الثلاثاء، 05 أبريل 2022 - 07:48 م

للعام الثالث على التوالى يواصل بيتر ميمى مخرج ملحمة الاختيار إبهارنا، أعلى مستوى من التصوير والإخراج وذكاء عال فى الحبكة الدرامية وتقنية عالية فى نقل المشاهد والكادرات، وحسن اختيار الممثلين وإجادة تسكين كل ممثل فى مكانه الصحيح بحيث حقق المعادلة التى قلما تتحقق فى أى عمل فنى جودة وإتقانا فى كل شيء..

الاختيار فى جزئه الثالث ورغم أنه فى حلقاته الأولى إلا أنه استحوذ تماما على إعجاب الملايين وليس فى مصر وحدها ولكن فى جميع الوطن العربى، ولعل المتابع لوسائل التواصل الاجتماعى يلمس ذلك بكل سهولة..

فكم من الصفحات التى تشيد بالمسلسل على جميع المستويات، هذا إذا تكلمنا عن الناحية الفنية فقط أما من جهة كونه الوثيقة التاريخية لكشف الحقائق والوقائع وكل تفاصيل المؤامرة التى تكالبت علينا فى مصر قبيل نكبة يناير وأثناءها وبعدها وكذلك كشف تفاصيلها بمختلف أطرافها سواء التى دبرت وخططت أو التى مولت وجندت أو الذين تم استخدامهم باسم الدين كوقود للتخريب والتدمير فى مصر..

وعلى الجانب الآخر يكشف المسلسل كم البطولات والتضحيات التى قام بها أبطالنا البواسل من أبناء الجيش والشرطة وكم الدماء الطاهرة التى قدمها شهداؤنا عن طيب خاطر فداء لمصر وشعبها، بطولات لا ننساها أبدا ولولاها ما كنا لننجو من تلك المؤامرة، ولعل أجمل ما فى «اختيار» هذا العام هو تركيز الأحداث على الدور الذى لعبه الرئيس السيسى فى إنقاذ الدولة من الحكم الإرهابى وكيف قدم مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية ولم يفكر فى مصيره إذا كان لا قدر الله لم ينجح فى مهمته المقدسة..

فكان خوفه على البلد أقوى من خوفه على نفسه، مما يجعلنى أوقن عاما بعد عام أن هذا الرجل عطية الله سبحانه وتعالى لمصر وسبب نجاتها وسبب تقدمها بمشيئة الله لتأخذ مكانها بين دول العالم المتقدم..

كذلك فاجأنا المسلسل بمجموعة من التسجيلات والتسريبات لقيادات الجماعة الإرهابية لكى تكون دليلا دامغا على خيانتهم وحجرا على كل المتعاطفين معهم أن يضعوه فى أفواههم لكى لا نسمع لهم صوتا بعد الآن..

أما المفاجأة الجميلة بالنسبة للمشاهدين هذا العام فى اختيار الفنان ياسر جلال لدور الرئيس السيسى، فقد أجاد بشكل مذهل فى كل شيء وحتى لغة الجسد تكاد تتطابق مع الرئيس السيسى، تحية لياسر جلال ولبقية ممثلينا العظام: أحمد السقا وأحمد عز وكريم عبد العزيز وكل ممثل ولو كومبارس فى المسلسل، وتحية لكل الفنيين والعاملين والتحية الكبيرة طبعا لبيتر ميمى.. بمشيئة الله سنستمتع هذا العام بالجزء الثالث وفى انتظار أجزاء أخرى قادمة إن شاء الله.

ما قل ودل:  أشد عقوبة فى الدنيا أن يمسك الله لسانك عن ذكره..