأت بالفعل إرهاصات ميلاده والتى سوف تشمل العالم كله وتغير موازين الصراع والقوة.

من هنا فإن الدراسة الواعية والمتأنية لتأثيرات هذا الصراع تمثل فرصة سانحة أمام الدول للاستفادة منها وإعادة الحسابات.
ورغم أن تأثيرات الصراع لاتزال فى بدايتها إلا أنها كشفت من جديد ضرورة الاعتماد على الذات وعدم الارتكان إلى أن هناك دولا تنتج أكثر بكثير من احتياجاتها والتى يتم تصديرها إلى دول أخرى أقل إنتاجاً.
وجود الأموال اللازمة لشراء الاحتياجات من الخارج أصبح نظرية اقتصادية بالية.

لكن يظل الاعتماد على الذات مرتبطاً بالقدرة على الإنتاج وتغير ثقافة الشراء واللجوء للاستيراد كبديل مضمون بالإضافة إلى ضرورة ضبط عمليات الاستهلاك الواسعة وتقاسم المسئولية بين الحكومة والمواطنين. وإذا كان صحيحاً أننا فى مصر نمتلك احتياطيات غذائية كافية لمدد زمنية محددة فإن ذلك يجب ألا يصبح سبباً فى الزيادة المفتعلة فى حجم الاستهلاك والتى ستؤدى بلا أدنى شك إلى ارتفاع الأسعار مهما فعلت الحكومة.

إننا للأسف ونتيجة لتجارب كثيرة فى الماضى أصبح لدينا نظرية اقتصادية ننفرد بها عن كل دول العالم وهى لجوء المواطنين إلى تكوين احتياطى غذائى من جميع أنواع السلع. إن كميات الاحتياطى الغذائى التى يعلنها الدكتور على مصيلحى وزير التموين تقتصر فقط على ما يتوافر لدى الدولة ولكنه يغفل احتياطى الأفراد والذى يؤدى إلى رفع تدريجى للأسعار.
الارتفاع الجنونى وغير المسبوق فى الأسعار سببه الأساسى غياب الوعى بالإضافة لسوء اختيار التوقيتات المناسبة لرفع أسعار بعض الخدمات ورمضان كريم «هى عادة ولا هنشتريها».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة