الأحد، 27 مارس 2022 - 08:02 م

شكا لى صديقى الذى يسكن فى أحد أحياء التجمع الخامس من أنه نسى فى سيارته مظروفا مهما وبعد صعوده إلى شقته قرر أن ينزل لإحضاره ففوجئ بعدد هائل من الكلاب يزيد عن حوالى 8 كلاب تحيط به فلم يستطع الوصول إلى السيارة التى لا تبعد كثيرا عن بيته.. وقال لي: إنه كان يضع سيارته بجوار أحد صناديق تجميع القمامة وندم ندما شديدا أنه فعل ذلك فقد كان المكان مرتعا ومأوى للكلاب الضالة. وأن زوجته تعرضت لموقف شبيه قبل عدة أيام بعد المغرب وظلت قابعة فى سيارتها واتصلت به على المحمول لكى يأتى لإنقاذها فقد كانت الكلاب تحيط بسيارتها ولم تستطع النزول منها خوفا على حياتها.

 الحكومة مشكورة تحرص على تطعيم الكلاب الضالة لمنعها من إصابة المواطنين بمرض السعار لكن هذا لا يكفي.. الرحمة بالحيوان مطلوبة طبعا لكن هذه الكلاب أصبحت تمثل ظاهرة خطيرة فى معظم شوارعنا وتقوم بمهاجمة المارة خاصة فى المساء عندما يحل الظلام.. هذه الظاهرة لم تعد تقتصر على المناطق التى لا ينتشر فيها العمران بالمدن الجديدة بل تتزايد حتى فى الأماكن المأهولة وتسبب الذعر للمارة الذين لا حول لهم ولا قوة أمام هجوم الكلاب بأعداد كبيرة. المثير فى الأمر أن هناك نحو 380 ألف حالة عقر من الكلاب التى يتم تربيتها فى المنازل لذلك لابد من وجود قانون ينظم تربية الكلاب فى البيوت منعا لانتشار هذه الظاهرة فى مصر.. والملاحظ أن هناك اتجاها لدى الكثير من المواطنين لاقتناء الكلاب فى المناطق الشعبية عكس الاعتقاد الموجود بأن الأغنياء فقط من يقومون بتربية الكلاب فى المنازل.

فى مصر يوجد نحو 15 مليون كلب طبقا لإحصائيات الهيئة العامة للطب البيطرى ليسوا جميعا من الكلاب الضارة لذا يجب التعامل مع هذه الظاهرة بالأساليب العلمية لتقليص أعدادها الكبيرة بالتنسيق مع جمعيات الرفق بالحيوان.
انتشار صناديق القمامة فى الشوارع شيء إيجابى لكن الذى يحدث شيء آخر حيث تتواجد القمامة على الأرض ويكثر معها انتشار الكلاب وطبقا أيضا لأرقام لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب هناك مليون و900 ألف إصابة تسبب فيها الكلاب الضالة بالشوارع، تم إنفاق 130 مليون جنيه لتوفير الأمصال لعلاج حالات العقر التى تسبب السعار ومن ثم الوفاة للشخص إذا لم يتم إنقاذه على الفور.

لا أطالب بإعدام الكلاب الضالة ولا التخلص منها لكن إعطاء هذه الظاهرة أهمية كبرى مع زيادة كلاب الشوارع التى يتصف معظمها بالعنف والإقدام على مهاجمة المارة وعقرهم.. هناك حالات كثيرة وأمثلة لهجوم هذه الكلاب على المارة سببت لهم حالات رعب شديدة وهنا يأتى دور الدولة وجمعيات الرفق بالحيوان وأن تعمل معا لمواجهة هذه الظاهرة المخيفة.

فلاسفة الفيسبوك
على صفحات الفيسبوك يمكنك أن تلمح عشرات من «فلاسفة الفيسبوك» الذين تحولوا فجأة إلى محللين اقتصاديين مع إقدام الحكومة على اتخاذ إجراءات لحماية الاحتياطى المالى ودفع الجنيه المصرى للصمود فى ظل الأزمة الاقتصادية جراء الحرب فى أوكرانيا وتداعياتها على مصر.. هؤلاء الذين نصبوا من أنفسهم خبراء اقتصاد يتحدثون بثقة عن تراجع الجنيه أمام الدولار وتعليقاتهم غير الموفقة من عينة «الله يرحمه» وغيرها من تعليقات لا تمت للواقع بصلة مطلقا فهناك ضرورة لأخذ هذه الإجراءات حتى نمر من هذه الأزمة بسلام.. هؤلاء يتناسون عن عمد أو قلة خبرة أو غياب المعلومات والأرقام أن الدولة المصرية كانت تتحسب لحدوث مثل هذه الأزمات فى إطار خطط استراتيجية لتوفير القمح المحلى لحماية البلاد من أى آثار أو تداعيات لا ذنب لنا فيها.. قفوا بجانب الوطن فى المحن وكونوا فألا طيبا وقدوة لغيركم ولا تصدروا لنا الإحباط.